معتبرا ان المالكي هو رجل الدولة الذي قاد العراق في اصعب الظروف محلل سياسي ل"فارس": البارزاني يتصرف وكانه رئيس دولة وتهديداته بالانفصال مجرد ابتزاز اعتبر الباحث والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الخالق الحسين، تصرفات رئيس منطقة كردستان العراق مسعود البرزاني بتصديره النفط وتهديداته بالانفصال عن العراق، على انه يتصرف كرجل دولة وليس رئيسا لاقليم، واصفا تهديداته بالانفصال عن العراق بانها مجرد ابتزاز لبغداد،وان الاخير يعرف بانه سيكون اول الخاسرين. بغداد (فارس) وخلال حوار البحاث والمحلل السياسي عبد الخالق الحسين، مع مراسل وكالة انباء فارس، وصف رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بانه رجل الدول الذي قاد العراق في اصعب الظروف. وتحدث عن تقييمه لدور عدة دول في المنطقة منها تركيا والسعودية قطروايران واعتبر عبد الخالق دور تركيا والسعودية وقطر في العراق هي محاولة لزعزعة استقراره وعدم نهوضه سياسيا واقتصاديا. فيما لفت الى الدور الايراني في العراق والمنطقة وقال ان ايران تريد العيش بسلام مع دول الجوار وتساعد العراق ضد الإرهاب، خاصة وإنها آوت مئات الألوف من العراقيين في عهد حكم البعث الصدامي البغيض، ودعمت المعارضة العراقية في ذلك العهد الأسود. وفيما يلي نص الحوار: س1: بداية ما هو رأيك بالانتخابات العراقية التي جرت مؤخرا وبالنتائج التي حصلت عليها الكتل؟ ج: لا بد وأن نعترف أن الديمقراطية ولدت في العراق بمخاض عسير، وبعملية جراحية قيصرية، لذا فالتجربة جديدة على الشعب العراقي، وليس سهلاً أن تبدأ بمرونة وتسير بسلاسة في شعب لم يمارس الديمقراطية طوال تاريخه، ناهيك عن 40 سنة من الدكتاتورية الفاشية البشعة. لذلك أنا أعتبر الانتخابات البرلمانية والمحلية، عبارة عن دورات دراسية عملية للتدريب على تعلم قواعد اللعبة الديمقراطية وممارستها. وهكذا جاءت الانتخابات الأخيرة أفضل من السابقة، وأتوقع القادمة ستكون أفضل من الأخيرة. فالناس يتعلمون بالممارسة. أما النتائج، فهي الأخرى جاءت بأفضل من السابق، وهي عبارة عن تقييم الشعب لسياسة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وخصومه، إذ حقق السيد المالكي زيادة في كسب الأصوات وعدد المقاعد، بينما خصومه كانوا في تنازل، وخاصة السيد أياد علاوي الذي هبط رصيده من 91 مقعداً في انتخابات 2010 إلى 21 مقعد في الانتخابات الأخيرة (2014). لذلك أعتقد أن النتائج تشير إلى انتصار الديمقراطية وأنصارها، وهزيمة لأعدائها. س2: كيف يصنف الوضع العراقي الحالي بعد اعلان نتائج الانتخابات والبحث عن التحالفات؟ ج: الوضع الحالي هو أفضل من السابق، رغم الصعوبات التي لايمكن التخلص منها بين عشية وضحاها. فهناك إعادة اصطفاف القوى السياسية على ضوء تجارب السنوات الأربع الأخيرة، والبحث عن تحالفات جديدة بين كيانات سياسية متقاربة في الأهداف والبرامج وصادقة في نواياها في خدمة الشعب، ومنسجمة إلى الحد الأدنى المطلوب لتشكيل حكومة إئتلافية تضم الأغلبية السياسية متجانسة، وليست حكومة الشراكة الوطنية التي تضم كتل معارضة للحكومة ولها علاقة حتى مع الإرهاب. س3: نرى انه بعد اجراء الانتخابات العراقية هناك ازمة كانت واضحة بين اربيل وبغداد، لكنها بدت خطيرة اليوم فما هي اهم الاسباب؟ ج: من المؤسف أن السيد رئيس إقليم كردستان يحاول دائماً أن يتصرف وكأنه رئيس دولة مستقلة عن جمهورية العراق الفيدرالية. إذ يحاول إنتاج وتصدير النفط والاستحواذ على ريعه بدون موافقة أو مشاركة الحكومة الفيدرالية وهذا مخالف للدستور. وآخر محاولة له بتصدير النفط عبر موانئ تركيا بدون موافقة بغداد، الأمر الذي أدانته حتى أمريكا. س4: ماذا تريد اربيل من بغداد برأيك؟ ج: تريد أربيل أن يكون نفط كردستان لكردستان، ونفط العراق للجميع. لا تريد إضافة ريع نفط كردستان إلى خزينة الدولة المشتركة في الوقت الذي تريد 17% من مالية العراق. وهذا مرفوض حسب الدستور الذي يؤكد على أن ثروات العراق هي لكل الشعب العراقي بجميع مكوناته. س5: لماذا قامت اربيل بتصدير النفط بعد اجراء الانتخابات وإعلان النتائج؟ ج: لأن رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني يعرف أن شريحة واسعة من الناخبين الكرد هم ضد تصعيد الأزمات التي يختلقها السيد مسعود بارزاني مع الحكومة المركزية الفيدرالية، ومعظم الكرد سأموا من هذه الأزمات المفتعلة، ويبدو أن السيد بارزاني كان يعرف هذه الحقيقة عن رأي الشارع الكردي، لذلك أجل هذا التصعيد إلى ما بعد الانتخابات لكي لا يخسر أصوات بعض الناخبين. ولكن مع ذلك هبط رصيد حزب بارزاني بنسبة 30% عن انتخابات عام 2010. بينما الحزب المنافس له وهو الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب مام جلال طالباني) الذي صعد رصيده بنسبة 50% من الأصوات والمقاعد، لأن هذا الحزب يريد التعايش والانسجام ضمن الدولة العراقية، بعيداً عن الصراعات غير المبررة. س6: هل ترى ان الاكراد متفقين جميعا على تصدير النفط دون موافقة بغداد؟ ج: كلا، والدليل على ذلك هو كما ذكرت في جوابي على السؤال السابق (هبوط شعبية بارزاني)، كذلك هناك قياديين مقربين من رئيس الإقليم مثل الدكتور محمود عثمان انتقدوا بارزاني على إصراره على تصدير نفط الإقليم بدون موافقة الحكومة المركزية، وكذلك السيد عادل مراد، السكرتير العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني أنتقد هذه المواقف المتشنجة. س7: ما سر تهديد اربيل وبشكل مستمر بالانفصال عن العراق؟ ج: التهديد بالانفصال ورقة يحاول السيد مسعود بارزاني ابتزاز حكومة المركز، وهو يعرف أنه سيكون أكبر الخاسرين والمتضررين من الانفصال، والعراق هو المستفيد، إذ سيوفر من ميزانيته التي لم يساهم لإقليم بأية مساهمة فيها ويريد منها 17%. إضافة إلى تخلص العراق من المشاكل السياسية مع كردستان. س8: الوضع العراقي اليوم يشهد تحديات كبيرة على مستوى الملف الامني فكيف يمكن معالجته؟ ج: يمكن معالجة الملف الأمني عن طريق تشكيل حكومة الأغلبية السياسية من كيانات سياسية تسعى حقاً لتحقيق الأمن ودحر الإرهاب، وليست حكومة الشراكة التي تضم كيانات متعاطفة مع الإرهاب مثل كتلة (متحدون) وأمثالها من الكيانات التي كانت ضمن كتلة العراقية بقيادة أياد علاوي. كذلك على الحكومة مواجهة الإرهابيين بحزم وعدم التساهل معهم، وتنفيذ حكم الاعدام بسرعة فور صدوره بحق الإرهابيين ودون إصدار عفو عام عنهم، ومحاسبة الحكومات والجهات التي تدعم الإرهاب ومقاضاتهم في المحاكم والمحافل الدولية. س9: من يقف ويدعم الارهاب في العراق ولماذا؟ ج: في الداخل: فلول البعث الذين نظموا أنفسهم فيما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). والمعروف أن معظم منتسبي هذا التنظيم الإرهابي هم ضباط من الحرس الجمهوري في عهد صدام. والبعث يقوم بالإرهاب تحت أسماء إسلامية وهمية مثل جند الإسلام، وجيش محمد، وجيش النقشبندية، وأخيراً داعش. أما خارج العراق، فهناك حكومات مثل السعودية وقطروتركيا، وكذلك هناك أثرياء عرب في الدول الخليجية وتنظيمات إسلامية في الغرب تدعم الإرهاب مالياً وترفد منظمته بمن الشباب الذين تم غسل أدمغتهم عن طريق فتواى المشايخ الوهابية. س10: ما هي مصلحة الدول التي تقدم الدعم للارهاب لزعزعة استقرار العراق؟ ج: هناك ثلاثة أسباب لهذه الحكومات في زعزعة الاستقرار في العراق: الأول، سياسية: فمصلحة السعودية وقطر ضد نجاح الديمقراطية في العراق وهي ناتجة عن قصر نظر، فهذه الحكومات هي وراثية عائلية عشائرية، لذلك لا تريد نجاح الديمقراطية في العراق لكي لا تصلها العدوى فتنهض شعوبها وتطلبهم بالديمقراطية، وبذلك تكون نهاية هذه الحكومات الوراثية العائلية المتخلفة. السبب الثاني: هو طائفي واقتصادي، وتشارك تركية أردوغان في هذين السببين. فهم ضد مشاركة الشيعة في حكم العراق وخاصة إذا كان رئيس الحكومة شيعي. والسبب الاقتصادي هو أن العراق مصمم على استثمار الغاز، وزيادة تصدير ثرواته النفطية إلى 12 مليون برميل يومياً، لذلك تعمل هذه الحكومات على عرقلة هذا التقدم الاقتصادي للعراق، ويريدونه ضعيفاً وفقيراً يتحكمون به كما تحكموا في السنوات العشر الأخيرة من حكم المجرم المقبور صدام حسين. لذلك لم نستغرب عندما عارضت هذه الحكومات مشروع إسقاط حكم البعث الصدامي رغم كرههم لصدام، فأرادوا بقاء هذا الجلاد قوياً على رقاب العراقيين، وضعيفاً ازاء حكومات المنطقة. س11: كيف تقيم دور كل من الدول التالية في المنطقة: تركيا– السعودية – قطر – ايران؟ ج: تركيا والسعودية وقطر كما جاء جوابي على السؤال السابق (العاشر). أما إيران، فيبدو أنها تريد العيش بسلام مع دول الجوار وتساعد العراق ضد الإرهاب، خاصة وإنها آوت مئات الألوف من العراقيين في عهد حكم البعث الصدامي البغيض، ودعمت المعارضة العراقية في ذلك العهد الأسود. س12: هل انت مع انتخاب رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة؟ وما هي الاسباب؟ ج: أنا مع ما تقرره أغلبية الناخبين، أي انتخاب كل من يقود أكبر كتلة برلمانية، لذلك فأنا مع انتخاب رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة وذلك للأسباب التالية: أولاً: لأنه حقق أكير رقم قياسي في أصوات الناخبين. ثانياً: لأن كتلته البرلمانية هي أكبر كتلة إذ تضم 95 نائباً. وثالثاً: لأن كتلته هي الكتلة الوحيدة التي تستطيع جذب كتل أخرى للحصول على الأغلبية المطلقة (50+1) من النواب. ورابعاً: لقد أثبت المالكي خلال الثمان سنوات من رئاسته للحكومة أنه رجل المرحلة حيث قاد العراق وهو يمر في أصعب ظروف تاريخية عاصفة ورغم كل المشاكل ومنها الإرهاب ومشاكسات ومعارضة بعض الكيانات السياسية له ومنها متعاطف مع الإرهاب، ولكن رغم كل ذلك، صمد الرجل بكل كفاءة، وصار رجل دولة، كسب احترام وثقة العالم كله بما فيها الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا وروسيا وبريطانيا والصين. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية