إيماناً بضرورة زرع الوعي البيئي لدى الطلبة، وأهميته في نشر ثقافة الحفاظ على البيئة في الحاضر و المستقبل، قامت مجموعة عمل الإمارات للبيئة باستضافة ورشة عمل الطلبة السنوية الثانية عشرة خلال الفترة من 15 - 18 أكتوبر/تشرين الأول تحت شعار "بيئيو الغد"حيث قسمت الورشة الفئات الطلابية على الأيام الأربعة المخصصة للعمل، ابتداءً من المرحلة الابتدائية وانتهاءً بالمرحلة الجامعية تحت عنوان "استدامة مستقبلنا في انسجامنا مع الطبيعة"وتناولت الورشة موضوعين أساسيين هما "مناخي مسؤوليتي"و"كل قطرة تهم"حيث أسهمت كل من مدرسة راشد للبنين وكلية دبي للطالبات بمد يد العون للجمعية من خلال استضافة الفعالية خلال الأيام الثلاثة الأولى في مدرسة راشد للبنين، وكان ختام ورشة العمل في كلية دبي للطلبات في اليوم الأخير المخصص للمرحلة الجامعية . في البداية يقول صائب خريسات أستاذ قسم قضايا البيئة في جامعة التكنولوجيا في الأردن: هذه الورشة تعقد سنوياً لاطلاع طلبة المدارس من جميع نواحي الإمارات على المواضيع المختلفة التي تخص البيئة، مثل برامج (مناخي مسؤوليتي) والبرامج التي تتعلق باستخدامات المياه، والتغير المناخي، وإعادة التدوير وكل ماله شأن بالبيئة، سواء في دولة الإمارات أو في العالم بشكل عام،وقد خصص اليوم الأول لطلاب المرحلة الابتدائية، والثاني لطلاب المرحلة الإعدادية، واليوم الثالث لطلاب المرحلة الثانوية، وختام الورشة سيكون مع طلاب الجامعة في كلية البنات في جامعة دبي، وكان هدف المجموعة هو اطلاع طلاب المدارس والجامعات على التحديات البيئية الموجودة و الحلول الممكنة، وتأتي أيضاً ضمنها البرامج التعريفية وحملات التوعية في مختلف مجالات البيئة، ومن أهم المواضيع التي تم تناولها موضوع (التغيرات المناخية - التحديات والفرص)، وموضوع المياه وموضوع إعادة التدوير لمختلف المخلفات الموجودة وهناك الجزء المتعلق بأفكار الطلبة حول التحديات والإمكانات والفرص المتوافرة لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات، والمثير للاهتمام هو تفاعل الطلبة الذي يدل على اطلاعهم على هذه الموضوعات واهتمامهم بها وفي نفس الوقت نحن نعتبر أن الطالب يمثل جزءاً من حلقة أكبر وسوف ينقل هذه المعلومات لزملائه وللأهل وبالتالي يعممها في المجتمع الذي يعيش فيه ما يحقق الهدف في نشر المعلومة على مستويات أوسع،وقد ركزنا على الطلبة لأنهم هم الفئة الأكثر تأثيراً في البيئة مستقبلاً . ومن المحاضرين أيضاً كان المهندس مؤيد يعقوب ضابط بيئة أول في مجموعة عمل الإمارات للبيئة، يقول: اخترنا فئة الطلبة وركزنا عليها لأنهم يمثلون المستقبل، وغداً سوف يكونون هم أصحاب القرار، والأكثر تأثيراً في البيئة، وتعتبر ورشة العمل هذه من البرامج المؤثرة التي تعقد سنوياً، وتجد إقبالاً كبيراً عليها، ونحن نشجع كل المؤسسات والمدارس في أن تهتم بدعم هذه البرامج بحيث يكون لها تأثير حقيقي ودور فاعل في المجتمع الإماراتي . ويضيف: تحدثنا في محاضرات اليوم عن (إعادة التدوير) وقد قمت بتقديم أمثلة مبسطة للطلبة جعلت المعلومات واضحة بالنسبة لهم وسهلة، وجعلتهم يدركون مدى أهمية إعادة التدوير وتأثيره، وأما المحاضرة الثانية فكانت عن مجموعة عمل الإمارات للبيئة في إعادة التدوير، وقد قمت بتغطية جزء من البرامج وقام زميلي بتغطية الجزء الآخر من البرامج، وقد تحدثنا عن الفوائد البيئية لهذه البرامج واتجاهات المجموعة، وعن نشاطاتها، والفوائد المترتبة على عمل المجموعة، وكان الهدف تعريف الطلبة بعمليات إعادة التدوير، كيف تتم