ما بين مطرقة تفحيط (قبولة) صادق الأحمر لنسيان الماضي والنظر بتفاؤل للمستقبل, وسندان بهررة (الشقيقة الكبرى) وضبطها محاولة تسلل مجاهد اصولي نحو حديقتها الخلفية (اليمن) وئدت ثورة اسقاط النظام (سلطة ومعارضة), بعيداً عن "جعجعة" براميل الساحات الفارغة, حُمل نعش آمال الناس البسطاء الطيبين بالديمقراطية وحياة افضل على ظهر عربة كاتيوشا الفرقة أولى مدرع وتشريفات جيش (حاشد) الحافي على بوابة قصر (الحصبة). التحالف الرجعي المقدس المعادي للثورة والتغيير ليس جديداً على (الخبرة) بساحات التغيير.. المؤسف له مراهنات قوى التقدم والدمقرطة شمالا على امل احداث تغيير جذري من على اكتاف قوى تقليدية حتى الأمس القريب، كانت ترضع من أصبع قدم النظام, أصواتنا التي بحت حرصاً على نقاء الثورة وطهر الساحات لم تجد آذانا صاغية لها من الخبرة.. بتغطية من أموالهم المدنسة تسلل (المؤلفة قلوبهم) إلى الساحات, النتيجة المفجعة سرقة الثورة حيث تم احتواؤها من الداخل بلجان تنسيقية يربطها حبل سري بمافيا فساد القوى التقليدية واحزاب القبح المشترك. بصرف النظر عن قناعتنا نحترم خيارات الاخوة في الساحات المقابلة, الذي عليهم بالمثل احترام خيارات حراكنا الجنوبي، أيضا حقا لهم الدعوة لنسيان الماضي دون ان يلزمنا ذلك غفران فعلة الفقيد الشيخ/ عبدالله حسين الأحمر وغلمانه العشرة بالجنوب, أما اتفاقية جدة 2000م لترسيم الحدود فهي تلزمهم هم، وحدود وثيقة الاستقلال 30 نوفمبر 67م تلزمنا نحن, مع ذلك يترك الباب الجنوبي (موارب) أمام الأشقاء لتسوية أو صفقة تاريخية, يعيد حلم الدولة بعيداً عن إرهاب تصدير المجاهدين جنوباً، ابتداء من الشيخ طارق الفضلي و ليس أخيراً الشيخ ابو علي الشهري. ما يؤسف له أن آمالاً كبيرة لاحت في البداية لإمكانية التشارك بتسوية مرضية عادلة بين خصوم (النظام) حول المستقبل الآمن والمرضي للجميع بتسوية منصفه, اُفسد الأمر بعد أن لاحت في الأفق (دحبشة) قناة الإفك (سهيل) وتخرصاتها حول تلاشي (الوطنية الجنوبية) وحاملها السياسي (الحراك) بمطيبة (سلتة) الأخوين حميد وحسين الأحمر الشبابية, للمرة الأولى تبين لنا ان نظام الرئيس صالح فيه حسنة الوضوح بأطماعه, مقارنة بسوء عصابة الاخوة العشرة من آل الأحمر متفيدي منزل الرئيس علي سالم البيض على طريق ابتلاع كل الجنوب, مستندين على كبيرهم ومعلمهم السحر الحبر الأعظم علي كاتيوشا وشراكة أبيهم وحملة مباخره من فقهاء 7/7 الذين أفتو بحرب وتكفير واحتلال الجنوب صيف 94م. نحترم دماء شهداء ساحات الحرية ونقف إجلالاً لنضالات الشرفاء بساحات صعدة, حجة, صنعاء, ذمار, اب الى الحالمة تعز، لكن ما يعتلج سياسياً (دحبشة) لا علاقة لها بالثورة أو التغيير, بكل أسف ردة رجعية دبرت بإحكام, سهل لهم المهمة غياب التنسيق بين اصحاب المصلحة الحقيقية في التحرر والتقدم والثورة (الحراك + الشباب + الحوثيين ), حتى اللحظة لا يلوح في الأفق المنظور شريك (شمالي) يمكن التعامل معه كأحرار أنداد, فكل ما لدينا الرئيس علي عبدالله صالح, الزنداني, العتواني, آل الأحمر وخالد الآنسي.. الخ.. أيادي ان لم تكن ملوثة بالدم لا تعترف بالهوية الوطنية الجنوبية وحقها بتقرير المصير, لذلك ما لم تتثور وتتحدث الساحات المقابلة وتتحرر من التبعية للشيخ أو الفندم من الصعب إيجاد تفاهمات معهم, وأمر كهذا ليس مرفوضاً جنوبيا فحسب بل يثير قلق العالم ودول الاقليم, لذلك دوماً ما نوجه الدعوة للشقيقة الكبرى كي تتخلى عن سياسة ترك الجنوب متنفساً للانفجار السكاني بالمرتفعات اليمنية والعمالة المرحلة بعد حرب احتلال الكويت, التي حتى اللحظة لم توفر الأمن, العكس استعادة الجنوبيين لدولتهم ذات العلاقة الخاصة بالشمال ضمانة حقيقية للاستقرار في المنطقة, مع تفهم حاجات الشقيقة الكبرى للوصول نحو مياه بحر العرب المفتوحة بإطار صفقة تاريخية مرضية لطرفي العلاقة، بعيداً عن استقواء (دحبشة) مدرسة (نجد) التي أصبحت خارج حركة التاريخ. 7/6/2011م خور مكسر - عدن *منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن [email protected]