شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسقاطات الصراع الروسي الأمريكي على القضية الجنوبية ( دراسة علمية واقعية موجزة )
نشر في الجنوب ميديا يوم 25 - 05 - 2014

((عدن حرة)) خاص :
السبت 2014-05-24 22:31:24
.
كتب / م. علي نعمان المصفري
.
محاولة الغرب بزعامة الولايات المتحدة في اوكرانيا لتطويق روسيا الأتحادية سياسيا وأقتصاديا وعسكريا لم تكن وليدة الصدفة بل تم التحضير لها منذ فترة مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهدفت الى أطباق كل منافذ خروج روسيا الى العالم أذا ماتعافت من فترة تخلفها عن الغرب الأقتصادي والعلمي وأحكام القبضة عليها أمنيا بزرع الصواريخ الباليستية عند مردم روسيا بعد ان نجحت الولايات المتحدة والناتو على ذلك في بولندا ولاتوانيا وملدافيا.
.
وردا على ذلك قدرت روسيا بوتين من النهوض وملاحقة الغرب بل وأصبحت على قدر من الكفاءة للمنافسة ودخول السوق العالمية وتثبيت نفسها على الساحة الدولية كواحدة من أهم الدول الصناعية في العالم بدخولها الثمانية الكبار. وعلى الرغم من الأعلان على أنتهاء الحرب الباردة بسقوط سور برلين وتفكك الأتحاد السوفيتي في العام 1991 فقد تم تجميدها من طرف واحد اي روسيا بينما الولايات المتحدة ظلت تحشد أمكاناتها في مناطق عديدة من العالم الممكن من خلالها اضعاف روسيا ومن ثم سقوطها كما حدث للأتحاد السوفيتي من قبل.
.
ولم يغب على روسيا بوتين من عودتها لتكون قطبا آخر يوازي الغرب. وكان أول أختبار حقيقي لها في سوريا فرضها واقع سياسي عارض الولايات المتحدة وقوض نهجها المعمول به في الوطن العربي من خلال الفوضىى الخلاقة بصورة ثورات الربيع العربي وتغيب روسيا الأتحاد السوفيتي عن الشرق الأوسط حيث مثل تواجدة حجر الزاوية في الصراع الدولي وأثر على ميزان القوى الدولية طوال عهد الأتحاد السوفيتي. وبقت الولايات المتحدة تتعربد في دول الشرق الأوسط مع حليفاتها الغربية تعجن سياسة البلدان الشرق أوسطية بماتراه مناسبا لها وتغير خميرة عجينتها وفق متغيرات واقع تلك البلدان لتنتج في المحصلة ثمار تجنيها الولاياتالمتحدة بالعبث بثروات ومقدرات تلك البلدان وأستغلالها وكذا المواقع الأستراتيجية والعسكرية المهمة بفرض سيطرتها على أتجاه السياسة الدولية وأستثمارها لمنافعها. وعملت الولايات المتحدة في عهد جورج دبليو بوش الأبن على رسم الفوضى الخلاقة لأعادة تقسيم المنطقة العربية تأسياسا على سياساتها الجيوسياسية والجيوأستراتيجية الهادفة الى أشتمال تأمين الأمن القومي لأسرائيل وهو ما نتج الى السطح بصور ثورات الربيع العربي التي حملت الى بلدان الشرق الأوسط مشاريع الحروب الأمريكوماسونية الخمسة المتسلسلة. الهادفة الى أنتاج الفوضى الخلاقة بوصول تلك البلدان الى دول فاشلة وغياب الدول فيها.
.
