نظمت جمعية الرياضيين، أول من أمس، في مقر الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في دبي، منتدى الإمارات للثقافة الرياضية، الأول من نوعه في الدولة الذي عقد تحت شعار «القيم الرياضية»، واستهدف المساهمة في تكريس مفهوم المهنية، عبر الارتقاء بمستوى مهنة التربية البدنية والرياضية، وتركيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة لخبرات أبناء الدولة من المختصين والعاملين في المجال، لتمكينهم من الاضطلاع بأدوارهم في تنمية وتطوير رياضة الإمارات، وحظي المنتدى بمشاركة كبيرة من قيادات رياضية وإعلامية بالدولة والعاملين في المجال. 7 محاور وتضمنت فعاليات المنتدى 3 جلسات ناقشت 7 محاور ألقت الضوء على كيفية غرس قيم الرياضة من خلال الممارسة الرياضية بمختلف تخصصاتها ومستوياتها وفئاتها العمرية استعداداً للتحديات المقبلة، وتعزيز القيم الحضارية النابعة من الأساليب الراقية في التعامل بين الرياضيين عبر إذكاء مقومات الحوار والتسامح والتعايش. واستهل البرنامج بكلمة ألقاها الدكتور إبراهيم سالم السكار، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الرياضيين، رحب فيها بالمشاركين والحضور، وقدم الشكر للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة على استضافة المنتدى مبرزاً أهدافه الرامية لغرس قيم الرياضة من خلال الممارسة الرياضية بمختلف تخصصاتها ومستوياتها، وفئاتها العمرية، وتعزيز القيم الحضارية النابعة من الأساليب الراقية في التعامل بين الرياضيين عبر إذكاء مقومات الحوار والتسامح والتعايش. رسالة وأوضح السكار أن منطلقات عمل جمعية الرياضيين تنطلق من رسالتها وحرصها على أداء واجبها ودورها البناء في دعم قطاع الشباب والرياضة بالدولة، ومساندة كل مؤسساته من خلال تكريس مفهوم المهنية، عبر الارتقاء بمستوى مهنة التربية البدنية والرياضة من خلال تركيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة لخبرات أبناء الدولة من المختصين والعاملين في المجال لتمكينهم من الاضطلاع بأدوارهم في تنمية وتطوير رياضة الإمارات. 6 مبادرات وأشار إلى أن جمعية الرياضيين تعمل من خلال 6 مبادرات رئيسية تهدف جميعها إلى تعزيز المهنية في العمل الرياضي من خلال اتباع المنهجية العلمية، والشراكة والتعاون، وتفعيل التواصل. وختم بتقديم الشكر للمشاركين في المنتدى من أصحاب الكفاءات التي تزخر بها الدولة، وكافة الهيئات والمؤسسات، والاتحادات والأندية الرياضية بالدولة التي حرصت على حضور الفعاليات. القيم الرياضية منسية وقدم الدكتور أحمد سعد الشريف، رئيس الجمعية ورقة عمل بعنوان «قيم الثقافة الرياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، تناول فيها ثقافة القيم الرياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال الشريف: «ينتمي الرياضي عادة لمجموعات، فيحمل ثقافة تلك المجموعة وعليه استيعاب تصوراتها وأشكالها الفكرية وقوانينها وتاريخها وتطورها وكل ما يرتبط بها. وتكون عادة نابعة مما يتعلمه الفرد من أنماط النشاط الإنساني المكتسبة والموروثة اجتماعيا، ومنها القيم والاتجاهات والعادات والتقاليد والمعتقدات التي تنظم العلاقات بين الأفراد». الاحتراف وأضاف: بعد دخول الاحتراف إلى المجال الرياضي، وتعاظم استخدام التكنولوجيا الرقمية، وفي ظل العيش في نطاق القرية الواحدة الذي فرضته طبيعة العولمة على كافة مناحي الحياة، أصبح الجميع يسعى إلى الريادة والفوز واعتلاء منصات التتويج في الرياضة متناسياً وربما متجاهلاً القيم