أظهرت تقارير وإحصاءات طبية غربية أن الوفيات الناجمة من الإصابة بمرض السرطان تراجعت بشكل ملموس في الأعوام العشر الأخيرة . وقال الباحثون إن هذا التراجع في نسب الوفيات الناجمة من السرطان الذي بلغت نسبته 5 .9% تحقق بفضل التشخيص المبكر وتحسين وسائل العلاج . ويعد تراجع التدخين من العوامل التي أسهمت في تقليل نسب الوفيات، لأن التبغ يسبب سرطان الرئة وأنواعاً أخرى من السرطان تشمل سرطان الثدي، القولون، الكبد، الحلق، والفم . في بريطانيا على سبيل المثال، تظهر الإحصاءات أن معدلات الوفاة وسط الرجال تراجعت بنسبة 9 .10% منذ العام ،2001 كما تراجعت بين النساء بنسبة 5 .7% . أما متوسط التراجع وسط الجنسين فقط بلغ 5 .9% . وقالت كاثرين طومسون رئيسة وحدة الإحصاءات في هيئة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة: "إن تراجع أعداد المدخنين، وتحسن وسائل التشخيص المبكر وطرق العلاج بالجراحة وأشعة الراديو والأشعة الكيماوية، إضافة إلى تطوير المزيد من وسائل الطبابة التي تلائم كل حالة على حدة، أسهمت جميعها في تراجع الوفيات الناجمة من السرطان" . وقال جيريمي هانت وزير الصحة في المملكة المتحدة: "من المشجع أن نرى الأرقام تسير في الاتجاه الصحيح والوفيات تتراجع، لكننا ينبغي أن نبذل جهداً أكبر لتحسين جهود ترقية أبحاث وخدمات مرضى السرطان" . وفي الشهر الماضي أظهر تقرير نشر في المملكة المتحدة، أن عدد النساء اللائي يتوفين من سرطان المبيض "الذي يعد من أشرس أنواع السرطان" تراجع بمدار 25% خلال العقد الماضي . ويقول الأطباء إن معدلات الوفاة بالسرطان ظلت على الدوام أعلى وسط النساء مقارنة بالرجال، وأن ذلك قد يعزي لأنماط معيشتهن الأضعف . وفي ،2009 أظهرت أرقام هيئة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن قابلية الإصابة بالسرطان وسط الرجال ازدادت بنسبة 60%، كما ارتفعت أرجحية وفاتهم منه بنسبة 70% . وقال خبراء هذه الهيئة الخيرية إنه لا يوجد سبب واضح يفسر تنامي أرجحية الإصابة بالسرطان في ما عدا ميل الرجال، لأن يكونوا أقل وعياً واستنارة بصحتهم . وقال الخبراء إن هذه النسب قد تعزي أيضاً لجلد الرجال وتحملهم للمرض وعزوفهم عن الذهاب لمقابلة الطبيب حينما تكون صحتهم معتلة . يذكر أن دراسة أمريكية أظهرت أن النساء المسنّات المصابات بسرطان الثدي يرجْح أن يمتن من جراء مرض في القلب والشرايين وأسباب أخرى غير السرطان . وحلل باحثون من جامعة جولورادو بيانات من نحو 60 ألف امرأة في الولاياتالمتحدة في السادسة والستين من العمر وما فوق وتمت متابعتهن لمدة 12 عاماً بعد تشخيص إصابتهن بالسرطان . وتبيّن في نهاية متابعة هذه الحالات أن نصف النساء توفين وعشن حتى الثالثة والثامنين من العمر كمعدل وسطي وأكثر من ثلثيهم توفين لأسباب غير السرطان . وأظهر التحليل أن النساء اللواتي توفين من السرطان كان تشخيص إصابتهن به حصل في عمر أصغر . وفي الواقع فإن نصف وفيات النساء في الولاياتالمتحدة تعود إلى أمراض القلب والشرايين.