د. الشعيبي: إيران ارتكبت جرماً يتطلب موقفاً صارماً.. وإثارة القضية دولياً أقل ما يجب د. الكبسي: على الحكومة تجميد العلاقات الدبلوماسية مع إيران والتقدم بشكوى ل "المؤتمر الاسلامي" و "الأممالمتحدة" ورفع دعوى في "العدل الدولية" د. العودي: إيران الرسمية وغير الرسمية تتحمل المسؤولية د. الفهد: القانون الدولي يُمَكّن اليمن من مقاضاة إيران ومطالبتها بتعويضات والتغلغل الفارسي هو مشروع شرق أوسط لدى اليمن من الوثائق والدلائل والقرائن التي تثبت التورط الإيراني في حرب صعدة ما يكفي، وبحسب وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي فإن الحكومة اليمنية تحقق في الأمر، وانها ستطلع الرأي العام على نتائج التحقيقات، لكنه قال بان اليمن ستظل تحتفظ بكل الخيارات مفتوحة. السؤال: ما هو الخيار الأنسب لليمن تجاه إيران؟!.. وهل من حقنا مقاضاة إيران ومطالبتها بتعويضات توازي حجم الخسائر والدمار الذي لحق بالبلاد جراء ستة حروب؟!. جديد ايراني "تورط إيران في حروب صعدة من خلال دعمها بل تبنيها للمتمردين الحوثيين مالياً وبالسلاح والمدربين والخبراء بات واضحاً وضوح الشمس، وهي بما أقدمت عليه ارتكبت جرماً ليس أقله أهمية عدم احترام السيادة اليمنية".. هكذا بدأ الدكتور عبدالعزيز الشعيبي –عميد كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء- حديثه ل "الجمهور".. مشدداً على ضرورة اتخاذ موقف رسمي صارم تجاه إيران. ويرى الدكتور الشعيبي ان اقل ما يجب فعله حالياً هو إثارة القضية في جامعة الدول العربية وفي الوقت نفسه تحريكها على المستوى الدولي.. مشيراً إلى ان لدى إيران أوراقاً عدة في الوطن العربي، التمرد الحوثي في صعدة أحدها، وقال ان جميعها تتقاطع مع المواثيق والأعراف الدولية. وأضاف: "لا بد من تحرك سياسي ودبلوماسي وبشكل مكثف سواء من خلال التواصل المباشر أو من خلال الضغط العربي والدولي على إيران.. باعتبار ان هناك علاقات دولية وسيادات يجب ان تخضع للظروف الدستورية والقانونية للبلد نفسها، وليس من حق إيران أو أية دولة أخرى ان تعبث بها". وأشار الدكتور عبدالعزيز الشعيبي في سياق حديثه ل "الجمهور" إلى خلايا إيران النائمة والمنتشرة في غير دولة عربية، وقال ان ما يحدث اليوم في صعدة قد يحدث غداً في السعودية أو البحرين أو في الكويت.. لافتاً إلى ان خلايا إيران النائمة هي أوراق تحركها إيران متى تشاء لتحقيق مطامعها ومطامحها في المنطقة. واعتبر الدكتور الشعيبي ان ما يحدث في صعدة شكل جرس انذار للدول العربية وعلى رأسها دول الخليج، وان على القيادة السياسية ان تنتهز فرصة هذا التعاطف العربي والدولي في تحريك القضية، وقال: "ان لليمن كل الحق في المطالبة بالتعويضات من إيران عن كل هذه الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بنا". من جانبه حمَّل الدكتور حمود العودي –استاذ علم الاجتماع السياسي- النظام الإيراني جزءاً من المسؤولية، باعتبار ان هناك فرقاً بين النظام السياسي الرسمي في إيران والسلطات الدينية "الحوزات" هناك، بحسب قوله. وأضاف الدكتور العودي ل "الجمهور": لا يمكن ان نبرئ النظام السياسي الإيراني بشكل عام، فهو يتحمل جزءاً من المسؤولية لكن لا تنسى ان معظم الدعم المباشر والفاضح للمتمردين الحوثيين يأتي من "الحوزات" من العراق، ومن " حوزات" أخرى خارج إيران.. مشدداً على ان النظام السياسي الإيراني ليس بمعزل عن هذه القضية –حروب صعدة- لكنني أقول إن مسؤوليته إذا ما أردنا ان نحمله هي اقل مما يمكن ان نحمل غيره من المؤسسات شبه الرسمية أو بالأصح غير الرسمية داخل