وتوالت بعد تونس اليمن وليبيا وسوريا وقبلها العراق بينما تعثرت في عمان والأردن والبحرين. و عندما فشل تغيير نظام مصر بسيطرة الأخوان المسلمين على مقاليد السلطة جراء نتائج سياساتهم الكارثية في بحر عام توجهت مصر بثورة 30 يونيو2013 الى الطريق الصحبح لتطورها بأقرار شعبي واسع منقطع النظير في تاريخ الثورات في العالم بخروج 35 مليون مصري وتنجح مصر بمؤازرة القوات المسلحة ودعم مالي من ثلاث دول خليجية رائدة السعودية والكويت والأمارات، مما فرض واقع آخر فشلت فيه خطة الولايات المتحدة في أعادة تقسيم العالم العربي وبذلك أتخذت الولايات المتحدة جملة من العقوبات على مصر من ضمنها أيقاف المساعدات المالية العسكرية المقررة سنويا لمصر وفق أتفاقية كامب ديفيد. وردا على ذلك وبقوة ذهبت مصر الى روسيا لتعيد وتحيي علاقاتها القديمة من عهد الزعيم عبد الناصر وتتويج هذة العلاقة في صفقة تسلح ضخمة وتعاون عسكري مهم مما أضاف حاجة ماسة الى عودة الدب الروسي الى المنطقة، ليحتل مكانتة من جديد وتكشف ذلك من خلال التصريحات الصحفية المختلفة للقيادة الروسية وما كشف عنه السفير الروسي في لبنان في الحوار الذي أجرتة معه قناة الميادين في شهر فبراير الفائت, حيث أظهر السفير ألأحداثيات الجيوسياسية والأستراتيجية لروسيا في الشرق الأوسط وأتجاهات أسقاطاتها على مختلف بلدان الشرق الأوسط ومنها اليمن, بمايدلل قيام تحالف خليجي روسي مصري, تدخل فيه الصين وأيران مع سوريا. ولما وجدت الأدارة الأمريكية هذا الأجاة الروسي قد بات في حكم المهم والخطير المنافس قامت بالألتفاف بزرع مخلب في صدر الدب الروسي وأستغلال التأزم الروسي الأوكراني في أشغال روسيا عن بقية مناطق العالم والتركيز على مناورات الفأر الأمريكي بين رجلي الدوب الروسي. لذلك كان لزاما على الولايات المتحدة ضرورة تقدمها في مشروع السيطرة على اوكرانيا باستغلال الفساد وحالة الناس المعيشية ومن ثم القبض على اهم مفاصل العملية السياسية بالتحكم بالمعارضة وتوجيهها حسب خبرات الغرب السابقة بأنتهاز وأستغلال فترة أنهيار النظام الأشتراكي والكتلة الشرقية في أوربا, حيث كانت الفرصة مواتية لأن يحدث ماحدث وتصل المعارضة الى سدة الحكم وفق رؤيتها في أيقاف وتحجيم دور الدب الروسي المرتقب.. لكن وفي شبة جزيرة القرم ذات الأغلبية الروسية كان الروس قد حسموا أمرهم بأتخاذ جملة من الأجراءآت لحماية أنفسهم مقابل انقلاب المعارضة الأوكرانية على الرئيس الشرعي لأستغلال المعارضة الأتفاق المبرم مع الرئيس الأكراني,
.
وبذلك تم أحتلال كل المؤوسسات الحكومية وتنظيم أستفتاء عام للألتحاق بروسيا وهو ماتم لاحقا لتصبح شبة الجزيرة القرم جمهورية تابعة لروسيا. وتزامنا مع ذلك كان على روسيا أتباع خيار واحد لاغير عمد حد الأزمة في فرض أمر واقع والتحرك عسكريا ليقع شرق اوكرانيا تحت السيطرة الروسية بحجة حماية الأقلية الروسية هناك ومصالح روسيا في شبة جزيرة القرم كونها المنفذ البحري لروسيا على البحر الأسود ومنه الى العالم وأصبح كل شئ ممكن بالنسبة لروسيا من خلال مركز قوتها وعافيتها الأقتصادية بعد سقوط الأتحاد السوفييتي وعلاقتها القوية مع التحالف الأقتصادي الدولي المعروف بالبريكس والذي يشمل 50% من سكان العالم و40% من أقتصادة, وأستغلال الغاز الروسي سلاحا على رقاب دول أوربا الغربية وخنق الأقتصاد الأوكراني, بهذا عادت روسيا البوتينية للعب دورها بعباءة جديدة تختلف عن سابقتها في الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي والغرب, وتهديد روسيا على لسان قيصرها الجديد في أعادة خريطة أوربا الى عهد نهاية الحرب الكونية الثانية وفق أتفاقية بوتسدام بين الحلفاء.. لذلك فأن روح روسيا روح أخرى وفي جسدها الحقيقي روح اليوم برأسمالية روسيا المدجنة أشتراكيا تستجر بعضها من تاريخ الاتحاد السوفيتي دخان الترسانة النووية على حساب مصالح تشترك فبها مع أقتصاد السوق الرأسمالي. ولكن الأمنية تنبت على جذور مع واقع آخر وتربة قديمة أستنزفتها أشجار صنوبر المافيا وبقايا الكيه جي بي بديلها منكه بقيصرية بوتينية مزدوجة، جمعت مزايا فترات متعاقبة من تاريخ روسيا بأبعادها الثلاثة القيصرية والسوفيتية ومابعدههما. روسيا أصبحت بتلك المقومات المزدوجة تمتلك كل مقومات العودة للعب على مسرح السياسة الدولية ولكن لا أعتقد أن تكون خارج تأثير التطور الرأسمالي مع فارقها في الصين بوضعها الأداري الأشتراكي ونفسها الخارجي الرأسمالي التجاري الدولي.
