تطورات الأحداث الميدانية للمواجهات مع عصابة التخريب والإرهاب الحوثية في الآونة الأخيرة، تجلت في إقحام الدولة الشقيقة والجارة المملكة العربية السعودية في هذه المواجهات من خلال تسلل عصابة التخريب الحوثية إلى المنطقة الحدودية داخل المملكة وتحديداً إلى جبل دخان بهدف الحيلولة دون النهاية الحتمية، معتقدة أن هذه المحاولة اليائسة والبائسة ستؤدي إلى وضع ينقذها من الحالة التي وصلت إليها والناجمة عن الضربات التي وجهها أبطال قواتنا المسلحة والأمن لدك معاقلها وتضييق الحصار عليها، فلم يكن أمامها سوى الإقدام على هذه المغامرة.. لكن لا عاصم لهذه العصابة الإجرامية الدامية من أمر الله ولا مفر لهم من الجزاء العادل والعقاب الرادع.. والأهم أن تلك العناصر المارقة كشفت حجم الدور الإيراني في تبني ودعم عصبة الشيطان هذه وحجم تورطهم المعادي لليمن ووحدته وأمنه واستقراره، وهكذا نجد أن الدور الإيراني أكبر بكثير مما كنا نتصور وهو ما نتبينه في سعي القيادة الإيرانية المستميت لتجنيب عناصرها في الفتنة الحوثية من المصير المحتوم والذي تبدى في أحاديث قيادة نظام الصفويين الجدد في طهران، فبعد أن كانوا قد أنكروا علاقتهم بهذه العناصر من مخلفات النظام ألإمامي الكهنوتي المتخلف طوال السنوات الماضية، ها هم يستنفرون لحمايتهم باستعدادهم لتقديم المبادرات ولعب دور الوسيط بين أدواتهم الحوثة والدولة والحكومة اليمنية، وحتى بعد تسللهم إلى المناطق الحدودية للأشقاء، ولكن هذه الجهود لن تؤدي إلى كشف حقيقة هذا الدور الإيراني المرتبط بطموح قيام الإمبراطورية الفارسية من جديد في القرن الحادي والعشرين، كما يتضح وبصورة ساطعة أنه بقدر ما كان تسلل بقايا شرذمة عصابة الارتزاق إلى تلك المنطقة الحدودية ضمن المملكة عملاً مغامراً بائساً، بقدر ما كشف أن هذا العمل كان مخططاً له كمهمة مسندة لهؤلاء القتلة المخربين والإرهابيين وهدفاً قائماً، لكنه لم يأت في الوقت الملائم.. أدواته لم تكن تتفق مع ما خطط ورسم له في الدوائر الإيرانية من أجل خلط الأوراق، وتحويل الوضع الناجم عن الأعمال العدوانية الإجرامية لعصابة الحوثة في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران إلى قضية ومشكلة إقليمية، تنفذ منها إيران إلى جنوب الجزيرة العربية لتصبح لاعباً رئيسياً في هذه المنطقة الحيوية الإستراتيجية الجيوسياسية والاقتصادية للمصالح العالمية، من خلال وجودها المؤثر جنوب الجزيرة العربية والذي إذا ما ربطناه بالأنشطة الإيرانية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر نجده سيمتد إلى كل منطقة جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي.. وهكذا يتضح جلياً التفكير الإمبراطوري المستحضر من الأزمنة الغابرة التي مضى عليها مئات السنين ويستحيل العودة إليها اليوم، وهي تطلعات وطموحات ماضٍ يعود إلى أزمنة تم تجاوزها بحضارات وثقافات نتجت عن حروب وصراعات، أحدثت تحولات عميقة والعودة إليها مجرد وهم ولهاث وراء سراب.. ولن نسمح في اليمن ومنطقة الجزيرة والخليج العربي لهذا الجنون أن يستمر، وكل الأشقاء العرب ودول المنطقة والعالم باتوا مستوعبين لما يحدث من جنون عظمة الطموحات الإمبراطورية للقيادة الإيرانية، الذي يجب مواجهته والقضاء عليه ولا يمكن السماح لحرائق جديدة أن تشتعل في هذه المنطقة.. وخبرة العراق وأفغانستان والصومال بانعكاساتها وامتداداتها كافية لتعلُّم دول المنطقة والعالم الدرس، ولا يمكن السماح بالمزيد منها.. وهذا ما لا يمكن إدراكه واستيعابه من عناصر ظلامية مارقة خرجت من أجداث ماضٍ قريب تابعة لقوى كانت وبالاً تاريخياً على الإسلام والمسلمين، بما اشعلته من فتن وصراعات وحروب مذهبية عبر التاريخ الإسلامي في استعادة إمبراطوريتها الساسانية، التي كان وجودها مشروطاً بظروف وعوامل زمانها ومكانها نزعم أن عودتها من سابع المستحيلات، وسواء وعت أو لم تع هذه الحقيقة، فإن شعبنا اليمني وشعوب الأمة العربية والإسلامية لن يقبلوا باستمرار دفع أثمان جنون العظمة، الذي يقف وراء التطلعات الإمبراطورية للقيادة الإيرانية.. وإن أدواتها من عصابات العمالة والخيانة والارتزاق الحوثية بات القضاء عليها واستئصال شأفتها من جذورها واجباً وطنياً يمنياً وعربياً وإسلامياً، وضرورة استدعتها متطلبات واستحقاقات الحفاظ على مكتسبات وانجازات الثورة والوحدة والنظام الجمهوري و أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.