تعتزم مجلة شارلي أبدو الفرنسية نشر قصة مصورة عن حياة النبي محمد، مؤكدة أن القصة لن تتضمن هذه المرة اي تلميح أو استفزاز لمشاعر المسلمين. باريس: أعلنت مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية عزمها نشر قصة مصورة تتناول حياة النبي محمد عليه السلام، بعد استشارة اسلامية، مشيرة إلى خلوها من أية تجاوزات هذه المرة. وكانت المجلة الاسبوعية قد نشرت، في أيلول/سبتمبر الماضي، صورا مسيئة للنبي محمد عليه السلام، الأمر الذي أثار، حينها، غضب واستياء المسلمين في مناطق عديدة من العالم. وذكرت المجلة أن القصة لن تتضمن أي تلميح أو إشارة مسيئة، مؤكدة أنها حضرت بالتنسيق مع أحد المستشارين الاجتماعيين المسلمين في فرنسا، مشيرة إلى أنها ستكون في متناول القراء الأربعاء القادم. وقال معد الرسوم ويدعى شارب "انها سيرة مقبولة اسلاميا بما ان كتابها مسلمون (..) هي عبارة عن تجميع لما كتبه كتاب السيرة عن حياة محمد، ونحن رسمناها فقط". واضاف "لا اظن انه سيكون بوسع اي عالم اسلامي ان يأخذ علينا شيئا بشان الجوهر". واضاف "بدأت افكر بهذا الكتاب منذ 2006، مع قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في الدنمارك، اعتقد اننا في البداية تعاملنا مع الامر بالمقلوب، وتناولنا شخصية لم نكن نعرفها، وانا في المقدمة (..) قبل ان نتعامل مع شخصية بطريقة غير جدية، علينا ان نعرفها جيدا، بقدر ما نعرف الكثير عن حياة المسيح، لا نعرف شيئا عن محمد". وردا على الانتقادات التي يتوقع ان يثيرها تجسيد النبي الذي يعتبر محرما في الاسلام، قال شارب "انه مجرد عرف، لم يرد التحريم في القرآن. وبما ان ذلك لا يهدف الى السخرية من محمد فلا ارى مبررا لعدم قراءة هذا الكتيب كما تقرأ حكايات عن حياة يسوع في كتب التريبة الدينية المسيحية". وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بعد نشر عدد خاص اطلق عليه اسم "شريعة ابدو" تضمن رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، احرق مقر الصحيفة الهزلية في باريس وتعرض موقعها على الانترنت للقرصنة، وتلقى شارب نفسه تهديدا بالقتل. وما زالت المجلة تخضع لحماية الشرطة، وقوبلت رسوم كاريكاتورية اخرى نشرتها المجلة مؤخرا بانتقادات شديدة في عدة بلدان اسلامية، حتى انها دفعت الحكومة الفرنسية الى الرد. وبعد أن خسرت جهات إسلامية دعاواها على «شارلي إبدو»، ربح الرسام الكاريكاتير السياسي موريس سينيه (84 عاما) هذا الشهر دعواه ضدها بعد 4 سنوات من معركة قضائية محتدمة. وقضت محكمة الاستئناف في باريس، الجمعة الماضي، بأن تدفع الشركة الناشرة للمجلة مبلغ 90 ألف يورو إلى الرسام الذي صرفته من العمل بعد أن كان من مؤسسي طبعتها الجديدة وعمل فيها لمدة 16 عاما. واستغنت «شارلي إبدو» عن خدمات سينيه، في صيف 2008، بعد أن نشر رسما كاريكاتيريا يسخر فيه من زواج جان ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي السابق، بوارثة ثرية واعتناقه اليهودية، دين عروسه. وجاء في التعليق المصاحب للرسم ما معناه أن نجل ساركوزي يعرف من أين تؤكل الكتف وسيصعد بسرعة بفضل هذا الزواج. واعتبر القائمون على المجلة، وعلى رأسهم مديرها فيليب فال، أن الرسم ينطوي على نبرة معادية للسامية، إذ يفهم منه الربط بين الصعود الاجتماعي للعريس وتحوله لليهودية، وهو أمر «غير مقبول ولا يمكن الدفاع عنه أمام القضاء»، حسب فال. ومن المعروف أن معاداة السامية تهمة يعاقب عليها القانون في فرنسا. ورفض سينيه التهمة ومضى إلى المحكمة مطالبا بتعويض قدره 148 ألف يورو. وفي خريف 2010 نال حكما أوليا لصالحه يقضي بحصوله على تعويض قدره 40 ألف يورو. ثم استأنفت الصحيفة الحكم وعادت وتلقت خسارة ثانية حيث ارتأى القاضي تشديد الغرامة عليها، مع نشر حيثيات الحكم في صفحاتها. يذكر أن سينيه من الفنانين الفرنسيين المعروفين بمواقفهم المؤيدة للحقوق العربية، وقد عمل في صفوف ثوار الجزائر، أثناء حرب التحرير، أواسط القرن الماضي، ووضع خبرته في الرسم والطباعة تحت تصرفهم لإصدار جوازات سفر للملاحقين منهم.