* محافظتي إبوالبيضاء معاقل لتنظيم الإخوان المسلمين وهذا ما سهل تواجد محاربي القاعدة ومكنهم من حرية التنقل والتمركز * تمدد الحوثة إلى محافظتي إبوالبيضاء يعد تجاوزاً لجغرافيا الزيدية وهو مايجعل سيطرتهم على تلك المحافظتين مستحيلاً بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين أخذتهم نشوة الانتصار للتمدد والسيطرة على المحافظات الأخرى. لكنه اصطدم بمقاتلي القاعدة برداع مركز محافظة البيضاء فيما كانت محافظة إب القلعة الحصينة في وجه الزحف الحوثي ومع وصول مقاتلي الحوثي إلى مشارف مدينة إب كان تنظيم القاعدة حاضراً ومسيطراً وجاهزاً لمعركة الثأر والانتقام. ظهر بلا غطاء في مديرية العدين وحصن نفسه فيها عقب إعلانه مغادرتها ومعلوماً أن محافظتي إبوالبيضاء معاقل لتنظيم الإخوان المسلمين وهذا ما سهل تواجد محاربي القاعدة ومكنهم من حرية التنقل والتمركز.. وكانت هذه المحافظتين جاذبة للعائدين من الجهاد في أفغانستان في الثمانينات ومحطة لتواجدهم لمواجهة التمدد الشوعي القادم من الجنوب. ويصنف سياسيين وإعلاميين هذه المحافظتين مسارح لعمليات تنظيم القاعدة فيما تظل شبوة وأبين وردفان معاقل هذه الجماعات المتطرفة وهو ما يجعل مهمة الحوثة في محافظتي إبوالبيضاء انتحارية باعتبارهن قلاع حصينة لجماعة الإخوان ومسارح مفخخة بالعبوات الناسفة والعناصر الملغومة لعمليات القاعدة. ويحشد الإخوان لمواجهة الحوثة في هذه المحافظتين بعد أن تم إسقاط محافظة عمران المعقل القبلي والعسكري بيد الحوثة منتصف رمضان المنصرم بعد معارك ضارية وعنيفة أسفرت عن انتصار الحوثة واندحار الإخوان وواصل الحوثة تمددهم ليسقطوا صنعاء وليدمروا حضانات القاعدة المتمثل بالفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان. وأمام تلك الانتصارات السريعة والخاطفة قفز الحوثة إلى إبوالبيضاء لاستكمال السيطرة تحت غطاء محاربة التكفيريين والمتطرفين والإرهابيين. مراقبون وسياسيون رأوا بتمدد الحوثة إلى محافظتي إبوالبيضاء يعد تجاوزاً لجغرافيا الزيدية وهو ما يجعل سيطرتهم على تلك المحافظتين مستحيلاً كون هذه المحافظتين تتبع جغرافيا مملكة حمير التي تمكنت من في آخر ظهورها قبل الإسلام من القضاء على مملكة سبأ المحسوبة على جغرافيا شمال الشمال. كما أن هذه المحافظتين محسوبة على المذهب الشافعي المناهض والمعادي للزيدية الشيعية التي يمثلها الحوثة فيما يرى آخرين أن الحوثة يخوضون معركتهم ضد عناصر تنظيم القاعدة بعد أن أسقطوا حضاناتهم بصنعاء (جامعة الإيمان والفرقة المدرعة) وأن هذه المعركة التي يخوضها الحوثة هي معركة كل اليمنيين ومعركة المجتمع الدولي.. فهل سيتمكن الحوثة من إسقاط هذه المحافظتين.. الأمر مستبعد.. إلا إذا حدثت معجزة، ويجزم بعض المتقاتلين أنه بمقدوره لكن بعد جولات عنيفة من الحرب المفتوحة كما حصل في عمرانوصنعاء ويستدعي تنظيم القاعدة في محافظتي إبوالبيضاء الصراع التاريخي جغرافيا ومذهبيا لمواجهة الحوثة. فيما يوظف الحوثة انتصاراتهم وإنجازاتهم في إسقاط مراكز قوى الفساد والظلم وإسقاط الجرعة وحكومة الوفاق وقطع الأذرعة العسكرية والقبلية للإخوان للتوسع والتمدد والسيطرة على محافظات الجمهورية مقدما نفسه ك"منقذ" وأسطورة خلاص شعبي ضد قوى ورموز فساد ونهب وظلم لم تتمكن القوى المناضلة من إسقاطها طيلة تموضعهم في مفاصل النفوذ منذ (50) عاماً.