نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للناشطة السياسية البحرينية، زينب الخواجة، تؤكد فيه أن الولاياتالمتحدة تتبع سياسة الكيل بمكيالين تجاه انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة مع حليفتها البحرين، التي يحكمها عائلة آل خليفة لأكثر من 200 سنة ومقر للأسطول الخامس الأمريكي. وقالت أنه بالنسبة للشعب البحريني ليس هناك فرق كبير بين السعودية وأمريكا، فكلاهما يدعم نظام آل خليفة للحفاظ على مصالحه الخاصة حتى لو كان الثمن هو أرواح وحقوق البحرينيين. وأشارت الخواجة في مقالها إلى أن الشعب البحريني المضطهد أنضم إلى ثورات الربيع العربي بعد وقت قصير من سقوط الرئيس حسني مبارك في مصر، فنزل جميع البحرينيين إلى الشوارع يوم 14 فبراير 2011، أغنياء وفقراء، شيعة وسنة، ليبراليين ودينيين، حيث شعروا انه يمكنهم للمرة الأولى التحدث بحرية في ميدان اللؤلؤة في العاصمة البحرينية، المنامة. ولكن هذه الحرية الجديدة لم تستمر طويلا، فقوات الأمن التابعة للحكومة هاجمت المتظاهرين السلميين. وفي مارس 2011، تدخلت قوات من المملكة العربية السعودية المجاورة والإمارات العربية المتحدة لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. وأوضحت الناشطة الحقوقية، التي تم اعتقالها لمشاركتها في الاحتجاجات المناهضة للنظام، أن "مجرد الخروج إلى الشوارع في البحرين لا تحمل معك سوى العلم وتدعو للديمقراطية قد يكلفك حياتك والتحدث حول حقوق الإنسان والديمقراطية يمكن أن يؤدي بك إلى السجن مدى الحياة". لكن على الرغم من كل هذه التضحيات، قالت الخواجة أن الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية في البحرين يبدو ميئوسا منه لأن الحكام في البحرين لديهم حلفاء أقوياء، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تتحدث عن دعم حقوق الإنسان والديمقراطية، ترسل أمريكا السلاح للنظام البحريني الحاكم وللسعودية التي ترسل قواتها لمساعدة حكومة الأسرة المالكة في قمع المتظاهرين السلميين. وفي حين أن واشنطن تدين عنف الحكومة السورية لكن تغض الطرف عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها حليفتها البحرين. وأكدت الخواجة أن الولاياتالمتحدة تسئ لنفسها بشكل كبير من خلال اتخاذ مثل هذا المعيار المزدوج الواضح تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذا الكيل بمكيالين يكلف أمريكا مصداقيتها في جميع أنحاء المنطقة، والرسالة تكون مفهومة بأنه "إذا كنت حليفا لأمريكا، يمكنك الهروب من انتهاكات حقوق الإنسان". ولفتت إلى أن الحكومة البحرينية تعتقد أنها لديها حصانة دولية حيث ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع دون الحاجة لمواجهة أي عواقب حقيقية. وهذا هو السبب في أن أبرز النشطاء البحرينيين المدافعين عن حقوق الإنسان يقبعون في السجون. وأشارت الناشطة البحرينية البارزة إلى انه إذا كانت الولاياتالمتحدة جادة بشأن حماية حقوق الإنسان في العالم العربي، يجب أن توقف جميع مبيعات الأسلحة إلى حليفتها البحرين، وتسلط الضوء على انتهاكات النظام البحريني في مجلس الأمن للأمم المتحدة وتبدأ في الحديث عن احتمال فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية. كما يجب على إدارة أوباما أن تطالب بأن يخضع مسئولون بحرينيون رفيعو المستوى للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تم ارتكابها، وبأن يتم السماح للمنظمات غير الحكومية و مراقبي حقوق الإنسان والصحفيين بدخول البلاد والتحقيق في الانتهاكات. واختتمت الخواجة مقالها قائلة أنه بغض النظر عن الثمن، سوف يبقي الشعب البحريني يطالب بحقه في الحصول على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تزعم الولاياتالمتحدة أنها تدعمها، في حين لا تزال تدعم النظام الذي يدوس على تلك القيم. أخبار مصر مظاهرات البحرين البديل