تواصل مدرسة الأحمدية في دبي، الاحتفال بمرور مائة عام على تشييدها، وتعاقب عليها أصحاب العلم والفكر، الذين قدموا الكثير، في سبيل النهوض بالعملية التعليمية في المنطقة، فتركوا بصمة مشرفة في تاريخ التعليم، لتبقى ذكراها خالدة في عقول كل من افترش ساحتها، ليتعلم أبجدية التعليم، حيث وجهت الدعوة خلال تلك الاحتفال إلى أبناء المعلمين الأوائل بالمدرسة وأحفادهم، ليشهدوا مسيرة أجدادهم، ويتعرفوا إلى ما بذلوه من جهد في تأسيس اللبنة الأولى للتعليم في الإمارة. (دبي) - تلك الجدران التي ارتوت وتشبعت بشرح المعلمين لعلوم الدين واللغة والأدب والحساب، وبصدى الطلبة وهم يرددون ويرتلون خلف الأساتذة أعذب الكلمات والمعاني، ليبقى المشهد راسخاً في الوجدان، وأمام كل من يدوس عتبة باب هذه المدرسة، التي طعمت بالجد والمثابرة والإصرار على تلقي العلوم بالرغم من صعوبة الحياة وتقشفها، إلا أن المعلمين الأوائل كانوا مجندين في سبيل نشر العلم، الذي أضاؤوا به العقول والصدور، ليبقى هذا الصرح العلمي شاهد على ما قدمه وما بذلوه في سبيل التعليم. وحظيت المدرسة بشرف زيارة أبناء وأحفاد المعلمين الأوائل الذين وفدوا من منطقتي الزبير والاحساء، والذين كان لإبائهم الدور البارز في وضع لبنة التعليم، وإرساء دعائمه، فكانت فرحتهم عارمة وهم يتجولون في أروقة مدرسة الأحمدية يستشعرون لحظة بلحظة دور آبائهم وأجدادهم ومساعيهم الحثيثة في نشر العلم، ويطلقون العنان بخيالهم حول الروايات التي تناقلوها وسمعوها من آبائهم، في لحظات يلف المكان الحنين والشوق، وهم يطلون على فصولها، وقاعتها الدراسية. مسؤولية ويقول ماجد يوسف بن محمد الجامع وهو أحد أبناء المعلمين: «عندما قدم والدي رحمه الله إلى هذه المنطقة من مدينة الزبير، كان يحمل في باطنه مسؤولية نشر العلم والمعرفة، فبالرغم من صعوبة المواصلات في تلك الحقبة الزمنية، إلا أن ذلك لم يمنعه أو يضعف من رغبته في أن يقدم كل خبراته في سبيل دعم العملية التعليمية، وقد حضر إلى المدرسة وهو شاب لم يتزوج بعد، فكرس وقته وجهده لنشر العلم، وتلقينه للطلبة، فكان يعلمهم أسس القراءة والكتابة، بالإضافة إلى علوم الفقه، مما وثق علاقته وبالمعلمين والطلبة بمدرسة الأحمدية. وأضاف: أنا في حقيقة الأمر فخور بوالدي، الذي كان له دور بارز في تاريخ التعليم بالإمارات، وأذكر حينها وأنا طفل أن والدي كثيراً ما يشيد بأخلاق الطلبة، ومدى حرصهم وجدهم ومثابرتهم في سبيل تحصيل العلم، وتوقير واحترام المعلم ومكانته. وقد جاءت زيارتي الأولى للمدرسة قبل ثماني سنوات، وكلي شوق في الاطلاع على المكان الذي ساهم والدي في بناء أعمدته العلمية، لذلك جلبت أسرتي كي يطلعوا على عطاء جدهم ودوره، الذي سيبقى بصمة مشرفة في تاريخ العائلة. ... المزيد