باقتدار وتميز نجح اليمن في خليجي 20 والإعداد الجيد والممتاز لفعالياتها وتهيئة كل المناخات والسبل لانطلاقتها بتلك الصورة الرائعة الزاهية التي جسدها حفل افتتاح البطولة ليست فقط في حسن الإعداد والتنظيم والتجهيز لاحتضان هذا العرس الكبير وإنجاحه ولا في تلك المشاعر الأخوية الدافئة والصادقة والاستقبال والوفادة لأشقائه القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والضيوف المشاركين في حضور فعاليات هذا العرس الفرائحي الكبير الذي لا تقترن أهميته ودلالاته ومعانيه فقط في أحداثه الرياضية وأي الفرق المشاركة في البطولة سوف يحصد الكأس ولكن أيضاً بمدلولاته السياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية المؤكدة لعمق تلك الأواصر الأخوية وذلك الترابط الوثيق في النسيج الاجتماعي والثقافي الواحد لليمن وأشقائه في الخليج والعراق.. وهو ما عكسته اللوحة الاستعراضية الثقافية الفنية الرائعة التي قدمت في حفل الافتتاح وما حملته في طياتها من رسائل متعددة في أكثر من اتجاه. ولكن النجاح الحقيقي والمتميز لخليجي 20 برز أيضاً في ذلك الحماس والتفاعل الوطني الواسع والمنقطع النظير، والذي عبر عنه أبناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية والثقافية وأعمارهم وفئاتهم الاجتماعية على امتداد ساحة الوطن عموماً وفي محافظتي عدن وأبين والذي تجسد في أروع صوره وتجلياته في استاد ال22 من مايو بعدن في يوم الافتتاح وقبل ذلك في استاد الوحدة في زنجبار وحيث كان الجمهور اليمني الحاشد والمتميز سواء الذين اكتظت بهم مدرجات التشجيع في الأستادين الرياضيين اللذين يعتبران مكسبين عظيمين للشباب الرياضي اليمني وثمرتين رائعتين لذلك العطاء السخي الذي قدم في طريق الإعداد لاحتضان خليجي 20 أو حتى في شوارع وأحياء عدن الباسلة هو البطل الحقيقي الذي تنحني له الهامات اعجاباً وتقديراً وثناءً وحيث أعطى لهذه البطولة الرياضية ونجاحها تميزها وتألقها ونكهتها الخاصة وبرهن على اقتدار شعبنا اليمني العظيم ومعدنه الأصيل والذي يزداد لمعاناً وبريقاً وقوة عند كل المنعطفات التاريخية وفي مواجهة التحديات الصعبة ليخرج منها منتصراً لنفسه وملحقاً الهزيمة بكل المراهنين والمتربصين للنيل من مكاسبه وإرادته أو الوقوف في طريق تطلعاته وأمانيه. وهكذا فعل مع خليجي 20 الذي جعل منه هذا الشعب العظيم بالفعل خليجي التحدي كما قال قائد مسيرته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبرهن على جدارته في إفشال كل الرهانات الخائبة وإخراس كل الأصوات المشككة والموتورة وكل النفوس المريضة المهزومة المليئة بالأحقاد والضغائن والفشل وهو ما لمسه كل الأشقاء الضيوف وعبروا عنه باندهاش وإعجاب وتقدير وعكس رأساً على عقب تلك التوقعات التي رسمها في أذهانهم وبصورة مغلوطة ومخالفة للواقع للأسف بعض المرجفين وعبر بعض وسائل الإعلام. وها هو اليمن ومع الانطلاقة الناجحة والمتميزة لهذه البطولة وبكل ما يحيط بها من مناخات إيجابية وفرائحية جعلت منها عرساً حقيقياً يعيشه اليمن ويشاركه فيه أشقاؤه في الخليج والعراق يؤكد اقتداره على تحقيق النجاح ومجابهة التحدي وعلى التميز والإبداع أيضاً.. أليس هو اليمن العظيم يمن الحضارة والأمجاد والتاريخ والأصالة وموطن الإيمان والحكمة والكفاح .. يمن الأحرار والعروبة والشهامة والكرم. وأياً كانت النتائج التي سيحرزها المنتخب اليمني في هذه البطولة فوزاً أو خسارة.. وأياً كان الفريق الفائز في خليجي 20 فالجميع أحبة أشقاء والتمنيات لهم جميعاً بالتوفيق، والرياضة وكرة القدم خصوصاً هي أخلاق نبيلة سامية وتنافس شريف لتقديم الأجمل والأروع الذي يبهج الجمهور الرياضي الذي سوف يتحمس ويشجع من يقدم الأفضل من الفرق المتنافسة في هذه البطولة وحيث سيكون للخبرة والتجربة والامكانات وحسن الإعداد وخطط المدربين والمثابرة دورها في حصد النتائج والتقدم باتجاه إحراز كأس البطولة، ولكن الفائز الحقيقي والناجح الأكبر في هذه البطولة خليجي 20 دورة الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله هو اليمن الذي سوف يخرج منها ناجحاً بامتياز وجدير بأن يقال له مبروك، وألف مبروك.. وهنيئاً لوطن يملك مثل هذا الشعب العظيم وهذا القائد الحكيم.