سباق طلابي للمشاركة في التبادل الطلابي بين الجامعات، والذي تنظمه جامعة الشارقة بالتعاون مع منظمة "اياستا"التي اختارت أن يكون مكتبها داخل جامعة الشارقة على مستوى جامعات الدولة، أدى إلى حدة في التنافس العلمي، فما المعايير التي على أساسها يتم اختيار الطلاب المشاركين، وما الأسباب التي تحفز الجميع من أجل الالتحاق بالرحلات الخارجية في هذه المتابعة التقينا مجموعة من الطلاب الذين تحدثوا عن مدى جديتهم من أجل انضمامهم لمثل هذه المشاركات . لم أتخيل أن تختارني الجامعة للسفر إلى ألمانيا، هذا ما يؤكده حميد عبدالله الحمادي الطالب في كلية "الهندسة«، مشيراً إلى أن هذا الاختيار الذي وقع عليه جاء نتيجة لتفوقه الدراسي في المرحلة الماضية التي يعتبرها أهم فترة أسهمت في تشكيل حياته العلمية . ولفت إلى أنه تقدم بطلب للمشاركة في الوفود الطلابية التي يتم تدريبها داخل وخارج الدولة، لإيمانه بأنه الأحق بالمشاركة لتفوقه الدراسي، فوقع الاختيار عليه، مؤكداً أن هذه المشاركات سوف يحرص على الوجود بها والسفر مرة أخرى للتدريب في مجال دراسته الهندسية، بخاصة أن الدورة الأخيرة التي شارك فيها استفاد منها بصورة كبيرة علمياً واجتماعياً، لأنها أتاحت له التعرف إلى طلاب من جنسيات متعددة . نظريات علمية يقول عبدالرحمن محمود طالب الهندسة إنه شارك في آخر تبادل طلابي خلال السنة الماضية، والذي أهله للمشاركة تفوقه الدراسي الملحوظ للجميع، إضافة إلى أن العرض كان متوافقاً مع مهاراته ودراسته للهندسة الكهربائية، لافتاً إلى أنه من خلال تلك المشاركة استفاد بشكل كبير لأنه درس العديد من النظريات العلمية في المجال الكهربائي الذي كان يسمع عنها، لكنه شاهد تجاربها داخل المعامل الموجودة في الشركات والمصانع التي كانت البيئة المضيفة لكل الوفود الطلابية طوال فترة المشاركة . الحفاظ على التفوق ويلتقط الكلام زميله كريم كامل الذي يدرس في الجامعة تخصص كمبيوتر، مؤكداً أن مشاركته في التبادل الطلابي لن تمحى من ذاكرته، لأن كل الفترة التي قضاها في ألمانيا كانت تدريباً عملياً لمدة ثلاثة أشهر داخل معهد الكمبيوتر والشبكات الهندسية في جامعة "برانشوي"في ألمانيا . ولفت إلى أن تفوقه الدراسي هو الجسر الذي عبر من خلاله إلى تلك المشاركة بعد أن تقدم إلى مكتب التوجيه الوظيفي وتدريب الطلاب بجامعة الشارقة الذي طلب منه ضرورة تقديم ما يثبت تفوقه الدراسي خلال السنوات التي درسها في الجامعة، مشيراً إلى أن برنامج التدريب الذي تعرف إليه دفعه إلى الهرولة لإثبات تفوقه من خلال الشهادات التي حصل عليها من الكلية، ولأنه يسعى للحضور في تلك الوفود الطلابية يجاهد من أجل الحفاظ على تفوقه الدراسي الذي يعد أهم مقومات وشروط المشاركة . أفكار جيدة وفي سعادة غامرة يؤكد أحمد طارق الطالب في قسم الكمبيوتر أن مشاركته جاءت نتيجة المعدل التراكمي لسنواته الدراسية بخاصة أن هناك طلاباً كانوا قد تقدموا بطلبات مثله للمشاركة فقررت الإدارة أن تكون المشاركة بمعدل الدرجات التراكمية، بعد أن تبين لها أن الجميع متميز في دراسته، مشيراً إلى أن تدريبه كان في جامعة ميونيخ للتكنولوجيا بألمانيا، وقدم لهم داخل معامل التدريب برنامجاً يستقطب معلومات من المواقع عن طريق نظام تحديدها "جي .بي .