مصادر الجمهور: الغارة جاءت بعد معلومات عن تحضير عدنان القاضي لعملية إرهابية تستهدف السفارة الأمريكية مر اقبون: الغارة إحدى ثمار "الصفقة السرية" لتواطؤ علي محسن مع أمريكا ضد القاعدة مقابل دعمه للوصول إلى كرس السلطة انتقلت الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار على قيادات وعناصر تنظيم القاعدة في اليمن إلى مرحلة جديدة ونفذت مساء الاربعاء أول هجوم لها في محافظة صنعاء، وسط توقعات بأن تمتد هذه الغارات إلى أمانة العاصمة بعد ان ظلت الغارات طيلة الفترة الماضية مقتصرة على 7 محافظات (مأرب، الجوف، حضرموت، أبين، البيضاء، شبوة، صعدة). واستهدفت غارة الاربعاء التي حدثت في قرية السرين بمديرية سنحان (20 كيلو متر جنوب شرق العاصمة صنعاء) المقدم في الفرقة الأولى مدرع عدنان علي يحيى القاضي ابن شقيق اللواء عبداللاه القاضي القائد السابق للواء المجد بتعز وزوج ابنة اللواء صالح الضنين القائد السابق للواء 33 مدرع، كما يعد عدنان القاضي من المقربين والموالين للواء المتمرد علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع وأحد مرافقيه الشخصيين. ونفذت الغارة الجوية الساعة السابعة مساء الاربعاء بعد خروج عدنان القاضي من منزل شخص في قرية السرين يدعى حمود لاهب، واسفرت الغارة عن مقتل القاضي و2 من مرافقيه. وفي حين أرجعت أنباء متواترة أسباب الغارة إلى الاشتباه بانتماء عدنان القاضي لتنظيم القاعدة الإرهابي، أكدت مصادر وثيقة الاطلاع ل"الجمهور" بأن هذه الغارة قد تمت بعد حصول الإدارة الأمريكية على معلومات تؤكد بأن عدنان القاضي يقوم بالتحضير والتخطيط لعملية إرهابية جديدة تستهدف السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى ان اللواء المتمرد علي محسن صالح هو من قدم هذه المعلومات للسلطات الأمريكية وتوطأ معها وسهل لها الحصول على احداثيات دقيقة لتحركات عدنان القاضي والتي مكنت الطائرة الأمريكية بدون طيار من تنفيذ غارتها بدقة فائقة. واعتبر مراقبون هذه الغارة إحدى ثمار "الصفقة السرية" التي أبرمها المتمرد علي محسن مع الإدارة الأمريكية والتي تقضي بأن يقدم علي محسن للسلطات الأمريكية كافة المعلومات واحداثيات تحركات أبرز قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين يرتبط بهم محسن ارتباطاً وثيقاً ويعد الداعم الأول لهم بالسلاح والمال، وبما يسهل للطائرات الأمريكية بدون طيار القضاء عليهم، وذلك في مسعى من علي محسن لاثبات ولائه للإدارة الأمريكية وتقديم نفسه بمواصفات الرئيس القادم و"رجل أمريكا القوي في اليمن". ولفت المراقبون في هذا الصدد إلى ازدياد حجم الغارات الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار خلال الاشهر الماضية ودقة الضربات التي وجهتها للتخلص من العديد من ابرز القيادات في تنظيم القاعدة في اليمن، حيث قتل خلال هذا العام ما لا يقل عن 321 من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة في غارات جوية شنتها طائرات امريكية بدون طيار. واعتبر عدد من المحللين والمتابعين للشأن المحلي ان توقيت الغارة التي تصادفت مع وجود علي محسن خارج البلاد، يؤكد محاولته لابعاد أي شبهة عن تعاونه مع الإدارة الأمريكية للقضاء على مرافقه الشخصي عدنان القاضي وتقديم رأسه "قرباناً" للتقرب من الإدارة الأمريكية واثبات ولائه المطلق لها وذلك قبيل الزيارة المتوقعة لعلي محسن لأمريكا والتي يجري التحضير والترتيب لها هذه الأيام، وهي الزيارة التي قال محللون بأن علي محسن سيعسى من خلالها أيضاً إلى تقديم نفسه ك"بديل قوي" للمشير عبدربه منصور هادي بعد أن تمكن من إزاحة الرئيس علي عبدالله صالح من طريقه إلى كرسي السلطة في اليمن. فيما اعتبر مراقبون تورط علي محسن في اغتيال صهره وحارسه الشخصي "الكليبي" في منزله قبل أشهر وتواطئه في قتل حارسه الشخصي الآخر "عدنان القاضي" في هذه الحادثة مؤشراً واضحاً على مخطط لعلي محسن يستهدف التخلص من مقربيه وحلفائه فيما تسمى ب"الثورة" من قيادات عسكرية وشخصيات سياسية وقبلية وازاحتهم من طريقه إلى الحكم، متوقعين تصدع تحالفات علي محسن السياسية العسكرية والقبلية خلال الفترة القادمة. يشار إلى ان عدنان علي يحيى القاضي كان مسجوناً مع ابن عمه عارف عبداللاه القاضي بتهمة الضلوع في تفجير السفارة الأمريكية في 17/9/2008م والذي نفذه 6 انتحاريون من تنظيم القاعدة في 17 رمضان وراح ضحيته 6 من أفراد الأمن و4 مواطنين يمنيين كانوا يتابعون معاملات تأشيراتهم في السفارة، غير ان علي محسن تدخل شخصياً لإطلاق سراح عدنان القاضي بضمانته الشخصية، حيث تربط بين الاثنين علاقة وثيقة وقرابة أسرية، علاوة على ان عدنان القاضي عمل كضابط برتبة مقدم في الفرقة الأولى مدرع. وسبق لعدنان القاضي ان عمل كقائد للكتيبة الثانية في اللواء 33 مدرع بالمخا عندما كان والد زوجته صالح الضنين – أحد أبرز القيادات العسكرية الموالية والمقربة من علي محسن- قائداً للواء، وأوقف عدنان القاضي عن عمله بعد نقل الضنين من اللواء 33 مدرع، ولم يعمل في المجال العسكري بعد ذلك إلى ان ظهر في الأزمة الأخيرة، خصوصاً بعد ان أعلن عمه عبداللاه القاضي تحالفه مع المتمرد علي محسن، وبعد ان قدم ابن عمه محمد عبداللاه القاضي استقالته من اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وانضمامه لما تسمى "الثورة".. حيث عمل عدنان القاضي منذ ذلك الحين كمرافق شخصي لعلي محسن حتى لحظة مقتله في الغارة الأمريكية.