إيران أو خارجها، والتي استطيع اجزم ومن واقع معلوماتي البسيطة أنها باتت تشكل مشكلة للنظام الإيراني نفسه". واختتم أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء والمفكر اليساري الدكتور حمود العودي حديثه ل "الجمهور" قائلاً: "إن ما يجب على اليمن فعله لمنع التدخلات الخارجية هو حل مشاكلها الداخلية بنفسه وباشراك مختلف القوى والتنظيمات السياسية". ¿ الدكتور أحمد الكبسي -استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء - من جانبه أكد ل "الجمهور" قائلاً: "على الحكومة اليمنية ان تتخذ موقفاً حاسماً تجاه إيران في حال ثبت تورط الحكومة الايرانية في دعم المتمردين الحوثيين مادياً وسياسياً، وذلك من خلال تجميد العلاقات الدبلوماسية والتقدم بشكوى إلى منظمتي المؤتمر الاسلامي والأممالمتحدة للقيام بدورهما في وقف نزيف الدم وايقاف حركة التمرد التي تشهدها الأراضي اليمنية". مضيفاً بأن: "من حق اليمن رفع دعوى قضائية إلى محكمة العدل الدولية ضد إيران ومطالبتها أيضاً بتعويضات عن الدماء والخسائر التي تعرضت لها البلاد أثناء مواجهاتها للمتمردين الحوثيين في صعدة.. إذا ما أعلنت إيران موقفاً صريحا حول ما يجري في اليمن والتوضيح لموقفها من هذه الاحداث".. مستدركاً في الوقت نفسه تورط الوسائل الاعلامية التابعة لايران في تبني حركة المتمردين.. وأوضح استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ان الحكومة الايرانية أعلنت مراراً وتكراراً انها مع وحدة اليمن ومصلحة حكومته.. مشيراً إلى ان اصابع الاتهام وجهت إلى بعض الحوزات وبعض الجماعات التي قد تكون في إيران أو في دول مجاورة لها وممن لا يهمها أمن واستقرار اليمن ومصلحته الوطنية. وقال الدكتور الكبسي: "كنا في الماضي قد سألنا أسئلة كثيرة حول مصادر التمويل والتسليح للمتمردين، إذْ لا يمكن ان يستمروا إلا بدعم خارجي".. داعياً في ختام حديثه الجهات المعنية اليمنية بالكشف عن اجابات واضحة وشافية بشأن اثبات تورط إيران رسمياً أم غير ذلك، حسب قوله. ¿ من جانبه كشف استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور خالد الفهد عن وجود ارتباطات بين فكر الحركة الحوثية والمشروع الإيراني الذي ترعاه إيران.. مستشفاً ذلك من خلال طبيعة وجوهر فكر الحركة الحوثية، وارتباطه المباشر بالحوزات والمرجعيات الدينية في قم، إضافة إلى الموقف السياسي والاعلامي الإيراني، لافتاً إلى أن شعار الحركة الحوثية هو نفس شعار الثورة الخمينية. وأكد الدكتور الفهد أحقية اليمن بمقاضاة إيران دوليا خاصة بعد ان ثبت تورطها في دعم حركة التمرد الحوثية في صعدة، لكنه يرى بأن على اليمن ان تتأنى حتى مرحلة لاحقة لتفتح ملف إيران كاملاً مع القيادة الايرانية الرسمية. موضحاً في هذا الصدد أنه يحق لليمن مقاضاة إيران وفقاً وأدبيات الوثائق الدولية والقانونية مستدركاً في ذات الوقت ان العلاقات الدولية لا تسيرها هذه الأمور بقدر ما تخضع لعامل القوة بدرجة أساسية.. مشيرا إلى ان مشروع التغلغل الإيراني في المنطقة العربية يأتي بمثابة مشروع الشرق الأوسط الكبير. معتبراً موقف اليمن الحالي تجاه إيران متناسباً مع متطلبات وظروف المرحلة الراهنة.. معرباً عن اعتقاده بأن المجاهرة بالعداء لإيران الآن وقطع العلاقات معها سوف يؤدي إلى نتائج ايجابية لصالح المتمردين. وأكد في ختام حديثه ل "الجمهور" قائلاً: "إن القانون الدولي اكد أحقية اليمن بمطالبة إيران بالتعويض عن خسائر حرب صعدة ويحمل الطرف المساند لمثل هذه الحركات المسؤولية كاملة.. فهذا أمر وارد ويقره القانون".