والغاية منها، وتشجيع الطلبة على أن يسهموا في هذه العملية، حيث هناك برامج مفتوحة للمؤسسات والمدارس والأفراد لمن يرغب بالمساهمة، وبإمكانهم التواصل معنا لنعرفهم بآليات العمل حتى تتثنى لهم المشاركة معنا، كأن يقومون بجمع المنتجات التي يمكننا إعادة تدويرها وتقديمها للمكتب وباب المشاركة مفتوح أمام كل شخص يرغب بأن يسهم في الحفاظ على البيئة، أما بالنسبة للطلاب فأعتقد أنهم كانوا مهتمين بالحصول على هذه المعلومات لأنها تخصهم وتخص بيئتهم، ولأنها جديدة بالنسبة لهم وخصوصاً في ما يخص الفوائد البيئية، فقد حدثتهم مثلاً عن برنامج إعادة التدوير بطريقة مبسطة جداً وشرحت لهم كيف أننا نوفر الطاقة لشاشة كمبيوتر لمدة 25 دقيقة من خلال إعادة تدوير زجاجة فقط، والغرض طبعاً ربط ذهنية الطالب بهذه المفاهيم المبسطة من خلال هذه المعلومات والأمثلة البسيطة . ويتحدث المهندس سلطان الزعابي مهندس إدارة الأحمال في هيئة كهرباء ومياه دبي، عن مشاركته في نشاطات الورشة قائلاً: كون الفعالية تتحدث عن الموارد الطبيعية وبخاصة المياه، قمنا بالتركيز على هذه النقطة وأحببنا أن نلقي الضوء على كيفية الحفاظ على الموارد المائية والأماكن التي تسنزف فيها المياه، وقمنا بطرح الحلول المناسبة سواء تقنياً أو تشريعياً . ويضيف: توجه العالم كله منصب على كيفية الحفاظ على الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة، وكل قطرة ماء محسوبة علينا، لهذا نؤكد أن الاستهلاك الأمثل مطلوب اجتماعياً وبيئياً، وكل الجهات تنادي بالحفاظ على الموارد بتقنين الاستهلاك، ومن المفروض أن يستفيد الطلاب من هذه المحاضرات وأنا أتمنى هذا حقاً لأن الهدف أن تصلهم المعلومة ويستفيدوا منها لأجلهم ولأجل مستقبلهم، خصوصاً أنهم قادة المستقبل وهم من سيمسكون زمام الأمور غداً ولهذا يجب أن يكون لديهم الوعي البيئي ليحافظوا على مستقبلهم وعالمهم، ونتمنى أن يتكون لديهم هذا الوعي ليناقشوا هذه المعلومات ويوصلوا الرسالة إلى أهاليهم وأصدقائهم والمجتمع المحيط بهم . وأعتقد أن فكرة ورشة العمل فكرة ممتازة لأن التفاعل معها يكون أفضل من خلال المحاضرات، وأنا أعتقد أن هذا الأسلوب مناسب لهذه الفئات إذ كلما كان تفاعل الطالب أكثر ترسخت المعلومة لديه بشكل أفضل، وبخصوص كون ورشة العمل سنوية فإنه قد يتفاعل معها الطالب وينسى الموضوع في ما بعد، وأعتقد أن المهم هو أن يعزز الطلاب ثقافتهم بأنفسهم، إضافة إلى أن المدرسة لها دور والأسرة أيضاً وكذلك الإعلام، ويفضل ألا يعتمد الإنسان على مصدر واحد بل أن ينوع مصادر الثقافة، فهذه ثروة وطن، وبيئة والحفاظ عليها يعتبر ثقافة وحضارة وأخلاقاً تعود إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وعلى الإنسان أن يأخذها بجدية أكثر، والبدء بالأجيال القادمة . وتقول الطالبة فاطمة الحمادي: حاولت أن أركز كل حواسي لأستوعب هذه المعلومات جيداً وأستفيد منها قدر الإمكان لأطبقها في حياتي اليومية، وبشكل عام تأثرت بالمعلومات العامة التي حصلت عليها وأشعر بأنها أثرت في طريقة تفكيري، أعتقد أن الورشة كانت ممتعة ومفيدة، وسوف أحاول أن أكون صديقة للبيئة من خلال تطبيق النصائح التي استمعت لها . ويحدثنا الطالب جمال فيصل شاهين عن مشاركته قائلاً: حضرت اليوم، واستفدت كثيراً من المعلومات التي تتحدث عن كيفية الحفاظ على البيئة وأهميتها من أجل المستقبل والأجيال القادمة، وتعلمت مثلاً أن الموبايلات التي لا أستخدمها في المنزل يمكن أن يعاد تدويرها لتكون مفيدة أفضل من أن أرميها، والحمدلله أننا نتعلم ونتقدم أكثر وأكثر في العلوم، وأتمنى أن نسهم في الحفاظ على بيئتنا حقاً . وتقول سمية المنصوري: الخلاصة التي تعلمتها من حضوري اليوم أنه يجب ألا نهمل البيئة، وعلينا أن نكون فاعلين بأن نسهم بحمايتها، ورشة العمل كانت جميلة واستفدت كثيراً من أسلوب المحاضرين المبسط والممتع في الشرح، وأحب أن أعيد المشاركة لتعزيز المعلومات التي حصلت عليها . ويقول محمد حسن من مدرسة دبي العربية الأمريكية: استفدت اليوم من المعلومات الجديدة التي لفتت انتباهي عن تغير المناخ على مر السنين، ومن خلال المحاضرة أدركت أن مستقبلنا مرتبط ببيئتنا وبطريقتنا بالتعامل معها والحفاظ عليها، فإذا كانت البيئة غير نظيفة سيكون المستقبل سيئاً، ولهذا يجب أن نحافظ على البيئة ليكون المستقبل أفضل، وفي السابق نهتم بالحفاظ على البيئة بحسب المعلومات البسيطة التي نعرفها، أما اليوم فسوف نعمل بشكل أفضل، وقد أعجبتني كثيراً فكرة إعادة التدوير وأنوي أن أعمم المعلومات التي حصلت عليها وأسهم في توعية أهلي وأصدقائي . وتقول ميثاء الخوري طالبة مشاركة في الورشة: أحببت مشاركتي اليوم، وأعجبني كثيراً تنوع الموضوعات وأنه كان هناك عدد من المحاضرين الذين أشرفوا على الورشة وأغنوها حقاً، وكان الهدف من الورشة أن نتعلم كيفية الحفاظ على البيئة، وقد حصلت على معلومات كانت جديدة بالنسبة لي كالأرقام والإحصاءات التي أسمع بها للمرة الأولى . ويقول الطالب محمد الناصري: استمتعت بالحضور اليوم، وتأثرت بشكل خاص بماعرفته عن التغيرات المناخية التي حدثت بتأثير الثورة الصناعية، وارتفاع درجات الحرارة وموت الكثير من الحيوانات بسبب هذه التغيرات، أيقنت الأهمية الكبيرة للموضوع، وقد أعجبتني فكرة إعادة التدوير وتعريفنا بالمنتوجات التي يتم إعادة تدويرها كالورق والبطاريات والموبايلات والعلب الفارغة، وسأحاول توعية أصدقائي في المدرسة لأني أشعر بالمسؤولية حقاً تجاه البيئة . وتقول الطالبة خديجة ربّاع عن انطباعها بالمشاركة: هناك معلومة لفتت انتباهي وكنت سعيدة بها وهي أن الإمارات يعتبر ترتيبها الخامس على العالم بالنسبة للاهتمام بالبيئة، وبسبب المعلومات التي حصلت عليها أشعر بأني متحمسة للمساهمة في الحفاظ على البيئة، وعدم التسبب في تلوثها على الأقل، وقد أعجبني أسلوب المحاضرين كثيراً . الطالب محمد بلال من المدرسة الإسلامية الإنجليزية في أبوظبي يقول: تعلمت كيف أحافظ على البيئة من خلال الخطوات التي يجب اتباعها، وأفكر في نقل هذه المعلومات لزملائي ولأصدقائي كي أسهم في نشر هذه الثقافة . أما الطالبة سلوى حميد فتقول إنها تعلمت من المحاضرات كيف تسهم في حماية البيئة وتضيف: تعلمت كيف يمكننا أن نحد من تلوث البيئة بالحد من مسببات التلوث، وكانت المحاضرات متنوعة وقد قدموا لنا إحصاءات كثيرة ومهمة عن الكثير من البلدان، إضافة إلى اكتشافي ارتكاب الكثير من الأخطاء في ما يخص هذا الجانب نتيجة عدم اكتراثي بها، وتأثرت بعد حضور هذه المحاضرات، فمثلاً لم أكن أعرف شيئاً عن موضوع إعادة تدوير المنتوجات والأجهزة التي ينتهي استخدامها، ولكنهم في المحاضرات علمونا كيف تتم إعادة التدوير وكيف نسهم بأن تكون هذه الأشياء مفيدة للبيئة، وأعجبتني الفكرة كثيراً لأنها تهدف إلى تغيير سلوك الأشخاص وتساعدنا على الحفاظ على بيئتنا لأننا نحيا فيها، وأعتقد انه بإمكاني أن أنشر هذه الأفكار بين صديقاتي في المدرسة، وقد نقيم محاضرات أيضاً في المدرسة لنشارك المعلومات التي حصلنا عليها، وأتمنى أن تسنح الفرصة للجميع ليشاركوا في ورشات عمل كهذه لتعم الفائدة .