" إذا لم تستح فاصنع ما شئت".. حديث نبوي شريف ينطبق تماماً على أحزاب المشترك، التي لم تعد أحزاب معارضة بمفهومها السياسي والديمقراطي، بل معارضة للوطن كله وللدستور والقوانين وضد أي خير أو حسنة تصيب هذا الوطن وشعبه، الذي ابتلاه ربه بمثل هذه الجماعة التي لم تعد تخفي نواياها ومساعيها – وبأية وسيلة كانت – بأن ترى هذا الوطن وقد عمته الحرائق والخراب في كل مكان وجزء، وألا ينعم شعبه وبنوه بالأمن والاستقرار والنماء وألا يطمحوا إلى الرقي والتطور كبقية خلق الله على هذه البسيطة. لسنا هنا في معرض الدفاع عن حزب المؤتمر الحاكم، بالعكس ولكن الشواهد والوقائع تؤكد أن أحزاب المشترك والمعول عليها في إحداث التغيير لم تعد تتورع بمساعيها وأهدافها تلك أن تمد يدها للشيطان وأعداء الوطن والعملاء والمأجورين، لأن تلك الأهداف والخطط والمساعي لا يمكن أن تتحقق إلا بمثل تلك الأدوات المتفقة معها في المرامي والأهداف للنيل من اليمن وأبنائه ووحدته وتدميره وتشتيته، وصولاً إلى رسم حالات من الأفغنة والصوملة والعرقنة. ولم يعد خافياً أمام المواطن العادي البسيط والمراقب السياسي الحصيف أن جماعة المشترك ما إن ترى شرراً ينطلق في جزء من الوطن، إلا وهبت سريعاً للنفخ فيه وتسعير النيران لإشعال الحرائق لتأتي على الأخضر واليابس، كما حدث – على سبيل المثال – في حرب صعدة التي اتضح مبكراً أن الحوثيين ليسوا وحدهم من أشعلوها، بل كان نافخو الكير من " المشترك" حاضرين فيها ومنذ البداية وكان لهم اليد الطولى في تطويل أمدها، لذلك كان من الطبيعي أن يلوذوا بالصمت منذ انطلاق تلك الحرب المشؤومة وحتى إخمادها دون أن يدينوا الجماعات الحوثية أو يرفضوا الحرب ويسعوا ضمن الجهود الوطنية الأخرى إلى إخمادها، وتكشف الأمر وأصبح أكثر وضوحاً حاضراً بتحالفهم الذي جاء طبيعياً لأطراف تجمعها أهداف مريبة ومشبوهة. ويدرك المتابع تماماً أن أحزاب المشترك لم يكن توجهها المعادي للوطن جديداً بتحالفها مع جماعة الحوثيين التي حاربت الدولة والشعب والدستور، ورفعت السلاح إلى صدور أبناء اليمن من محافظة صعدة وأبناء القوات المسلحة والأمن، بل رأينا كيف هبت أحزاب المشترك وسارعت لمساندة الجماعات الانفصالية في بعض المناطق الجنوبية، ولم تدن تلك النعرات الانفصالية والدعوات العميلة لضرب وحدة الوطن والشعب، بل أيدوها سراً وعلانية لأنهم يحملون ذات الأهداف والرؤى والتوجهات المريبة والمشبوهة. لذلك لم يكن مستغرباً أن نجد أحزاب المشترك- بذات التوجه والنهج الذي تسير عليه- حريصة على عدم تفويت فرصة وهي تلتقط كل التقارير الخارجية بما فيها- بالطبع- تلك التقارير المستهدفة للوطن والشعب والوحدة والأمن والاستقرار، بل كانت أحزاب المشترك واحدة من أهم قنوات تغذية تلك الجهات بالمعلومات المضللة، لاستخدامها بعد صدورها ضمن مخططهم الظلامي المدمر بالإساءة للوطن ولكل مقدراته، وإظهاره أمام العالم وكأنه فاشل في كل شيء سياسياً وديمقراطياً واقتصادياً وفي مجالات الحقوق والحريات وغيرها الكثير، ليأتوا بعدها يتباهون ويتفاخرون وهم يساندون ويدعمون كل تلك الجهات الخارجية، لأن الأهداف- وإن اختلفت الوسائل والطرق- مجمعة على استهداف الوطن والشعب والنيل من كل مقدراته ومقوماته وثوابته العليا. لكن نقولها وبكل ثقة هيهات هيهات أن ينال أي مجرم أو عميل أو أجير من هذا الوطن العصي على أمثالهم، المنيع بشعبة الجبار المتمسك بوحدته واستقراره وأمنه وتطوره ونمائه، ويدفع في سبيل ذلك الأرواح رخيصة والدماء هينة، وهو ما يثبته تاريخنا البعيد والحديث، وهو – أيضا - ما لم تدركه أو تستوعبه بعد جماعات المشترك ومن يدور في فلكها من جماعات متطرفة وأحزاب عميلة، أصبحت اليوم – وبدون حياء أو خجل – أدوات لعمالة الداخل والخارج، وصارت تقدم نفسها للبيع والإيجار وبالعملات الصعبة والمحلية، لتنفيذ توجيهات غيرهم ومخططاتهم الواهمة والمريضة التي لا تعشعش إلا في عقولهم الخربة والمأزومة.