.
بالنظر الى الحرب الباردة فلقد بدأت بين الولايات المتحدة والصين في فترة سابقة من بدايتها مع روسيا، لهذا شكلتا روسيا والصين هذة المرة كماشة قوية في ثنائي عملاق سمح لهما أعتلاء المكانة الدولية اللائقة ظهر ذلك خلال الموقف الموحد يوم أمس في الفيتو الصيني الروسي حول تحويل سوريا الى محكمة الجنايات الدولية, ذلك لأستعادة التوازن مع الولايات المتحدة في حرب باردة طقسها السيبيري القارس أختفى ليتحول بفعل أرتفاع حرارة الارض الى نعمة مضافة في الكشف عن مصادر للطاقة تمكن روسيا من تعزيز مكانتها الأقنصادية. وهي الوضعية التي أفتقدتها روسيا في مواجهة الولايات المتحدة في فترة غيابها عن المسرح السياسي الدولي منذ 1991 لكن بأوزون يتلائم مع حاجة شعوب العالم لتفرد مرحلة جديدة أمامها وتجاوز مرحلة كانت الولايات المتحدة بالعولمة قد تمكنت من أفتراس ضحايا بالجملة. لهذا هل عودة روسيا سيزلزل بئة الديناصورالأمريكي لتظلم الدنيا علية ويعمى ليحتضر كما جرت عوامل زلزال الأرض في عصر الديناصورات لتنقرض ولو بعد حين لعدم ملائمتها البئية وحرمانها من تغذية نفسها بعيد فقدانها النظر للوصول الى مراعيها المعتادة, هذا ما تفصح عنه قادم الأيام؟.
.
وكما أشرنا سلفا فأن روسيا فقدت الكثير من مواقعها الدولية الحساسة خلال العشرين السنة الماضية لتحل محلها الولايات المتحدة وتحاول فرض سيطرنها على كل دول العالم, لكن ماحدث كان معاكسا تماما لأطماع الولايات المتحدة التوسعية, لعدم أمتلاكها الخبرة الكافية في التعامل مع الوضع الجديد الناشئ جراء غياب الأتحاد السوفيتي وتحولت كثير من البلدان من النهج السوفيتي والصيني الى الرأسمالي والتعامل مع النظام العالمي الجديد المسيطر عليه أمريكيا الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة الى أن تدخل دائرة من الجشع والتسلط والغرور بأستخدام البنك الدولي وصندوق النقد العالمي, بتشجعها على أنتهاج سياسة عدوانية و دخول الولايات المتحدة في حروب عدة في مناطق النفط والثروات وبالتالي أصبحت تواجه النقمة العالمية عليها ومعاناة الشعوب المتضررة من سياساتها في العديد من المشاكل التي فرضت على الولايات المتحدة من تمويل الحروب وتواجدها العسكري مع أن أمكانية أنتهاجها للسلم طريقا متوفرة الى تطوير ذاتها ومما يجعل أيضا من الممكن توفير تلك الطاقات المهدورة وتوظيفها في أستثمارات نهضوية تعوض مافقدته في حروبها خلال تاريخها العدائي بتقاطع مصالحها مع الأمم والشعوب تحت مبدأ لاضرر ولاضرار.
.
