عرف الفقيد أحمد جابر عفيف بكونه أحد رموز الثقافة والتنوير في اليمن نسبة للمؤسسة الثقافية التي شيدها المرحوم خدمة للثقافة والتوعية وخدمة للشباب الموهوبين في تحقيق أهدافهم. وغاب عن البعض أن الفقيد كان وزيراً للتربية والتعليم منذ 69م.. وخلال فترة عمله في حقل التربية والتعليم قام بنقل التعليم في اليمن إلى ما يسمى بالتعليم الحديث. حيث قام بتغيير جذري في التعليم أدى إلى نقلة نوعية وحديثة باتجاه المستقبل، رغم الحالة الاقتصادية للبلد خاصة اثر خروجها من حرب اهلية اثرت سلبا على كل مناحي الحياة. فلم يجد الأستاذ أحمد بداً من الاستعانة ببعض الدول العربية مثل السعودية والكويت والامارات وقطر وجمهورية مصر العربية، فقام برحلة شملت الدول السالفة الذكر وكانت رحلة الفقيد ناجحة وحققت كل ما يصبو إليه من ارسال المدرسين العرب إلى اليمن وبناء بعض المدارس في صنعاء وبقية المحافظات. وبداية عام 71م قام الفقيد بإدخال التعليم الفني والمهني، وكذلك ادخل التعليم إلى الأرياف والقرى وانشأ معاهد معلمين في صنعاء وبقية المحافظات بهدف إعداد المعلمين اليمنيين. لم يكتف الفقيد بذلك بل بدأ بالتفكير في انشاء جامعة صنعاء حيث زار القاهرة والتقى بمسؤولي التعليم العالي وجامعة عين شمس، وشرح لهم طلبه بانشاء جامعة صنعاء ولو بكليتين فقط كبداية، وتجاوبت القاهرة بارسال خبير في التعليم العالي فوضع التصور الخاص بالبرامج والمناهج، وتم تأسيس جامعة صنعاء بكليتين هما التربية وكلية الشريعة والقانون في مباني معهد المعلمين "الجامعة القديمة حالياً". لكن بعض رجال الدين حينها أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ضد كلية الشريعة والقانون، معتبرين كلمة قانون كفراً بواحاً، وقاد عدد من خطباء الجوامع وبعض العلماء حملة احتساب وتشهير ضد الأستاذ احمد عفيف وصلت حد التكفير، وتواصلت المسيرات والاحتجاجات حتى وصلت إلى القاضي الارياني رئيس المجلس الجمهوري، والذي أمر أحمد جابر عفيف بإغلاق الكلية لأنها ستوصل البلاد إلى مرحلة خطيرة وغير مرغوبة.. فرد أحمد جابر عفيف قائلاً: "لن استسلم.. وهذه ليست مشكلة.. هذا صراع بين القديم والحديث".. وقال ايضا: "هذا موقفي ولن اتراجع عنه، واذا كان هناك شيء فبامكانك اصدار أمر اقالتي من الوزارة.. ورغم هذا سأعمل من اجل بقاء كلية الشريعة والقانون حتى ولو كنت خارج الوزارة".. هذا غيض من فيض طيب الذكر الأستاذ احمد جابر عفيف.. رحم الله فقيدنا واسكنه فسيح جناته مع الصديقين.