القاهرة - أ ش أ صدر مؤخرا كتاب "بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة"، من تأليف الدكتور عماد عبد اللطيف، ونشر دار التنوير (بيروت، القاهرة، تونس) في 250 صفحة من القطع الكبير. ويقول عبد اللطيف: "من أين جئنا؟ وإلى أين المسير؟ يبدو هذان السؤالان الوجوديان من أخطر الأسئلة المطروحة على الربيع العربي في اللحظة الراهنة، وإذا كان الخطاب السياسي والإعلامي بلغته وصوره وأيقوناته ورموزه وجرافيته وشعاراته وهتافاته، قد ساهم بقوة في صياغة واقع اللحظة الراهنة، فإن فهم الربيع العربي لا يمكن أن ينجز دون دراسة منهجية فاحصة لهذين الخطابين". وعلى مدار ما يقرب من عامين عكف الباحث المصري الدكتور عماد عبد اللطيف، المتخصص في دراسات الخطاب بجامعة القاهرة، على تحليل النصوص المحورية في الربيع العربي بعامة، وربيع الثورة المصرية على نحو الخصوص. استخدم المؤلف منهجيات متطورة في تحليل الخطاب لمقاربة الخطابات الثلاثة الكبرى التي استحدثتها الثورة على ساحة التواصل السياسي، وهي "خطاب الميادين" الاحتجاجي والثوري، و"خطاب الشاشات"، الذي حاول إجهاض الثورة وتحجيم تأثيرها، و"خطاب الصناديق" الدعائي الحشدي، الذي كانت الغلبة فيه للقوى الإسلامية على حساب العديد من القوى الثورية. وانخرط المؤلف في دراسة معمقة للافتات الثورة، وهتافاتها، ونكاتها، وأغانيها، وتسمياتها، وجرافيتها وشعاراتها، إضافة إلى خطب رؤساء الأنظمة المستبدة البائدة، وقادة الفترة الانتقالية، والقوى العسكرية التي لعبت دورا في الربيع العربي. كما درس تغطية التلفزيون لأحداث الثورة على مدار الفترة الانتقالية، وخصص قسما كاملا من الكتاب لدراسة خطاب الدعاية الانتخابية في الانتخابات النيابية والرئاسية التي شهدها الربيع العربي، محللا بالتفصيل أساليب الإقناع والتأثير التي استخدمها المرشحون لحصد أصوات الناخبين.