ومنذ أن حطت الحرب الكونية الثانية رحالها لازالت الولايات المتحدة تدفع من مال قلبها ثمن تدخلاتها بشئون بلدان العالم. مما نتج عن تراكم خسائرها لتتحول الى وزر قاسي وحمل قاتل لها وخصوصا في العقدين الأخيرين بعد أحتلالها لفيتنام وخروجها منها خاسرة في منتصف سبعينيات القرن الفائت, حيث تكررت مأساة تواجدها العسكري السياسي في الصومال وأفغانستان والعراق وتمويلها للعديد من الحروب الظالمة ضد شعوب البوسنا والهرسك ومايتم تجرع أحداثة في البلدان العربية تحت مسمى الفوضى الخلاقة بصورة ثورات الربيع العربي والتي حقا لاتمت بصلة الى الثورات بالرغم من حاجة شعوبها لها و لكنها وظفت في الفوضى الخلاقة بهدف أعادة ترتيب البيت العربي وفق مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. لم يعد ممكن للولايات المتحدة من التفرد بالعالم بعد الآن وبذلك فأن التوازن في المصالح يضع العالم في خريطة معدلة تراعى فيها مصالح اللعابين الأساسيين فيها وتحدث أستقطابات جديدة مما لاشك فية أن منطقتنا هي الأخرى تتعرض اليوم الى حضور دولي قوي بهدف التسابق على مصادر الطاقة وتأمين المواقع الأستراتيجية العسكرية والتجارية التي تشرف عليها ,
.
مما يعيد النظر في صياغة جديدة للواقع السياسي والعسكري لما تقتضية حاجة البلدان بتقاطع المصالح لا بتجييرها لصالح طرف دون الآخر لما نلاحظة من تواجد مايزيد عن 300 بارجة تجوب خليج عدن والبحر العربي, لدول لم نسمع عنها أصبحت وسط هذا التسابق ومنها البرازيل والهند والمانيا وفرنسا وكندا وهولاندا والكوريتان, تضاف الى هذة الأساطيل العالمية قطع بحرية تابع لدول أقليمية كأيران. وهو الوضع الذي لازال غير مستقر من حيث تحالفات القوى وكيف تكون خريطة العشق الرأسمالي الجديد بين كل هذة القوى الدولية والأقليمية في المنطقة؟.
.
لذا فأن الجنوب واليمن سيقعان تحت التأثير المباشر للسياسات الجديدة للحرب الياردة التي تختلف كثيرا عن السابقة وهو مايدفع شعوب المنطقة على أتخاذ الوضع المناسب لها لضمان وحماية ذاتها جراء الأخطار الماثلة ممايجعل الدول العظمى مضطرة لمراجعة حساباتها في علاقاتها مع شعوبنا والتفكير بعقلانية على أعادة النظر في سياساتها في المنطقة وبالننيجة سيكون للجنوب قسط وافر في هذا التغيير الجديد لما يتيح لشعبة من الخروج من شرنقة سياسات الدول الغربية وبالتأكيد من الوضع المفروض عليه بألحاقه باليمن كما هو الحال وخروج الجنوب أرض وشعب وتاريخ الى الحياة تعيد الروح فيه وتصبح حقيقة واقعة تجسد فيها الحقوق الوطنية وثوابت نضال شعب الجنوب عمليا على الأرض بأستعادة الهوية الجنوبية العربية وبناء الدولة الوطنية الفيدرالية الحديثة سبيلا ونهجا وأداة لتعويض الجنوب ومافاته من سنوات عزله القسري عن ملاحقة التطور الأنساني منذ 30نوفمبر 1967وماتلتة من مراحل ركد فيها الجنوب وتم تعطيله وشلت حركتة لأن يصبح بيمننتة خلف التاريخ ويعود الحق الى أهله وناسة وضمان حريتة وأستقلالة وتطوره المشروع. لكن هذة المرة تختلف كثيرا عن طبيعة الصراعات السابقة وبتحالفات أستراتيجية وتكتيكية جديدة.
.
لذلك على من يعتقد أنه ضمن النصر من خلال تفرد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في تحديد أتجاهات حل القضية الجنوبية على النحو المأساوي بفرض الأقلمة على الجنوب وأعتباره ضمن الحل العام في اليمن والمخالفة أساسا لما الواقع تحدث به بلغة الناس .
