انتقد الدكتور عبد العزيز التويجرى المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، البطء الشديد والتعثر الطويل فى تنفيذ هذا المشروع الحضارى للنهوض بالعالم العربى الإسلامى والذى يقوم على ثلاث قواعد، هى: تحديث المنظومة التربوية، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتجديد السياسات الثقافية والاتصالية، مؤكدا أن هذا البطء كان أحد العوامل التى أدت إلى نقص فى جودة عمليات التنمية، وفى قلة فوائد نتائجها، وفى الوفاء بالأهداف الإنمائية للألفية. جاء ذلك الكلمة ألقاها فى تونس بمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر العام 21 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو". وأشار إلى أن تحديث المنظومة التعليمية وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة وصولا ً إلى ضمان الجودة فى التعليم بجميع مراحله، هو الشرط الأساس للتغلب على عدد من معوّقات التنمية. وإن تطوير العلوم والتكنولوجيا بالدرجة العالية من الجدية والفعالية، هو المدخل للولوج إلى مجتمع المعرفة الذى هو البيئة الملائمة لصناعة التقدم فى جميع المجالات. وإن تجديد السياسات الثقافية سعيًا إلى الثقافة البانية للإنسان أولا ً، وللأوطان ثانيًا، ثم للحضارة فى نهاية المطاف، هو الوسيلة لبناء مجتمع متوازن متجانس متضامن منتج وفاعل فى الإنماء الاقتصادى والاجتماعى والعلمى والتقانى، على شتى المستويات". وشدد على الأهمية البالغة التى يكتسبها العمل العربى الإسلامى المشترك، مؤكداً أن العمل الجماعى الذى تضطلع به المنظمتان الإيسيسكو والألكسو، هو من صميم المشروع الحضارى الذى يتوجَّب أن تكون له الأسبقية فى تنفيذ المشروعات الكبرى التى تهدف إلى تقدم الأمة العربية الإسلامية وازدهارها والنهوض بها. وأشار فى ختام كلمته إلى أن المرحلة الدقيقة التى يمر بها العالم العربى الإسلامى اليوم تلقى على عاتق المؤسسات الحكومية والمنظمات الإقليمية والدولية مسؤولياتٍ مضاعفةً لمواجهة التحديات، وفى التعامل مع المتغيرات، وفى التغلب على الأزمات التى تنشب على أكثر من صعيد، وأكد أن العمل فى حقول التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والاتصال، بسياسات جادة وبرؤية شمولية، وبمناهج علمية، وبتخطيط محكم للمستقبل، هو الطريق نحو امتلاك شروط القوة والقدرة والمنعة، واستتباب السلم الأهلى، ورسوخ الاستقرار والأمن الشامل بمفهومه العميق الجامع لشتى المضامين.