العتواني قال إنها لا تلبي المطالب.. والقاضي وصفها ب"المؤامرة".. والمتوكل اعتبرها "جزاع وقت".. وقحطان "التصعيد الطريق الوحيد".. والشباب يشيعون جنازتها لحظات احتضار تعيشها مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن.. خصوصاً بعد أن قوبلت برفض أحزاب اللقاء المشترك وشركائها والشباب المعتصمين في ساحات التغيير، في الوقت الذي يحث فيه المجتمع الدولي والقوى الكبرى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي، الأطراف اليمنية بالجلوس على طاولة واحدة للحوار. وفي حين أعلنت قطر انسحابها رسمياً من المبادرة.. ذكرت مصادر مقربة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن أحزاب اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني بعثوا برسالة إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي موقعة من محمد سالم باسندوه -رئيس اللجنة التحضيرية للحوار- عبر فيها عن رفضهم لأي تغيير حدث في مشروع اتفاقية المبادرة المقدمة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون، وتمسك المشترك بالاتفاقية والتوقيع عليها كما قدمت في صيغتها الأولى. وأعلنت المعارضة في بيان لها تمسكها بصيغة المبادرة المعلن عنها يوم 21 إبريل وإعطاء الرئيس يومين (انتهت الأربعاء الماضي) للتوقيع عليها، ما لم فإن مساعي الوساطة تعتبر منتهية وستعود إلى الساحات.. وفي هذا الصدد قال القيادي في أحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني الثلاثاء إن المبادرة الخليجية تم رفضها لأنها لا تلبي مطالب ما أسماها بالثورة الشبابية. ونقل موقع (اسلام تايمز ) الإخباري عن العتواني قوله: "هي تفسر بأنها مؤامرة خليجية، كون تلك الدول لا تريد أن تقام ثورة في اليمن، ويمكن أيضا أن تفسر بأن الإخوة في الخليج تعاملوا مع الوضع في اليمن بأنه أزمة سياسية وليس ثورة، لهذا فاللقاء المشترك رفض المبادرة لأنها لا تلبي مطالب ما الثورة والشعب اليمني". وأضاف: "نحن لم نعرف أهي سعودية أم خليجية ولكن المبادرة جاءت مصاغة جاهزة لا ندري من أتى بها؟!!". من جانبه أكد حسن زيد القيادي في حزب الحق المنضوي تحت تكتل اللقاء المشترك بأن المبادرة مصاغة من دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: "تم تشجيع الأخوة في مجلس التعاون من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي وأطراف اليمن السياسية".. متحدثا عن مبادرة خليجية أخيرة تمت صياغتها من قبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وكشف عضو المجلس الأعلى لأحزاب المشترك أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي من أصول بحرينية وان وزير الخارجية الإماراتي شارك معه في إعداد المبادرة. النائب الاخواني شوقي القاضي وصف المبادرة الخليجية " بأنها مؤامرة من المملكة العربية السعودية تحديدا ومن دول الخليج" كونها حسب تعبيره تعد إجهاظاً لما أسماها بالثورة الشعبية في اليمن. وابتهل القاضي- وهو خطيب مسجد- بالدعاء على دول الخليج قائلا: (لا شكر الله سعيكم، ولا وفقكم ديناً ودنيا وآخرة، ولا حقق لكم غاية فينا، ولا رفع لكم راية علينا).. وتوعد النائب الاصلاحي بخذلان دول مجلس التعاون الخليجي مستقبلا.. قائلاً: "واعذرونا إن خذلناكم في موقف ستتمنون فيه نصرتنا، فالأيام دول، ولو دامت لغيركم ما وصلت إليكم". أما د. محمد عبدالملك المتوكل فقد أكد أن المبادرة "حتى لو وقع عليها الرئيس ليست أكثر من جزاع وقت" وان ما بعد التوقيع هو المسلسل الأطول والأشق، حد قوله. فيما قال محمد قحطان- الناطق باسم المشترك- في تصريح لقناة "الجزيرة" الأربعاء الماضي إنه لم يعد أمام المشترك إلا طريق تصعيد الثورة سلمياً بعد أن أفشل صالح المبادرة الخليجية" حد وصفه. أما شباب الثورة المعتصمون في ساحات الحرية فقد عبروا عن رفضهم للمبادرة الخليجية بمسيرات جابت بعض الشوارع في تعز وصنعاء والحديدة، ورفع المتظاهرون في تعز جنازة رمزية باسم "المبادرة الخليجية".. مطالبين في ذات الوقت من شعب الخليج بالتدخل لدى حكوماتهم وترك الشعب اليمني يقرر مصيره بنفسه.. يأتي هذا فيما ما يزال حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يجدد تمسكه بالمبادرة الخليجية كحل أمثل للخروج من الأزمة الراهنة.. ومن جانبهم، حث قادة دول الخليج العربي الأطراف اليمنية بالتوقيع على الاتفاق الذي تقدمت به دول المجلس وفقا للبنود التي احتواها باعتباره السبيل الممكن والأفضل للخروج من الأزمة وتجنيب اليمن المزيد من التدهور الأمني والانقسام السياسي.