إس"وبناء الصورة من خلالها، ما جعلهم يشيدون بفكرته وتوقعوا له حياة علمية كبيرة وأفضل من الجيل الذي سبقه في هذا المجال . ونوه بأن خريطة المشاركة التي تحتوي على شروط أهمها التفوق والتميز العلمي هي التي أعطته الفرصة في المشاركة بخاصة أنه كان الطالب الوحيد من الإمارات، إضافة إلى طالب لبناني آخر، بجانب طالب برتغالي واثنين من صربيا، وطلاب من دول أوروبية ما أدى إلى اكتسابه الكثير من المهارات . الوصول إلى الهدف يقول أحمد عبدالرحمن بامخرمة "طالب"إن أداءه الدراسي المتميز الذي أدى إلى اختياره للمشاركة مع الوفود الطلابية، إضافة إلى التوافق في المجال الدراسي الذي يدرسه وهو هندسة الإلكترونيات، موضحاً أنه حاول كثيراً منذ لحظة دخوله الجامعة أن ينضم إلى الوفود الطلابية المشاركة لكنه كان يفشل في كل مرة، ولم يعرف اليأس طريقه فنجح مؤخراً في الوصول إلى هدفه، لذلك بدأ يشعر بأهمية وجوده في الحياة، وضرورة أن يسهم في تطويرها عن طريق العلم . تبادل الثقافات وخلاف كل ذلك شارك الطالب طلال العثمان مرتين الأولى كانت في البرازيل والأخرى في تركيا، نتيجة لارتفاع معدلات درجاته التراكمية خلال سنواته الدراسية، مؤكداً أنه لم يكن يعول في اختياره على هذا الارتفاع في الدرجات التراكمية، خاصة أن كافة الطلاب مثله لكن هناك عاملاً آخر أسهم في اختياره وهو أنه عضو في اللجنة المحلية للجامعات التي تقوم باستقبال الوفود الطلابية . وأوضح أن أهم ما يميز هذا البرنامج أنه يعطي فرصاً للطلاب الأعضاء في التنظيم للمشاركة في الوفود لاكتساب مهارات وتبادل ثقافات مختلفة . تجربة رائعة التميز العلمي والتفوق الدراسي أهم الشروط التي أدت لاختياري والسفر إلى الصين، هذا ما يؤكده يوسف شحادي الطالب في الهندسة الكيميائية بأمريكية الشارقة، منوهاً بأن هذه الشروط التي تعتبر عدلاً ومساواة بين كافة الطلاب شكلت رؤيته للعالم بصورة جديدة، بجانب أن سفره إلى الصين تجربة رائعة شكلته كإنسان من جديد يمتلك فلسفة جديدة في الحياة . وأوضح أنه سيبقى متذكراً أنه ذهب إلى المصانع في الصين ودخل شركات عملاقة متخصصة في صناعة البلاستيك لمدة ثلاثة أشهر، وتدرب خلالها في مجال الهندسة الكيميائية والتطوير . درجات متراكمة وتشير سارا أحمد الطالبة في هندسة الشارقة إلى أنها تقدمت بالعديد من الطلبات إلى الإدارة في مكتب التوظيف والتدريب بالجامعة، إلا أن المسؤولين في كل مرة لا يلتفتون إلى أوراقها، وعندما سألت عن سبب عدم اختيارها تبين أنها متساوية مع العديد من الطلاب في شروط الاختيار، إضافة إلى درجات التراكم الدراسي، ما أدى إلى اجتهادها فتميزت وحصدت درجات أهلتها للمشاركة، فسافرت إلى البوسنة للتدرب في مجال دراستها، لكنها تخوفت من أن تكون هذه الدولة لا يوجد بها بحث علمي، لكنها عندما قرأت عنها عرفت أن معلوماتها خاطئة . شروط المسابقة ويقول طارق العبادي الطالب في جامعة الشارقة إنه كان يتمنى المشاركة مع الوفود الطلابية لكنه تراجع بعد أن عرف أن شروط المسابقة تنحصر في التميز والتفوق الدراسي، وهو طالب عادي جداً، مشيراً إلى أنه ليس على استعداد لبذل المجهود من أجل السفر لأن مجهوده يحمله إلى النجاح فقط . المساواة تدفع إلى الأسبقية عن أساليب اختيار الطلاب في التبادل الطلابي بين الجامعات تقول رنا قباني مسؤولة مكتب التوجيه الوظيفي وتدريب الطلاب بجامعة الشارقة: هناك عدة معايير أهمها التحصيل الأكاديمي للطالب، وتخصصه الدراسي ومدى توافق قدراته مع فرص التدريب، موضحة أن تساوي الطلاب في تلك المعايير يؤدي بالإدارة إلى اختبار المشارك بناء على أسبقيته في تقديم طلب المشاركة . وقالت: المشاركات وصلت حتى الآن منذ سنة 2001 إلى 130 طالباً، سافروا إلى العديد من الدول الأوروبية منها ألمانيا وبلجيكا والبرازيلوالصين ورومانيا واليابان وأمريكا، لافتة إلى أن الجامعة استقبلت 167 طالباً من نفس الدول، وأعدت لهم البرامج داخل مؤسسات الدولة، إضافة إلى برامج ترفيهية وسياحية لتعريفهم بثقافة وحضارة دولة الإمارات . وأوضحت قباني أن الجامعة ممثلة لدولة الإمارات في المنظمة العالمية "اياستا"التي تعنى بتبادل الطلاب في مجال التدريب العلمي .