الرياضية التي يجب أن تجمع كافة العاملين في الحركة الرياضية، لافتاً إلى أن البعد الإنساني يمثل ركناً أساسياً في سياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ نشأتها.. وهذا ما جعلها نموذجاً للتعايش والتسامح والانفتاح والاستقرار السياسي والاجتماعي على المستوى الداخلي، ورمزاً للعون والمساعدة الإنسانية على المستوى الخارجي، وينطبق هذا كله من الموقع المحوري للإنسان في رؤيتها التنموية، وهي رؤية ترى أن البشر هم أهم عناصر التنمية والثروة الحقيقية للأمم، التي يجب الحفاظ عليها وتطويرها وتنميتها.. إن المحاور التي سبق ذكرها دعت إلى ضرورة التعرف على مدى الالتزام بتطبيق بعض قيم الثقافة الرياضية في القطاع الرياضي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال هناك عدة قيم رياضية لا بد من السعي إليها وتتمثل في: معرفة القيم الرياضية عموماً، تطبيق مبدأ التنافس الشريف، التمتع بالروح الرياضية، الميل للتسامح والتعايش، احترام القوانين الرياضية، التمتع بالمهنية والاحترافية، رفض الرشوة والتلاعب بالنتائج، قابلية الاعتذار عند الخطأ، الآثار الناجمة عن المنشطات، قبول نتائج المنافسة، دور محكمة التحكيم، استيعاب ضغط الجماهير، والإيمان بالذات وروح الانتماء للوطن، فكرة هجرة الرياضيين، ثقافة الهوية الوطنية. توصية وقال: بعد استعراض تحليل نتائج الدراسة نوصي بما يلي: التأكيد على أن الثقافة الرياضية ليست معلومات أو بنكاً معرفياً وإنما هي الثقافة التي ترسم ملامح اللاعب وشخصيته وتؤسسه لسلوك رياضي متحضر، وتؤهله لمرحلة أكبر وأنجح وهي التمكين. ضرورة الاهتمام بتعزيز ثقافة القيم للاعبين كونهم اللبنة الرئيسة لبناء المجتمع. بشكل يسهم في تكوين شخصيتهم ليكونوا مواطنين صالحين مستقبلاً. ضرورة الاهتمام بانتقاء الكوادر التعليمية والفنية وخاصة العاملين في قطاع الناشئين والأكاديميات كونهم يساهمون بدرجة كبيرة في ترسيخ ثقافة القيم بشكل عام وثقافة القيم الرياضية بشكل خاص واختتم بقوله: إن اتخاذ القرارات يجب أن يكون متسقاً مع القيم الاجتماعية، وفي ذات الوقت مبنية على معلومات جيدة وأخيراً تتماشى مع المتطلبات والتحولات العالمية. البحر: الرياضة طورت الرأسمال الاجتماعي والنفسي بين طلاب المدارس عقدت الجلسة الأولى بعنوان «القيم والرياضة» وأدار الجلسة الزميل مسعد عبد الوهاب الصحافي بجريدة «الخليج»، وتحدثت فيها الدكتورة منى البحر عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس لجنة التربية والثقافة والإعلام بالمجلس، عن «البعد الثقافي الأخلاقي والرياضة»، وأبرزت أهمية الرياضة كظاهرة مجتمعية وثقافية واقتصادية، فضلاً عن دورها البالغ الأثر في دعم الصحة البدنية والحفاظ على الوزن المثالي والترويح عن النفس. وكشفت عن أن الدراسات العلمية في المجال الرياضي والتي تم جمعها ومناقشتها من قبل برنامج الأدلة الثقافية والرياضية بالمملكة المتحدة أثبتت أن الشباب الممارسين للرياضة يكون تحصيلهم الدراسي أفضل بدرجة 8 % من غير الممارسين، وأن نسبة كبيرة من الطلاب المتأخرين دراسياً بمجرد انخراطهم في ممارسة الرياضة ارتفعت مهاراتهم الحسابية بنسبة 29 %، كما ارتفعت مهارات اجتماعية أخرى بنسبة تتراوح بين 12 - 16 %، مما يؤكد وجود علاقة إيجابية كبيرة بين ممارسة الرياضة والإنجاز الأكاديمي. الفعاليات الرياضية وتحدث الدكتور ناصر سالم العامري، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للرياضة الجامعية، في الجلسة الأولى أيضا في موضوع «الفعاليات