نبيلة سعيد البالغة من العمر حوالي 20 عاماً هي الفتاة التي مضى على زواجاها من الشاب أحمد ثلاث سنوات، وهي ذاتها من أطلق عليها اسم (نبيل ) منذ نحو أسبوعين فقط.. ولم يكن ذلك عبارة عن تجريد الإسم من (هاء) التأنيث وفقاً للرغبة، بل جاء بعد ان خضعت لعملية جراحية أسقطت عنها (هاء) التأنيث بالفعل.. وكانت نتيجتها بأن (نبيلة) في الأصل ذكر وليست أنثى.. وكحالة نادرة من الطبيعي ان تثير الإستغراب والجدل لدى البعض. تبدأ تفاصيل القصة بأنه قبل حوالي أسبوعين قدمت نبيلة برفقة زوجها من مكان إقامتهما، - في إحدى عزل مديرية العدين بإب- إلى عيادة الدكتور علي التهامي (الواقعة في شارع مستشفى الثورة بمدينة إب) بعد معاناة مرضية، وطول تردد على العيادات والمستشفيات أملاً في الاستشفاء من الألم الشديد والحاد الذي تعاني منه نبيلة "تورم الوركين" الفخذين والذي كانت الطبيبات يعتقدن أن سببه عدم نزول الطمث "الدورة الشهرية" مطلقاً.. وفي كل مرة تعطى أدوية لذلك.. ولكن لم تتخلص من الألم.. فقام زوجها- حينذاك- بعرضها على اخصائي جراحة حيث كان ذلك هو الدكتور علي التهامي ذائع الصيت.. وبحسب الدكتور التهامي الذي التقته صحيفة "الحوادث" فإن المريضة "نبيلة" سابقاً ونبيل حالياً، جاءت مع زوجها قبل اسبوعين إلى عيادته وكانت المشكلة أن المرض الذي تعاني منه هو ألم داخل منطقة "الاربية" بالجهة اليسرى، وعندها تم عمل فحص اظهر وجود كتلة ما.. ولم يشك الدكتور بأن هناك فتاق - طبعاً- كونها امرأة، وفي هذا يقول الدكتور أيمن: بعد ذلك تم عمل فحص للجهة اليمنى - على الرغم من عدم وجود ألم فيها- وحصلت على كتلة ثانية أخرى، وبعد ذلك قمت بارسالها لعمل جهاز لدى دكتورة متخصصة في مستوصف الخنساء، وأظهر الجهاز عدم وجود رحم ولا مبايض.. وعند الاطلاع والكلام للدكتور على تلك النتائج تأكد لي ما بعقليتي وذهني وما تم استنتاجه من مؤشر أولي بأن تلك الكتل عبارة عن خصيتين وبأن حالة نبيلة المرضية تدخل ضمن تلك الحالات النادرة التي ترجع أسبابها إلى تشوهات خلقية سببها نقص الهرمونات في داخل الجنين وعندها تختفي الفحلات بالبطنين أو الاربية وتسمى ب "الخصى المهاجرة" كنتيجة لنقص هرمون الهومان البشري "كربونك جوناظروبين" مضيفاً: وبعد الاطلاع على نتائج الفحص بالجهاز الخاص تم الفحص الأخرى وأظهر وجود (ذكر) يقاس من (5- 4 سم) مع وجود فتحة للبول "انثى" وهي فتحة بشكل مهبل يقاس ب 3 سم، وهي الفتحة التي ربما كان يمارس الجنس من قبل الزوج عبرها.. بالإضافة إلى ان الألم في الجهة اليسرى كان نتيجة تعب المريضة عند المشي، لأن أحد الخصيتين التي في الجهة اليسرى مخنوقة وتهتز كونها في الاربية البطحية. لذلك لم يجد الدكتور علي التهامي بداً سوى اخبار نبيلة بحالتها المرضية قبل إجراء العملية، فقام أولاً بشرح الوضع للزوج وأخبره بأنه في حال تم إجراء العملية