الفضلي طارق -في تصريحات صحفية له- غمز من قناة جامعة الدول العربية وأمين عامها السيد عمرو موسى لموقفهما الداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، وفيما كان يأمل – الفضلي- من موسى انتقاد الحكومة اليمنية بسبب قيامها بواجبها الشرعي الدستوري في مواجهة مثيري الشغب والفوضى وأعمال العنف والتخريب (في بعض مناطق الجنوب) فقد اعتبر أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية إلى صنعاء قد سلمت الدولة اليمنية صك براءة تصفية ثقافة الوحدة!!. وكحال من يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والحق باطلاً والباطل حقاً، ممن استمرأوا الغيَّ والشقاق والنفاق ها هو الدّعي الفضلي (ورغم موقفه المجاهر بالإنفصال وسعيه إلى الشطرنة وإعادة ما يسميها بدولة الجنوب) يتهم -بكل وقاحة- حرص السلطة على الوقوف في وجه دعاة الإنفصال بتصفية ثقافة الوحدة، بل ويتمادى به الغي دونما خجل من انكشاف تهافته على الملأ إلى الذهاب عكس ما مثلته وحدة اليمن كبادرة أمل للوحدة العربية والإسلامية الشاملة، وذلك من خلال إشارته إلى أن الإجماع العربي على ضرورة استمرارية وحدة اليمن ما هو إلاَّ "بداية لنهاية الثقافة الوحدوية العربية والإسلامية" !!. إذاً فقد استبان للفضلي أن رسوخ الوحدة اليمنية يفوق ثبات الجبال، ولأن آماله وقادة الانفصال قد تحطمت على صخرة الثبات الوطني والإجماع العربي، فإن خيار مجاراة الإرهابي الحوثي في تمرده وعنفه وإجرامه لم يعد بالنسبة للفضلي وعناصره -ومن يشاركه فكرة السقوط في مهاوي الردة والانفصال- إلاَّ المسلك الذي لن يتوانى عن الاستمرار في الخوض فيه، وعلى أشد ما يكون الإجرام. وباختصار شديد فإن ما وصلت إليه صعدة بسبب تمرد الحوثي وعصابته الإجرامية هو ما هدد الفضلي بإيصال الجنوب إليه، إن لم تتم تلبيه طلبة بتسليمه دولة الجنوب وفق مطالبته للسيد عمرو موسى في تصريحات صحفية.. وبين الانفصال أو الشروع في توسعة مسلسل الإرهاب والعنف والإجرام والتطرف، يحصر الفضلي ذاته بمعية عناصره ومن يسندهم مادياً ومعنوياً، وموافقة الدولة على أحد المسلكين الباطلين جريمة لا يمكن القبول بها، فلم يتبقَّ إلا المواجهة التي من شأنها إسكات أدعياء المشاريع التدميرية قاطبة من الحوثي إلى الفضلي، فالجرم هو الجرم، ولا بد أن يكون الجزاء من جنس العمل.