الرياضية وغرس القيم»، واستهل بتعريف القيم والتي تمثل مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية، فتمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته يراها جديرة لتوظيف إمكاناته، وتتجسد في القيم من خلال الاهتمامات والاتجاهات والسلوك العملي واللفظي بطريقة مباشرة وغير مباشرة. ونوه العامري، بتبني اليونسكو القيم في الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة لعام 1978، حيث أعلنت أنه «ينبغي أن تعمل التربية البدنية والرياضية على تعزيز التقارب بين الشعوب وبين الأفراد، فضلاً عن تعزيز المنافسة النزيهة والتضامن وروح الإخاء، والاحترام والتفاهم المتبادلين، والاعتراف بسلامة الإنسان»، كما أوضح أن القيم تتأثر بالعمر والبيئة والوالدين والمدرسة والرياضة والإعلام، فضلاً عن الأصدقاء، مشيراً إلى أنه بدءاً من العام العشرين تبدأ مرحلة ترسيخ القيم. وتطرق العامري إلى القيم الجوهرية التي تنقسم إلى شخصية وتنظيمية، منوها بأهمية القيم في تعديل السلوك باعتبارها مرتبطة بالوجدان، ولها دور كبير في تحريك السلوك وتعديله. البعد الثقافي والاجتماعي وقال الدكتور عبد الرزاق المضرب، رئيس اللجنة الثقافية في النادي الأهلي عضو لجنة الاستراتيجيات بمجلس دبي الرياضي، والمحكم والمقيّم في جهات عديدة، إن التعاقد مع اللاعبين من تحت الطاولة غير أخلاقي، مشيرا إلى أن الاحتراف منظومة متكاملة وشاملة، ويعني تحول الرياضة من هواية إلى مهنة، وليس مجرد الحصول على أموال طائلة من خلال عمليات البيع والشراء، مما يفرض التعامل مع الاحتراف كمهنة لها ثقافتها ومبادئها الأخلاقية في السلوكيات اليومية. وأشار المضرب إلى أن الأخلاق الرياضية شأنها شأن أخلاقيات أي مهنة أخرى، وتؤكد الأمانة والنزاهة وتنظيم المنافسة وتأكيد الاحترام والتعاون بين أفراد المهنة، علاوة على حفظ الأسرار وتحريم العمولات والرشى والمنح غير المشروعة، واستشهد في ذلك بميثاق الشرف الأخلاقي ل«الفيفا»، مشيراً إلى أنه رسالة واضحة لكل الاتحادات الدولية والقارية والمحلية، تنسجم مع المبادئ الأولمبية ومقاومة الفساد والتجاوزات في الهياكل الإدارية. وأوصى د. المضرب في ختام طرحه، بوضع ميثاق أخلاقي عام للرياضيين في الدولة، علاوة على ميثاق آخر أخلاقي خاص بالاحتراف الرياضي، على خلفية أن الاحتراف مهنة تخضع لمتطلبات الأخلاق المهنية. توحش الرياضة وأكد الدكتور ناجي إسماعيل حامد منسق النظم واللوائح الرياضية بمجلس دبي الرياضي في ورقته بالجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان: «توحش الرياضة مقابل القيم الرياضية»، أن القيم الرياضية في وقتنا الراهن باتت مهددة بالفعل. وقال: «نحن نتعرض لهجوم شرس فرضته طبيعة العولمة والعالمية التي نعيشها جميعاً، ويجب علينا أن نحاول تعظيم دور القيم الرياضية والحفاظ عليها إلى جانب معايشة العولمة، وذلك في زمن غلبت عليه المادة». وأضاف: هناك عدة مظاهر لتوحش الرياضة مقابل القيم الرياضية، أهمها: حرب المعلومات وهي الحرب العالمية الثالثة وهي أكثر ضراوة من الحروب التي تستخدم فيها الأسلحة، فهناك حالياً «وكالات تجسس»، وطائرات للتجسس على اللاعبين باستخدام تقنية «النانو تكنولوجي»، وستكون جاهزة للعمل 2015. ومن هذه المظاهر: إشراك وتعذيب الأطفال للحصول على الميداليات في المسابقات العالمية.. ومشاركة المتحولين في الرياضة، وهناك حالات تم رصدها بهروب بعض الرياضين الرجال وتحويل أجناسهم من أجل المشاركة في مسابقات النساء لسهولة المنافسة، وكذلك