عصام أبوالقاسم (الشارقة) - قبل عشر سنوات، أطلقت دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدورة الأولى من حلقة تفاكرية مسرحية، سميت ب"ملتقى الشارقة للمسرح العربي"، وشارك نحو عشرة من المسرحيين العرب المعروفين، على مدى يومين، في الحوار حول "واقع المسرح الخليجي" بتلك الدورة الأولى، لم تكن الشارقة نظمت ملتقى مماثلاً من قبل، كما أن الحراك المسرحي المحلي وقتها لم يكن بالفاعلية التي يبدو عليها الآن. ووجدت الدورة الأولى صدى طيباً خاصة في الأوساط المسرحية الخليجية، إذ لم يكن معتاداً أن يجتمع أهل المسرح، إلا في إطار مهرجان أو مناسبة كبرى، وبدا جديداً أن تكون هناك مناسبة مسرحية مخصصة للحوار، وليس للعروض المسرحية؛ بدا غير معتاد ألا يكون الحوار ملمحاً صغيراً في زخم مسابقة أكبر للعروض المسرحية. نجح الملتقى، الذي يعتبر الأول بالساحة المسرحية العربية، في دحض الفكرة الرائجة التي مفادها أن أغلب من يفلحون في الكلام من المسرحيين هم النقاد، فقد قصد الملتقى منذ دورته الأولى أن يكون موعده السنوي مفتوحاً لجميع المشتغلين بالمسرح من مخرجين وممثلين وتقنيين، سواء في طريقته بانتقاء الضيوف أو في ما يقترحه من أسئلة وموضوعات للنقاش. ويلزم لتقديم فكرة كافية عن مساراته في الفترة الماضية أن نتوقف عند بعض محطاته الأساسية، مع الإشارة إلى أن كل ما قدمه الملتقى في سنواته المنصرمة محفوظ في كتب أصدرتها الدائرة. لغة المسرح في الدورة الثالثة له، شاء الملتقى أن يناقش موضوع "اللغة في المسرح" عبر جملة من المحاور، منها "الفصحى والعامية في المسرح العربي - شقاق أم وفاق"، "العاميات واللهجات في التجربة المسرحية العربية"، "العولمة واللغة في المسرح الخليجي"، "تأثير الفضائيات على لغة المسرح"، وكل تلك المحاور تبدو حية ومتجددة دائماً، وقد استقطب الملتقى للحوار حولها أسماء مسرحية راسخة وجديدة مثل يوسف العاني من العراق، وعبدالحق الزروالي من تونس، وأحمد الجسمي وحبيب غلوم من الإمارات، وجان دواد من لبنان، ووليد إخلاصي من سوريا، والراحل فاروق عبدالقادر من مصر، وسواهم. ... المزيد