في رابع استخدام لحقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، منعت روسيا والصين أمس مجلس الأمن الدولي من تبني مشروع قرار لإحالة نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، في حين تمكنت القوات النظامية السورية أمس من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي أكثر من عام. واستخدمت روسيا والصين حق النقض الخميس ضد مشروع قرار عرض في مجلس الأمن الدولي، لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع. وعرضت القوى الغربية مشروع القرار هذا في مواجهة تصاعد الفظاعات في سوريا، بما يشمل هجمات كيماوية، وعمليات تعذيب منهجية، وقصفاً بالبراميل المتفجرة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. وصوتت الدول الأعضاء ال13 الأخرى في مجلس الأمن لمصلحة مشروع القرار. وقال سفير كوريا الجنوبية أوه جون، الرئيس الدوري للمجلس، إن «مشروع القرار لم يُعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس». من جهتها، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سامنتا باور أمام المجلس إنه نتيجة للتصويت «لن يصل الشعب السوري إلى العدالة اليوم»، معتبرة أن الفيتو «لا يحمي النظام السوري فقط، وإنما المجموعات الإرهابية أيضاً». ومشروع القرار الذي أعدته فرنسا دعمته 60 دولة، بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية ودول أفريقية عدة. فك حصار ميدانياً، تمكنت القوات النظامية السورية أمس من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي أكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق إمداد رئيس للمعارضين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، «بعد نحو 13 شهراً من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي»، مشيراً إلى أن دبابات ومدرعات «دخلت السجن صباح أمس»، وسُمعت داخله «أصوات إطلاق رصاص كثيف، ابتهاجاً بوصول قوات النظام». وقال عبد الرحمن إن الطيران المروحي يقوم الخميس بإلقاء براميل متفجرة على مناطق وجود المقاتلين «على بعد مئات الأمتار من السجن». وفرض مقاتلون معارضون، بينهم عناصر من جبهة النصرة وكتائب إسلامية، حصاراً على السجن الواقع على المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا منذ أبريل 2013. واقتحموا أسواره مراراً، سعياً إلى «تحريره»، قبل أن تطردهم القوات النظامية. 600 قتيل وحال الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم إلى السجن، ما تسبب في حالات وفاة عديدة بين السجناء. وبحسب المرصد، أدى الحصار والقصف الذي طاول السجن إلى مقتل نحو 600 سجين من أصل أربعة آلاف كانوا فيه، غالبيتهم موقوفون بجرائم جنائية. وأعرب المرصد عن «مخاوف من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن حملة إعدامات» بحق سجناء معارضين، لإظهار أنهم «قُتلوا أثناء الحصار». وخاضت القوات النظامية، مدعومةً بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، معارك ضارية في الأيام الماضية ضد المقاتلين، ما أدى إلى مقتل 50 مقاتلاً على الأقل الثلاثاء والأربعاء. وتقدمت القوات النظامية الأربعاء في اتجاه السجن، إثر سيطرتها على تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء في الشيخ نجار على بعد كيلومتر منه. وأشار عبد الرحمن إلى أنه بنتيجة فك الحصار عن سجن حلب «تم قطع طريق إمداد رئيس للمقاتلين بين الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب والحدود التركية»، موضحاً أن «طريق الإمداد الوحيد المتبقي بين حلب والحدود التركية هو طريق الكاستيلو، في شمال غربي المدينة». مراقبون روس أعلنت روسيا أمس أنها قررت إرسال مراقبين، للإشراف على الانتخابات الرئاسية السورية المقررة الشهر المقبل. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف قوله إن المجلس قرر إرسال مراقبين للانتخابات الرئاسية في سوريا، موضحاً أنه سيتم إرسال كل من رئيس لجنة المُلكية سيرغي غافريلوف عن الحزب الشيوعي، وعضو لجنة الشؤون الدولية إيفان كفيتكا عن حزب «روسيا الموحدة». موسكو - يو.بي.آي البيان الاماراتية