عدد المشاركين:0 يتحكم فيها المريض عبر أفكاره لمسك الأشياء التاريخ:: 22 يونيو 2014 وفرت الروبوتات خدمات جمة للإنسان منذ القرن الماضي، إذ تم طرح طرز عدة من الروبوتات، منها ما تم استخدامه في المعامل لتسريع خطوط الإنتاج وتوفير دقة أعلى، ومنها ما طُور لأداء المهام الصعبة أو التي يستحيل على الإنسان تنفيذها، مثل الروبوتات التي تُستخدم للتصوير وأخذ العينات من الفضاء. أما في الطب، وفرت الروبوتات خدمات كثيرة أيضاً، إذ طُرحت روبوتات قادرة على تنفيذ العمليات الجراحية بدقة عالية ومن مسافات بعيدة، كما تجري دراسات عدة حول نماذج لأطراف روبوتية يُمكن لمرضى الشلل وفاقدي الأطراف تركيبها والتحكم فيها عبر أفكارهم. ويجري العلماء في «جامعة بيتسبرغ» University of Pittsburgh الأميركية، اختباراتهم على ذراع روبوتية بتجريبها على مريضة مصابة بضمور المُخيخ والنخاع الشوكي تُدعى، جان شويرمان، ما يجعلها تعاني شللاً في أطرافها. وزرع العلماء أقطاباً خاصة داخل رأس المريضة لتكون على تماس مع القشرة الحركية الدماغية، وتتصل هذه الأقطاب بذراع روبوتية تستطيع شويرمان التحكم فيها عبر أفكارها لمسك الأجسام والتحكم بأصابع الروبوت بالشكل الذي تريده، كأنها تتحكم في ذراع طبيعية سليمة. وتُعد شويرمان واحدة من 20 مريضاً مصابين بالشلل انضموا إلى برنامج أبحاث طويل الأمد، منهم من استطاع استعادة بعض القدرات الحركية عبر الاستفادة من أقطاب وتقنيات مُختلفة. وتعتمد هذه الأبحاث على أساس أن تسجيل النشاط الكهربائي لبضع مئات من الخلايا الدماغية يوفر صورة واضحة عن الاتجاه الذي يرغب المريض في تحريك أطرافه إليه، وذلك حسب ما أفاد مُدير برنامج الهندسة العصبية لدى المعهد الوطني للاضطرابات والصدمات العصبية، كيب لودويغ. وتعتمد التقنية التي تتبعها «جامعة بيتسبرغ» على نقل الإشارات من الدماغ عبر أسلاك خاصة إلى مجموعة من معالجات الإشارة والمُضخمات والحواسب المصغرة للتحكم بالذراع الروبوتية التي تم تصميمها بدقة بالغة وبتمويل من وزارة الدفاع الأميركية، إذ تستطيع هذه الذراع تنفيذ حركات مشابهة للطبيعية. وتم الكشف عن تجارب «جامعة بيتسبرغ» أول مرة عام 2013، إذ أُعلن عن نجاح عملية تركيب الذراع الروبوتية للمريضة شويرمان، وعن قدرتها على تحريكها بثلاثة اتجاهات، وبعد شهور عدة تم الكشف عن قدرة المريضة على إجراء سبع حركات مُختلفة معقدة. وفي ما بعد، بدأت تتناقص قدرات المريضة على التحكم في الذراع الروبوتية التي يُطلق عليها اسم «هيكتور» Hector، ويعود سبب ذلك إلى تراجع فاعلية الأقطاب الكهربائية المزروعة في دماغها، ليتسبب ذلك بمحدودية الحركات التي تستطيع شويرمان تنفيذها. وتستطيع الأقطاب التي تستخدمها «جامعة بيتسبرغ» التقاط الإشارات الكهربائية الصادرة عن نحو 270 خلية عصبية دماغية في وقتٍ واحد، وهو رقم لم تصل إليه الأقطاب المُستخدمة في أبحاث أخرى، إذ إن زيادة عدد الإشارات الكهربائية المُلتقطة ينعكس إيجاباً على الحركات التي تستطيع الذراع الروبوتية تنفيذها. ويأمل الباحث في «جامعة بيتسبرغ»، آندرو شوارتز، أن يستطيع الإصدار المُقبل من الذراع الروبوتية نقل الإحساسات اللمسية إلى المريض، إذ أشار إلى أن المرضى، على غرار شويرمان، سيتمكنون من الشعور بملمس الأشياء عبر الذراع الروبوتية، وذلك من خلال زرع أقطاب أخرى على مناطق الإحساس اللمسي في الدماغ، التي يصلها إشارات خاصة من حساسات ضغط متموضعة على أطراف أصابع الروبوت، وهو أمرٌ تم اختباره على الحيوانات في تجارب سابقة. ويعمل الباحثون على تطوير تقنيات لربط القشرة الحركية الدماغية للمصاب بالشلل مباشرة مع عضلات الذراع عبر أقطاب خاصة بشكلٍ يسمح له باستعادة بعض الحركات، وهو أمر تم تجريبه من قبل بعض الجراحين في أوهايو في أبريل الماضي على شخص مصاب بالشلل نتيجة إصابة بالعمود الفقري، تمكن بعد تلك العملية من استعادة بعض الحركات في معصمه وأصابعه. ويطمح باحثو الجامعة إلى تطوير أقطاب كهربائية قابلة للتثبيت على القشرة الدماغية تتميز بقدرة على نقل الإشارات بكفاءة أعلى ولفترات زمنية طويلة تصل إلى 20 عاماً قبل أن تتراجع كفاءتها، إذ تجري الأبحاث على أقطاب مرنة فائقة النحافة وقابلة للف على المناطق المطلوبة من الدماغ. وتحتاج مثل هذه التقنيات إلى وقت من الزمن لتصبح قابلة للاستخدام من قبل المُستخدم العادي، إذ يتوجب على أي جهاز طبي كي يكون قابلاً للطرح في الأسواق أن يكون آمناً، وهو أمر غير متوافر حالياً عند تركيب هذه الأذرع الروبوتية، وذلك بسبب خطورة العمل الجراحي المتوجب إجراؤه على الدماغ، والخوف من أي عدوى أو إصابة ممكنة. عدد المشاركين:0 الامارات اليوم