.
ففي اليمن خرجت الملايين في ثورة للتغيير وبناء دولة حديثة حاملة وضامنة لعملية التغيير نهجا وفلسفة عن كل الأشكال التقليدية لمفهوم الدولة وتحقيق أهداف ثورة الشباب.
.
وأما في الجنوب فماحدث منذ 7 يوليو 2007 هو أنطلاقة ثورة سلمية خرج فيها ملايين من أبناء الجنوب يبحثون عن وطن ضائع يريدون أستعادتة ليعيشون فيه ويضمنوا حياة حرة كريمة. المبادرة الخليجية واليتها المزمنة والتي في ضؤها عقد مؤتمر حوار موفينبيك صنعاء ومخرجاتة البائيسة شذت عن الفعل الثوري الوطني في كلا الثورتين وقفزت فوق أسوار الأرادات الشعبية للشعبين في اليمن والجنوب ولم تجد حتى الحدود الدنيا للتسوية غير الهروب الى الأمام بكل تلك القضايا وتعقيداتها وأركان الحلول الى زمن لايفقهه غير المخرج لكل هذة المسرحية العبثية. لم يدر المخرج أنه اليوم ليس وحده في الساحة لاعبا أساسيا, ولهذا أذا لم يعدل من سياساته العبثية العدمية سينهدم المعبد على رأسة لهشاشة بناءة من قبل الأدارة الأمريكية وحلفائها لتجد نفسها خارج اللعبة بأملاء هذة البلدان المظلومة والجنوب أهمها فراغاتها الشاغرة تلك التي تتقاطع فيها مصالح التحالفات الجديدة المضادة للأمريكية وتبقيها بعيدا عن الممكن لا بالتأثير السياسي المباشر ولا التواجد الحاصل والنفوذ المفروض على اليمن والجنوب بوضع أحتلالة القائم. لتصعد القضية الجنوبية الى كرسيها الحقيقي والجلوس عليه دون آستئذان أمريكي ولا لفتة تذكر اليها, بل أنها أي الولايات المتحدة ستتعقد وتتصلب شرايينها لتنسد وتنشل حركتها بالقدر المعتاده عليه. والى هنا نقول لمن لازال يفكر بصيغة تفكيرة المنحلّة والكسيحة في صور مانسمعه ونشاهدة على مر السنوات الماضية وحتى اللحظة من تطرف غير مبرر وقساوة الخطاب السياسي لهم. هولاء النفر الذين في سكونهم وصمتهم أنكروا وتنكروا أرادات الشعوب, عليهم الأتعاظ من التاريخ القريب والتسليم جدلا بحقوق شعبي اليمن والجنوب وعدم المزائدة بأسم فقاعات الوحدة أو الموت والدين واللغة والقومية, الوحدة التي قضوا عليها هذة القوى المتنفذة بأفعالهم وجرائمهم المشهودة. أتركوا الجنوب وشأنة واليمن وشأنه كي تبنى الدولتان بهدوء والخروج من المأزق بسلام بديل رائحة الدم الكريهة وتعاد البئة السياسية المخربة كما كانت, ليبقى الشعبان في تكافل وتعاضد ووئام وأمان يحبوا بعضهم بعض ويعيشوا عيشة حرة كريمة ضمان لحاضر ومستقبل الأجيال, دون ذلك سيلهب العالم والمنطقة من سعير نار الكارثة القادمة لو سمح الله وتتعطل كل مصالح الأطراف.
.
فلا المهزوم يفنى ولا المنتصر ضامن بقاه. وهنا لابد لمسيرة الحراك من لملمة شملها بتوحيد القيادة في عمل تحالفي موحد وخطابها السياسي ورؤيتها لتقديم القضية والدفاع عنها بما يمكن الحراك الجنوبي من أقتناص هذة المتغيرات الدولية والعوم وسط محيطها بما يحقق أهدافه؟ أم دوامة عذاب الجنوب أرضا وشعبا قدر محتوم يظل معلق في مهب الريح الى سديم المجهول؟. والله على ما أقوله شهيد.
.
* كاتب وباحث أكاديمي لندن في 23 مايو
عدة حرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.