أجواء من الخوف والتوتر والقلق والغضب تسود محافظة عدن هذه الأيام عقب الكشف عن مخطط لحزب الاخوان المسلمين "الإصلاح" لاغتيال 750 مواطناً من أبناء عدن والمحافظات الجنوبية، غالبيتهم من أنصار وعناصر الحراك الجنوبي.. وكذا تزامن الكشف عن هذا المخطط الإجرامي مع تصعيد مليشيات الاخوان واللجنة الأمنية في محافظة عدن بقيادة المحافظ الاخواني وحيد علي رشيد للعنف ضد أنصار الحراك لا سيما في مديرية المنصورة التي شهدت الأربعاء مقتل أحد أنصار الحراك بالرصاص الحي وإصابة 3 آخرين من أسرة واحدة بجروح خطيرة. وحذر مراقبون من عمليات اغتيال يعد لها حزب الاخوان المسلمين ضمن مخطط يستهدف 750 مواطناً من أبناء عدن والمحافظات الجنوبية.. منوهين بأن حزب الاخوان قد كشف بنفسه عن هذا المخطط عبر وسائل اعلامه، عندما بررت اغتيال الناشط في الحراك شرف محفوظ بأنه واحد من 750 شخصاً سافروا من عدن إلى لبنان لتلقي تدريبات في المجالين العسكري والإعلامي- حد زعمها- مستشهدة بنشر صورة شخصية للضحية مع الرئيس الأسبق علي سالم البيض أحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي في الخارج. وكان المواطن شرف محفوظ شرف- أحد قيادات "حركة 16 فبراير" الشبابية التابعة للحراك- قد لقي مصرعه فجر الأربعاء أمام منزله بمديرية المنصورة برصاص جنود بناءً على أوامر من اللجنة الأمنية بمحافظة عدن بقيادة المحافظ الاخواني وحيد علي رشيد. وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا أفراداً من مليشيات حزب الاخوان المسلمين على متن سيارة "كرسيدا" وتبعهم جنود في مصفحة عسكرية، يقتحمون ساحة المنصورة فجر الأربعاء وقاموا بإطلاق النار على مجموعة من شباب المنصورة، مما أدى إلى استشهاد الشاب شرف محفوظ شرف واقتحموا احد المنازل وأطلقوا النار على من فيه مما تسبب بإصابات خطيرة لكل من المواطنة فاطمة صالح سالم (47 عاماً) وابنة أخيها أسماء محمد سالم سالم (18 عاماً) وأخيها عدنان صالح سالم (40 عاماً) بالإضافة إلى اعتقال عدد من المواطنين. وأدان بيان صادر عن "حركة 16 فبراير" الشبابية الجنوبية جريمة اغتيال شرف محفوظ- أحد ناشطي الحركة وعضو اللجنة الشعبية لحماية المنصورة- كما أدان كافة الجرائم التي وصفها بالبشعة والدنيئة التي ترتكبها اللجنة الأمنية بأوامر من رئيس اللجنة وحيد رشيد، والذي تبنى قائمة بأسماء نشطاء "16 فبراير" بشكل علني وبدأ فعلياً مخطط التصفية بناءً على قائمة صرح بها رشيد بنفسه ونشرتها مواقع تابعة لحزب الإصلاح تستهدف 27 شاباً من حركة 16 فبراير. لافتاً إلى ان القائمة ضمت بعض الأسماء غير المعروفة وذلك بهدف الايحاء بأن جميع من في القائمة هم مشتبه بهم كإرهابيين مطلوبين يتبعون تنظيم القاعدة، بحسب البيان. وحذر البيان– حصلت "الجمهور" على نسخة منه- من تداعيات هكذا سلوكيات خطيرة يتبناها حزب الإصلاح لنشر العنف داخل المجتمع الجنوبي المعروف بحراكه السلمي وثقافته المدنية.. مؤكداً ان اللجوء للعنف خسارة للجميع ولا يقدم حلولاً بل يزيد المشكلات تعقيداً. ومن جانبها أدانت لجنة الاتصال والتواصل الجنوبية والقوى السياسية المنضوية في إطارها "استخدام القوة وأساليب البطش والمطاردات التي تنال من نشطاء وقيادات الحراك السلمي في مديرية المنصورة بمحافظة عدن". واعتبرت اللجنة في بيان صدر عنها الخميس- حصلت "الجمهور" على نسخة منه- الأحداث القائمة في المنصورة تأكيداً ملموساً بأن ما أسمتها "منظومة القوى المتنفذة في صنعاء" تقوم بتوزيع أدوارها على العمل باتجاهين، الأول باتجاه الحوار مع القوى والمعارضة الجنوبية في الداخل والخارج، والآخر باتجاه القتل والعنف والقمع والتنكيل والاعتقالات المسعورة لأبناء الجنوب.. محملة حكومة الوفاق المسؤولية الاخلاقية والقانونية لما يجري في محافظة عدن وتداعيات ذلك. وعلى صعيد متصل، اتهمت قيادات في الحراك وحيد رشيد محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية وقيادات حزب الإصلاح بمحافظة عدن بتلقي توجيهات من القيادات العليا لحزب الاخوان في صنعاء بتصعيد الوضع بشكل مستمر في عدن والعمل على عدم استقرارها.. منوهة بأن حزب الاخوان يقوم بتوزيع السلاح على كوادره في العاصمة صنعاء على نحو غير مسبوق، تمهيداً لتفجير الأوضاع في صنعاء وذلك في إطار خطة لجر البلاد إلى العنف واشعال حرب أهلية وتقويض جهود المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وإفشال المبادرة الخليجية.