حازت الإماراتية أسمى بالفقيه جائزة الباحثين الشباب لعام 2011 بعد تخرجها في جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، واستحقت بذلك تكريم الهيئة الوطنية للبحث العلمي لها مؤخراً . قدمت بالفقيه بحثها تحت عنوان "تصورات المعلمين عن التكامل التكنولوجي"ويهدف إلى تنمية مهارات المعلمين في المرحلة الثانوية، ومن هذا الحوار تقدم تفاصيل أكثر عنه وأعمالها الأخرى وطموحها . ماذا عن تفاصيل البحث؟ هو يهدف إلى معرفة وجهة نظر معلمات ومعلمين المرحلة الثانوية حول استخدام التكنولوجيا في التعليم، وقمت بالمشاركة بهذا البحث في المؤتمر الخامس للتعليم الإلكتروني في الشرق الأوسط الذي نظمته جامعة حمدان الإلكترونية بدبي، وأعمل حالياً على نشره في عدد من المواقع المتخصصة بالأبحاث العلمية والترويج له بما يخدم المعلمات والمعلمين في مختلف المدارس . أما طريقة البحث فاعتمدت على توزيع استبيان على معلمات ومعلمي المرحلة الثانوية للحصول على صورة شملة وبيانات عددية وقمت بإجراء مقابلات معهم لمناقشة النتائج وفهم تصوراتهم عن التكنولوجيا وكيفية استخدامها في تطوير العمل وعودة الفائدة عليهم وعلى الطلاب . وما المصادر التي اعتمدت عليها في تقديم البحث؟ قمت بالاعتماد على المقالات الأكاديمية والكتب والأبحاث السابقة التي تدور حول التكنولوجيا في التعليم، ووفرت جامعة حمدان جميع هذه المراجع من خلال المكتبة الإلكترونية، وهذا أيضاً ما ساعدني على تعدد مصادر البحث بأشكالها المختلفة سواء كانت ورقية أو إلكترونية . أضف إلى ذلك التواصل مع عدد من المهتمين بهذا الشأن من أجل الاطلاع على العديد من الأفكار والتجارب المتميزة في هذا المجال ووضعها في الاعتبار حتى يخرج البحث بالصورة المطلوبة، وهو ما كان . هل قدمت أبحاثاً مماثلة في هذا المجال؟ نعم، وكانت تستهدف الطلاب والمعلمين وأرى أن ذلك ساعدني على القيام بهذا البحث الذي حصلت به على التكريم ونال تقدير لجنة التحكيم لأني بذلت فيه مجهوداً كبيراً فيه . لماذا اخترت دراسة تصورات المعلمين في المجال التكنولوجي؟ لأن البحوث السابقة أثبتت أن استخدام التكنولوجيا في التعليم يحسن أداء الطلاب، والمعلمون هم أساس العملية التعليمية، فمن خلال معرفة وفهم وجهة نظرهم نوفر بيئة تعليمية متكاملة لطلابنا، وبالتالي حاولت البحث بشكل أكبر وأوسع في هذا المجال حتى أقدم رؤية شاملة ومتطورة يمكن أن يستفيد منها الجميع ولا يكون مجرد بحث عادي يوضع في الأدراج . المجال هو من ضمن تخصصي وبالتالي عملت على تقديم بحث من خلال خبرتي في المجال التربوي وقدمت فيه زوايا وقضايا عدة تسهم في خدمة هذا الشأن . وكيف أفادتك دراستك بجامعة حمدان في تقديم هذا البحث؟ توفر الجامعة بيئة تعليمية متكاملة تساعد على الإبداع والتميز، كما أسهم الدعم الذي قدمته الدكتورة رنا تميم في تطوير وتحسين مهاراتي في البحث العلمي . تعملين الآن وكيلة لمدرسة الإمارات الوطنية، ألا ترين أن تجربة البحث يمكن تطبيقها في مقر عملك؟ بالتأكيد فعملي في المدرسة يشمل تطوير وتهيئة بيئة علمية تهدف إلى استخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة في التعليم، ومعرفة وجهة نظر المعلمين تسهل هذه العملية وتحسن أداء طلابنا . وبحكم عملي، سأحصل مع مرور الوقت على مزيد من الخبرة، لأنني أرغب في عمل أبحاث ومناقشات أخرى في هذا المجال لأنني أرى ذاتي فيه . وماذا يمكن أن يضيفه البحث من نتائج لخدمة المستهدفين؟ استخدام التكنولوجيا في عملية التعليم للطلاب وليس فقط في عرض المعلومات والتغلب على العقبات التي تواجه المعلمين في هذا المجال وزيادة الحوافز والتسهيلات، وكلها أمور يجب أن يهتم بها القائمون على العملية التعليمية حتى يكون هناك جيل جديد من الطلاب أكثر تميزاً . برأيك كيف يمكن الاستفادة من الأبحاث التي يقدمها طلاب الجامعات خاصة أن نسبة كبيرة منها يمكن ان تخدم المجتمع؟ عن طريق دراسة هذه الأبحاث وتطبيق المناسب منها لخدمة المجتمع، وتشجيعهم دوماً على المواصلة في تقديم الأفكار في المجالات المختلفة . ولابد من تقديم جوائز مثل جائزة الباحثين الشباب التي تشجع الإماراتيين على البحث العلمي والابداع، وكذلك الاهتمام بصغار الباحثين في مختلف المدارس والجامعات لأنه من الممكن أن تظهر بينهم ابداعات كثيرة تكون نواة لمستقبل باهر لهم .