استنزفت الاستعدادات البرازيلية لتنظيم العرس الكروي العالمي، الذي سينطلق في 12 يونيو المقبل، أموالا طائلة من البرازيل، فبالإضافة إلى البنية التحتية من ملاعب وطرق وتحديث مطارات وغير ذلك، ظهر الجانب الامني الذي بات يؤرق المسؤولين البرازيليين أكثر، في ظل تنامي الدعوات للإضرابات العمالية والخشية المتزايدة من أعمال شغب واحتجاجات قوية، خلال انطلاق المنافسات قريبا. وأكد مسؤولون أن البرازيل أنفقت أكثر من 850 مليون دولار، من أجل توفير الأمن خلال النهائيات. وأكد وزير الدفاع سيلسو أموريم أن البرازيل مستعدة تماما، لضمان سلامة فعاليات بطولة كأس العالم. وستوفر البحرية 13 ألف عنصر إضافي، وأربع فرقاطات وسفينة حربية و21 زورق دورية. من جانبها، سترسل القوات الجوية 24 طائرة من طراز سوبر توكانو، وثلاث طائرات رادار، و11 مروحية. وقال كاردوزو إن المنظمين على استعداد لمواجهة الاحتجاجات والتظاهرات. وقال مسؤولون إنهم يعتقدون أن الاحتجاجات ستكون أقل من تلك التي اندلعت خلال العام الماضي. 57 ألف جندي.. و100 ألف شرطي أعلن وزيرا الدفاع والعدل، سيلسو أموريم وخوسيه إدواردو كاردوزو، أن الحكومة ستنشر 57 ألف جندي، و100 ألف شرطي، وغيرهم من قوات الأمن في 12 مدينة تستضيف مباريات كأس العالم، لحراسة الفنادق والملاعب والمطارات، خلال مباريات البطولة. سخط شعبي أثار خبر استضافة البرازيل لكأس العالم، ومنذ أن تم الإعلان عن الخبر قبل سنوات، حفيظة قطاعات كبيرة من الشعب البرازيلي، نتيجة المستويات المرتفعة من الفقر والبطالة. ومع إعلان الأرقام الكبيرة من المليارات من الدولارات التي تصرف على الكأس العالمية، زاد هذا السخط، ما ينذر باحتجاجات كبيرة انطلق بعضها قبل أسابيع، من خلال إضرابات الشرطة وسائقي الحافلات. في جانب آخر، اعترف السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جيروم فالكه، أول من أمس، بأن «كل شيء قد يحدث»، خلال كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، لكنه أعرب عن ثقته بأنه «لن يؤثر شيء في إقامة المباريات ال64، خلال البطولة بشكل طبيعي». وقال «الرجل الثاني» للاتحاد الدولي لكرة القدم في تصريحات لموقع «يو أو إل»، إن «كل شيء قد يحدث، لكن لن يؤثر شيء في المباريات ال64». وأوضح أنه لا يسعى إلى أن يتم التعامل مع تصريحه هذا على أنه «استفزاز أو تهديد». وأكد «أقول هذا لأننا نتمتع بالمسؤولية، سننفذ ما نصت عليه القرعة». وبحسب الموقع فإن مسؤول ال«فيفا»، عندما يقول «كل شيء قد يحدث»، فإنه يعني بالفعل «كل شيء»، ما يتضمن الأعمال المتأخرة في الاستادات والمطارات، ومشكلات الاتصالات، التي قد لا تكون في أفضل حال خلال البطولة، والاحتجاجات التي تزايدت كلما اقترب يوم 12 يونيو، عندما يلتقي منتخبا البرازيل وكرواتيا في مستهل مباريات البطولة. وسجلت مدينة ساو باولو التي تستضيف في 12 يونيو المباراة الافتتاحية لمونديال البرازيل، أول من أمس، رقما قياسيا جديدا في زحمة السير، إذ وصل طول طوابير السيارات العالقة في الزحام على طرقاتها إلى 344 كلم. وسجل هذا الرقم القياسي المؤسف مساء الجمعة في كبرى مدن البرازيل، بحسب ما أعلنت الشركة العامة التي تدير حركة المرور في المدينة. وتشتهر ساو باولو التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة أصلا بفوضى حركة المرور فيها، لكن ما زاد الأزمة استفحالا هو الاضراب الذي بدأه منذ أيام سائقو حافلات النقل المشترك في المدينة. وبعد توقف عن العمل لمدة 48 ساعة (يومي الاربعاء والخميس)، في إضراب نفذه سائقو الحافلات في مدينة ساو باولو نفسها، أعلن زملاؤهم في ضاحية المدينة إضرابا مماثلا ليومي الخميس والجمعة. ويطالب المضربون خصوصا بزيادة رواتبهم بنسبة 10%. وتندرج هذه التحركات الاحتجاجية في إطار التظاهرات والاضرابات التي تشهدها البلاد عموما مع اقتراب موعد انطلاق مباريات كأس العالم في كرة القدم، التي تستضيفها البرازيل، من 12 يونيو وحتى 13 يوليو المقبلين. ويعتقد أن الاموال العامة التي أنفقت على استضافة المونديال بلغت 11 مليار دولار، وهو مبلغ أثار سخط العديد من البرازيليين العام الفائت، وأنزلهم إلى الشوارع في تظاهرات احتجاجية ضخمة، طالبوا فيها الدولة بالإنفاق على تحسين الخدمات العامة. الامارات اليوم