البيان الذي صدر باسم أحزاب اللقاء المشترك في اليوم العاشر من هذا الشهر يدل دلالة واضحة أن الجماعة "مدوخين"، وأنهم أصدروه تحت تأثير الصدمة النفسية القاسية التي أصابتهم بعد رؤية رئيس الجمهورية وهو في صحة جيدة أثناء استقباله لمساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب والوفد المرافق له. البيان المشار إليه تضمن عبارات مثيرة للضحك والسخرية، قالوا – على سبيل المثال- إن "بقايا النظام" لم تساعد القوات العسكرية "الموالية للثورة" التي تحارب الإرهاب في أبين!، والمقصود بذلك اللواء المنشق علي محسن وجماعته، الذين جاملهم "المشترك" بهذه العبارة دون أن يلاحظوا أنه لا توجد قوات "موالية" للثورة ولا لعلي محسن في أبين، بل إن موالين لعلي محسن ذهبوا إلى أبين للقتال إلى جانب الإرهابيين في تنظيم القاعدة وجماعة "أنصار الشريعة".. وكذلك تجاهل أصحاب البيان أن المواطنين في اليمن وكذلك المتابعين لأحداث اليمن من الخارج يعلمون تماماً أن قوات الحكومة ممثلة في الحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب ومعسكرات أخرى للجيش، هي التي تحارب الإرهابيين وتتصدى للجماعات المسلحة الأخرى، ليس في أبين فقط بل أيضاً في مناطق أخرى في تعز وأرحب، ولا ندري كيف تجاهلت أحزاب المشترك حقائق معروفة للقاصي والداني من بينها أن كثيرين من الإرهابيين الذين قتلوا في أبين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح أو تابعين لقيادات عليا ومتوسطة في الحزب، مثل القتيل الحيمي وهو أحد مرافقي الشيخ عبد المجيد الزنداني أو القتيل مصعب الشريف ابن رئيس فرع حزب الإصلاح في مأرب الشيخ مبخوت عبود الشريف، وغيرهما كثير قدموا إلى أبين من مأرب وأرحب وذمار والحديدة بعد أن تم تجهيزهم لما يسمى " الجهاد" في مراكز دينية تابعة للإصلاح، وكان من بين القتلى الأربعين إلى جانب السعودي وليد العسيري أربعة من جامعة الإيمان. أليس مما يثير السخرية في البيان أن يتضمن ادعاء مفاده أن "بقايا النظام" لم تساعد قوات "موالية للثورة" على مكافحة الإرهاب، بينما لا وجود لهذه القوات، والموجودون في أبين من الموالين للثورة هم في الحقيقة إرهابيون بينهم منتمون لحزب تجمع الإصلاح. البيان المذكور لم يصغ جيداً في مكوناته ذات العلاقة بهذه القضية، وهذا أمر متوقع لأنهم غير جادين حيال قضية الإرهاب.. فبعد كل ما قالوه سجلوا في مكان آخر من البيان إدانة ل "بقايا النظام" لأن قواته ترتكب "مجازر" في أبين. والمقصود بهذه "المجازر" هم قتلى القاعدة ومن يسمون جماعة أنصار الشريعة وعناصر أخرى أشرنا إلى انتماءاتها الحزبية قبل قليل، وقد قتل هؤلاء أثناء محاولتهم السيطرة على اللواء الخامس والعشرين ميكا وأثناء الهجوم على المقرات الحكومية في أبين.. فالبيان المشار إليه أدان قوات النظام لأنها دافعت على نفسها وعلى ممتلكات الدولة وقتلت هؤلاء أثناء المواجهات.. إنه دفاع قبيح ومخزٍ عن الإرهابيين.. ولم يشر البيان بأية كلمة إلى الشهداء الذين استشهدوا أثناء تلك المواجهات، رغم أن عددهم حتى اليوم السابق لصدور بيان "المشترك" قد بلغ نحو (80) جندياً وضابطاً، وهو عدد يفوق قتلى القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، التي تحاول السيطرة على محافظة أبين والانطلاق منها إلى محافظتي لحج وعدن.