اتهمت أم بريطانية بالتهويل والمبالغة وإطلاق استغاثة كاذبة، عندما كانت تستنجد بطاقم مستشفى لإنقاذ مولودتها التي كانت تحتضر . وتقول هذه السيدة التي تدعى باولا ستيفنسون إن طاقم المستشفى أهمل وتجاهل طفلتها بالرغم من تحذيرها لهم وإخبارهم بمعاناتها من صعوبة بالغة في التنفس . وقد توفيت هايلي فوليرتون ابنة باولا بسبب الفشل القلبي بعد تعطل وانهيار رئتيها في المستشفى بعد بضعة أسابيع من عيد ميلادها الأول . عندما كانت الطفلة هايلي تواجه متاعب صحية بالغة، كانت والدتها باولا يائسة ومحبطة للغاية من عدم استجابة الطاقم الطبي لاستغاثاتها، وبلغ بها الإحباط حداً جعلها تسعى لمحاولة رشوة ممرضة لإقناعها بإيلاء اهتمام أكبر بهايلي . وقالت باولا للجنة تحقيق طبية شكلت للنظر في قضيتها، إن الطاقم الطبي في المستشفى كان ينظر لأسرتها باعتبارها أسرة تبالغ في القلق والجزع . وأضافت باولا قائلة: "كنا نقول، هايلي تحتضر وكانوا يقولون: "استغاثة كاذبة، أم تمر بنوبة غضب وحنق" لست بحاجة لشهادة أكاديمية في الطب لكي أدرك أن بنتي ليست على ما يرام لكنني بحاجة لشخص لديه شهادة في الطب لمساعدتها . هايلي ولدت بانسداد يجعل الدم لا يصل من قلبها لرئتيها . وقد خضعت بعد ولادتها لعمليتين جراحيتين "كانت آخر واحدة منهما في أكتوبر 2009" . وكانت العملية الأخيرة ناجحة لكنها تعرضت بعدها لمضاعفات وتوفيت في نوفمبر 2009 بعد تعطل وانهيار رئتيها وتوقف قلبها المنهك . وقالت أسرة هايلي إن الأطباء تجاهلوا التماساتهم ورجاءاتهم بنقلها لوحدة العناية المكثفة، ولاحقاً ذكر أطباء أن نقل هايلي لوحدة العناية المكثفة كان سينقذ حياتها . وتسعى باولا التي تعيش حالياً في أستراليا مع زوجها وابنتها الثانية "كيسي"، لتقديم أدلة تسهم بها في التحقيق الطبي المتعلق بملابسات وفاة ابنتها . وقالت هايلي: "أنا أسعى فقط لتخليد ذكرى هايلي . أعتقد أن عدم استجابة الطاقم الطبي لاستغاثاتي أدى لوفاة هايلي . لم ينصت لي أحد حينما كانت تحتضر وحتى الآن، بعد وفاتها، لا أحد ينصت خلال التحقيق، توجه آدم فيتزمان محامي أسرة السيدة باولا بسؤال للدكتور فيليب ديبنهام - استشاري طب الأطفال ورئيس لجنة التحقيق المتعلقة بظروف وفاة هايلي - عما إذا كان الطاقم الطبي قد استخدم تعبير "استغاثة كاذبة" لوصف مخاوف السيدة باولا . وقال الدكتور ديبنهام: "لا أستطيع أن أتذكر ما إذا كان هذا التعبير قد استخدم، وأشار الدكتور ديبنهام إلى أن مخاوف السيدة باولا ونداءاتها المتكررة بشأن حالة هايلي كان لهما أثر بالغ في الرعاية الطبية التي قدمت لها . وأضاف قائلاً: "الكادر الطبي كان يحضر لغرفة هايلي لكنه لم يكن يهتم بما يقوله والدا هايلي . وبمرور الوقت أسهمت تجربة الاستجابات المتكررة وذهاب الكادر الطبي لتفقد هايلي وعدم تمكنه من التوصل لشيء ملموس فيما يتعلق بوضعها الصحي، في تغيير عملية اتخاذ القرار في الأيام التالية" . وقد استمعت لجنة التحقيق في القضية لرأي خبير طبي مرموق قال إن الطاقم الطبي في المستشفى لم يقدم الرعاية اللازمة لهايلي . وفي تقريره قال الخبير إن الطاقم الطبي لم يقدر جيداً حالة هايلي، وقال إن أسرتها أدركت مدى فداحة وضعها الصحي وسعت بشتى الوسائل الممكنة لإقناع الطاقم الطبي في المستشفى لكي يهتم أكثر بحالتها بيد أن جهود الأسرة لم تنجح في جذب الاهتمام اللازم من الطاقم الطبي . وفي البداية عولجت هايلي في وحدة العناية المكثفة وبعد ذلك نقلت للجناح رقم 12 في المستشفى قبل أن يتم نقلها للجناح 11 في الأيام التي سبقت موتها . ويقول خبير العناية المكثفة بالأطفال الدكتور دنكان ماكراي إن العناية في الجناح 11 يبدو أنها كانت أقل مما ينبغي في عدد من الجوانب الطبية المهمة . وقال الدكتور ماكراي إن الطاقم الطبي في المستشفى أهمل ملاحظة احتياج هايلي المتواصل للأكسجين حتى بعد فترة طويلة من إجرائها للعملية الجراحية وإظهارها لعلامات ضيق في الجهاز التنفسي .