قد تكون النتيجة أن زوجته ذكر وليست أثنى فانبهر وتفاجأ.. يقول الدكتور أيمن: في الوقت ذاته أخبرت المريضة بأنها بعد إجراء العملية لن تعود انثى بل ذكر، فضحكت.. وبعد الإنتهاء من شرح الوضع بالطريقة المناسبة قال الزوج "خلاص" واستفسر عن تكلفة العملية وغادر العيادة.. وبعد أسبوع عاد وقد اتخذ القرار بالعملية مشترطاً إجرائها في مستشفى الثورة". ويرجع الدكتور التهامي اتخاذ الزوج بقرار إجراء العملية على الرغم من شرحه للوضع الذي ستؤول إليه الزوجة ربما إلى نتيجة الألم الشديد والحاد الذي تعاني منه.. مشيرا إلى انه طلب من الزوج بعد ذلك إحضار أسرة الفتاة، فاتصل بهم وحضروا وتمت الموافقة على إجراء العملية.. وفي مستشفى الثورة أجريت العملية على ثلاث مراحل "الأولى" تم فيها إنزال الخصية اليسرى وتثبيتها في الصقل و"الثانية" تم فيها إنزال الخصية اليمنى وتثبيتها في الصقل، ثم العملية الثالث والصعبة تمثلت بزراعة قناة من الفتحة الأنثوية حتى الذكر وتم إغلاق الفتحة التي كانت على شكل مهبل، حيث يتم التبول من المجرى "الذكر" بدلاً عنها. وحول إذا ما كان هناك أي خصائص جسمانية أخرى وتشير إلى انها رجل يقول الدكتور أيمن التهامي: " بعد أن قمت بالفحص في العيادة اتضح لي ان خصائص الصوت، هي صوت ذكر، الأمر الذي وَلّدَ لدي الشك من أولّ وهلة، وهناك اثر شارب خفيف بالإضافة إلى أن حلمة الثديين حلمة رجل، أما وجود الثديين فهو نتيجة للتشحم بفعل الهرمونات التي استخدمت طوال الفترة كعلاج لانزال الطمث. وعن وضع المريضة وتقبلها لحالتها المرضية يقول التهامي: "العملية تمت بنجاح.. أمّا بالنسبة للوضع الآخر فلا شك أن في مثل هذه الحالة يكون العامل النفسي حاضر بقوة.. ولكننا عملنا ونعمل على تجاوز الأثر فنخاطبها انت الآن رجل.. وقبل ذلك كان لإدارة المستشفى ممثلة بالدكتور علي قعشة -مدير المستشفى - دوراً كبيراً يشكر عليه في اعطاء الثقة والاهتمام وترتيب الوضع للمريض بوضعه في غرفة خاصة، وتحت رعاية خاصة، وبتهيئة جوّ بعيد عن التفاعلات. من جانب آخر حاولت الصحيفة الإلتقاء ب "نبيل" إلاّ ان الجو المحيط به، وعدد من العوامل التي شرحها المختصون حالت، دون ذلك بالإضافة إلى ان الزوج "أحمد" هو الآخر يرفض وبشدة الحديث عن أي شيء لإعتبارات اجتماعية أخرى. وبحسب عبدالله الشعراني أحد أبناء منطقته والمتعاونين معه، فان طه - رغم حالته والظروف المحيطة به والإعاقة الجسدية والأثر النفسي - يردد منذ أول يوم هذا قضاء الله وقدره وما زال يتولى شؤون العلاج لنبيل لكونه يتيم الأبوين، ولا يوجد له سوى أخ وأخت لا حول لهما ولا قوة. علماً بأن نبيل يرقد حالياً في مستشفى الثورة بإب في غرفة خاصة وذات أجواء مهيأة وملائمة، بغية التخفيف من العامل والأثر النفسي الذي يعاني منه والذي وصل إلى درجة التفكير بالإنتحار في الأيام الأولى بعد العملية.