قالت مجلة "الإيكونومست" إن دبي استقبلت العام الجديد بألعاب نارية مبهرة أحاطت ب "برج خليفة"، أعلى ناطحة سحاب في العالم، لتجعل الإمارة خاطفة للأبصار أكثر من أي وقتٍ مضى . وأشارت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "المجمع الصرح"، وستنشره في نسختها المطبوعة اليوم، إلى أن خطط الإمارة الأخيرة المتعلقة بمشروع مدينة محمد بن راشد، والتي وصفتها ب "مدينة داخل مدينة"، تشكل علامة على عودة الإمارة لعالم الأعمال . وأضافت أن دبي قطعت شوطاً بعيداً منذ عام ،2009 لتسجل نمواً يصل إلى 1 .4 في المئة خلال النصف الأول من 2012 طبقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي . وتابعت أن مشروع مدينة محمد بن راشد يركز على المجالات التي تزداد فيها قوة الطلب، مثل البيوت الفاخرة، ومراكز التسوق والترفيه . ويشار إلى أن المجينة تضم أكثر من 100 فندق، وأكبر مركز للترفيه في الشرق الأوسط، وحديقة أكبر من حديقة "هايد بارك" في لندن، بالإضافة إلى "مول العالم" أكبر مركز للتسوق في العالم . كما تدل الأرقام على أن قطاعات التجارة والنقل والسياحة شهدت انتعاشاً ملحوظاً . فقد ارتفعت واردات الأغذية والسيارات 20 في المئة خلال النصف الأول من العام الماضي . وخلال العام نفسه حتى أغسطس/آب الماضي، ارتفع عدد المسافرين عبر مطار دبي الدولي 14 في المئة، بينما وصلت نسب الإشغال في فنادق الإمارة إلى 80 في المئة، وهي من أعلى المعدلات العالمية . وكذلك أظهر سوق العقارات في دبي علامات على حيوية وافرة، واستشهدت المجلة بعرض شركة "إعمار العقارية" في السوق برجاً مؤلفاً من 63 طابقاً، ويحتوي على 542 شقة بيعت جميعها خلال أول يوم . ونقلت عن مسؤول تنفيذي لدى شركة "إعمار العقارية" قوله في إشارة إلى برج خليفة: "يتعين عليك أن تفعل شيئاً مستحيلاً . وإلا ستكون مثل الشركات، أو الأفراد الآخرين . يجب علينا أن ننمو أعلى وأعلى . أن ننمو مثل دبي" . وقالت "الإيكونومست"، إن قصة دبي أكبر من ناطحات السحاب التي بنيت في الصحراء، وأشارت إلى أنه بسبب الموارد النفطية المحدودة للإمارة، قرر حكامها منذ عقود خلت تنويع اقتصادها . وتابعت إن "طيران الإمارات" تعتبر النتيجة الأبرز لهذه الاستراتيجية، حيث انطلقت في عام ،1985 لترتقي في تصنيفات اليوم إلى فئة أكبر الناقلات في العالم . كما تعتبر المنطقة الحرة في جبل علي واحدة من أكبر موانئ العبور العالمية، فضلاً عن مركز دبيالمالي العالمي، أكبر مركز مالي في الشرق الأوسط . واستطردت: إن دور دبي كمركز إقليمي، مقروناً بسياسة الإمارة المنفتحة على أي نوع من الأعمال تقريباً، يقدم تفسيراً واضحاً لماذا أصبحت دبي المستفيد الأكبر، على الأقل من الناحية الاقتصادية، من الربيع العربي، مشيرةً إلى أن عدم الاستقرار في بقية أنحاء المنطقة حول رأس المال، والتجارة، وحتى الموارد البشرية إلى دبي . وأضافت أن الإمارة صنعت من نفسها "ملاذاً آمناً" في المنطقة بصورة لا لبس فيها . ونقلت عن مونيكا مالك المسؤولة لدى "إي إف جي هيرمس" قولها: "لقد أسست دبي بيئة ترغب الشركات والأفراد في الإقامة فيها" . من جهة ثانية نسبت المجلة إلى أحمد العناني المسؤول لدى "إكسوتكس" إشارته إلى أن الحكومة أسهمت في دفع عملية السداد لحاملي السندات، حيث تم تسديد مبالغهم بالكامل وفي الوقت المحدد، مما أتاح للإمارة الاحتفاظ بمنافذها لأسواق المال، في حين تراجعت تكلفة التأمين على الديون باطراد . وفي الوقت ذاته، أعادت دبي هيكلة أكثر من ثلثي قروض مصرفية بقيمة 34 مليار دولار، مع تمديد آجال الاستحقاق بنحو 5 سنوات، وخفض الفائدة إلى نحو 2 في المئة . وقالت إن تعافي قيم الأصول سوف يساعد المطورين في دبي على تسديد ديونهم .