حقق تنظيم «دولة العراق والشام داعش» تقدماً جديداً أمس في زحفه باتجاه الجنوب، حيث سيطر على مدينة تكريت وعدة نواحٍ في محافظة صلاح الدين بما فيها مصفاة بيجي، الأكبر في العراق، وسط ارتباك دولي في ظل عجز الحكومة العراقية وانهيار مؤسساتها في الشمال. ومنذ أول من أمس، لم يواجه «داعش» أي تحدٍّ عسكري سوى على الجبهات الخلفية شمالاً والمحاذية لإقليم كردستان، حيث طردت البيشمركة مسلحي التنظيم من مشارف مدينة كركوك بعد اشتباكات، فيما اخترقت قوات الحماية الكردية السورية الحدود العراقية وانتزعت عدة نقاط حدودية في الموصل من المتشددين بمؤازرة من البيشمركة، إلا أن التقدم المفاجئ والسريع لداعش توقف أمس على مشارف مدينة سامراء، التي رفض جنود الجيش العراقي فيها أوامر بإلقاء السلاح وشكلوا التحدي الوحيد الذي واجهه التنظيم خلال الساعات ال48 الماضية وسط مخاوف من التعرض لمراقد دينية في المدينة كما حدث عام 2006، الذي فجر العنف الطائفي. وبرزت ملامح جديدة للمواجهة بإخراج الجيش العراقي من معادلة المعركة عبر الزج بالمليشيات، حيث اقترح الزعيم العراقي مقتدى الصدر تشكيل مليشيات أمنية بالتنسيق مع الحكومة. ودعت تركيا إلى اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد خطف 80 تركياً على يد «داعش» من بينهم قنصلها في الموصل. وكان لافتاً عرض كل من إيران والنظام السوري مساعدة العراق في التصدي ل«الإرهاب» فيما طالب الجيش السوري الحر من مجموعة دول «أصدقاء سوريا» تسليحه لمواجهة «داعش». كذلك عبّرت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لمساعدة العراق وعلّقت على تقارير عن إمكانية توجه المسلحين إلى بغداد لإسقاطها بأن «الوضع مائع على الأرض ولا تأكيد لهذه الأنباء». البيان الاماراتية