الثلاثاء 15 يناير 2013 01:56 صباحاً مثل مهرجان التصالح والتسامح الذي نظمته القوى الوطنية السياسية والاجتماعية والفكرية الجنوبية يوم أمس الأحد في عدن ، حدثاً وطنياً وإنسانياً بالغ الأهمية لا يقل عن الأحداث الوطنية المحورية التي مثلت محطات مفصلية في حياة شعبنا ووطننا..! فالثورات ( 14أكتوبر و26سبتمبر و30 نوفمبر) هي ابرز الأحداث التي نتفاخر ونعتز بها، إلا أنها ، على قدسيتها وأهميتها بالنسبة لشعبنا ، قد أفرزت كثيراً من الصراعات التناحرية والانقسامات والندوب في صفوف المجتمع لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم .. بينما ثورة التصالح والتسامح التي تنتصر اليوم هي من تحاول أن تطوي صفحات تلك الصراعات والشقوق وتلملم وتوحد جميع الأطراف والمكونات الجنوبية على قلب ورب واحد يدفن نهائياً الماضي بكل صراعاته وآلامه ..! وهو لعمري انجاز تاريخي غير مسبوق نستطيع معه أن نصف ثورة التصالح والتسامح بأم الثورات وأقدسها..! الجنوبيون ينسجون بهذا المهرجان أروع المشاهد الوطنية ، ويجسدون أنصع القيم الإنسانية العالية والغالية التي حاول النظام السابق أن يقضي عليها ويحل محلها ثقافة الفتنة والصراع وتصفية الحسابات الضيقة والمدمرة ..! وكان على الجميع - سلطة ونخب سياسية ووسائل إعلام وصحافة – ان يدعم مثل هذه التجربة الوطنية والإنسانية الرائعة .. وكان يجب أن تحظى بكامل الاهتمام السياسي والإعلامي لنشرها على نطاق واسع وتعميمها على مستوى اليمن..! غير أن إحجام وسائل الإعلام والصحافة المحلية وبالذات الفضائيات اليمنية عن تغطية هذا الحدث الوطني والإنساني وعدم تفاعلها مع فعالية وطنية تكرس قيم التصالح والتسامح بين أبناء الشعب , وتحاول أن تلغي ثقافة الصراع والعنف , وتعزز من ثقافة المحبة والتآخي والحوار .. هذا الإحجام يثير أكثر من علامة سؤال كبيرة ..! لماذا لا نقول لأبناء الجنوب من خلال وسائل الإعلام والصحافة والفضائيات , بأننا معهم في نضالاتهم وانجازاتهم التي يصنعونها بفكر جديد .. وفي نفس الوقت نقول لأبناء اليمن عموماً بان التصالح والتسامح يجب أن يسود كثقافة راسخة تؤسس لوطن جديد خالٍ من الكراهية والصراع والعنف..! أم أننا لا نجيد التعبئة من أجل السلام والتصالح أو المحبة .. مثلما برعنا وكنا دوماً ماهرين في التعبئة من أجل العنف والحروب والاقتتال والموت..!.