من مظاهر توحش الرياضة، مشاركة المثليين، وستقام قريباً لهم مباريات رياضية وفعاليات رسمية مستقبلاً، بعد إنشاء اتحاد رسمي لهم في روسيا، وآخر هذه المظاهر، المنشطات والتغير الجيني. وقال: هناك 400 مليار دولار تصرف على مستوى العالم في عمليات تبييض الأموال، وجزء كبير منها في الرياضة، وخاصة في لعبة كرة القدم وذلك لثلاثة أسباب هي: طبيعة هيكل لعبة كرة القدم، وشراء الأندية وشراء وبيع اللاعبين، وثالثها الضعف الثقافي. سلوكيات بينت د. منى البحر أن البرامج الرياضية الموجهة للشباب الأكثر عرضة للانحراف أثبتت جدواها في رفع وتعزيز الثقة، وقللّت السلوكيات العدوانية بشكل ملحوظ، كما طورت السلوكيات الاجتماعية وزادت من مستوى التماسك والترابط في المجتمع، وعرضت مجموعة من استخدامات المصادر العلمية التي أكدت وجود علاقة قوية بين مستوى التفاعل الرياضي ومستوى الثقة بين الأفراد.. وأن المنتمين للأندية الرياضية أكثر تفاعلاً مع القضايا المجتمعية وأكثرها تأييداً لها، فضلاً عن دور الأندية في إحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي، وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب والتنمية الصحية وتكوين شبكة العلاقات الاجتماعية والحفاظ على هوية المجتمع. وختمت بالتأكيد على أن الرياضة لعبت دورا كبيرا في تطوير الرأسمال الاجتماعي والنفسي بين طلاب المدارس، مما أثر بشكل إيجابي على أدائهم الأكاديمي. فوزية غريب: التربية رهينة المجتمع بعوامله ومؤثراته جاءت الجلسة الثانية لمنتدى الإمارات للثقافة الرياضية تحت عنوان «دور المؤسسات في نشر وترسيخ القيم الرياضية»، وتحدثت فيها: فوزية غريب رئيس اتحاد الرياضة المدرسية، عن دور الاتحاد في هذا الصدد، والدكتور جمال عباس عن دور مجلس دبي الرياضي في السياق ذاته، وترأس الجلسة ناصر خميس عامر، عضو مجلس إدارة اتحاد الرياضة المدرسية. وقالت فوزية غريب: إن التربية نشاط أو عملية اجتماعية هادفة، وإنها تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه؛ إذ إنها رهينة المجتمع بكل ما فيه ومن فيه من عوامل ومؤثرات وقوى وأفراد. فالعملية التربوية مستمرة مع الإنسان منذ أن يولد وحتى يموت؛ وتتم من خلال المؤسسات التربوية التي تتولى مهمة تربية الإنسان، وتكيفه مع مجتمعه، وتنمية وعيه الإيجابي، وإعداده للحياة فيه. وتُعد هذه المؤسسات التربوية بمثابة الأوساط أو التنظيمات التي تسعى المجتمعات لإيجادها تبعاً لظروف المكان والزمان، حتى تنقُل من خلالها ثقافاتها، وتطور حضاراتها، وتُحقق أهدافها وغاياتها التربوية. وأضافت: في مجال الرياضة يمكن تقديم خدمة كبيرة للمجتمعات، فمجالات الرياضة والألعاب أصبحت كثيرة جداً، وكل ذلك يعمل على توطيد العلاقات بين الشعوب والأمم عن طريق إقامة المباريات والدورات الرياضية، فالرياضة لا تحتاج الى لغة مهما تعددت الجنسيات والألوان والأديان والطوائف والأفكار. وقالت فوزية غريب رئيس اتحاد الرياضة المدرسية، إن الثقافة الرياضية هي عبارة عن مجموعة المعلومات الرياضية لدى الفرد وتشمل القيم والمعتقدات والمواقف والآراء التي ترتبط بالمجال الرياضي وأنشطته، وهذا يعني ان الثقافة الرياضية جزء من الثقافة العامة، وتتضمن خلاصة ما توصل إليه المجتمع من خبرات للوصول الى النمو البدني السليم لأعضاء المجتمع. فالثقافة الرياضية هي القدرة على إعطاء الأجوبة الدقيقة لجميع أنواع الأسئلة في الرياضة «الإصابات، الغذاء، المنشطات وأخطارها، الرياضات الأخرى المساندة، نظريات التدريب». البيان الاماراتية