بعد انتخابات 2006م الرئاسية، التي اعتبرت انتخابات شرسة لأن أحزاب اللقاء المشترك استخدمت فيها كل أوراقها وخاضتها بكل قوتها، بعد تلك الانتخابات التي خسرها اللقاء المشترك بواقع 1 إلى 5 من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في تلك الانتخابات، قرر اللقاء المشترك نهائياً عدم المشاركة في أية انتخابات قادمة طالما أنها لا تمكنه من الوصول إلى السلطة بسبب قوة وشعبية المؤتمر الشعبي العام، وعدم قبوله أن يكون مجرد محلل أو شاهد على الانتخابات والنهج الديمقراطي دون أن يحصل على نصيب من كعكة السلطة. بعد قرار المقاطعة للانتخابات الذي اتخذه اللقاء المشترك عقب انتخابات الرئاسة 2006م، انتقلت قيادته إلى مناقشة عدد من المشاريع البديلة للديمقراطية والانتخابات التي تؤمن لها القفز إلى السلطة وانتزاعها بالقوة. جرى توزيع الأدوار بين قيادة اللقاء المشترك كل فيما يخصه، واحد للتشاور مع معارضة الخارج وحشدها في مشروع الاستيلاء على السلطة.. والثاني لاستقطاب التمرد الحوثي في محافظة صعدة والاستفادة من تجربته.. والثالث لاحتواء ما يسمى ب"الحراك الجنوبي" وتوظيفه في إطار مخطط الاستيلاء على السلطة بوسائل غير ديمقراطية تحت شعار "هدف واحد يجمعنا".. والرابع للتنسيق مع تنظيم القاعدة والجهاديين من أجل تحقيق مصلحة جميع الأطراف المتفقة على الهدف المشترك.. والخامس للتحرك والتنسيق الخارجي من أجل حشد الدعم والتأييد للمخطط.. إلى جانب هذه الأدوار ترك مجالاً هامشياً لبعض القيادات من أجل المناورة مع السلطة وتطمينها بأن كل شيء على ما يرام، وأنه لا يوجد أي جديد لدى اللقاء المشترك. بحسب الأدوار المناطة بكل طرف فقد جاءت الردود مبشرة بالاتفاق على العمل المشترك والاستعداد لتجميد كل الخلافات بين الأطراف المتناقضة، ولم يكن ليحدث ذلك الاتفاق لولا الوعود التكتيكية التي صرفتها قيادة المشترك للأطراف المختلفة، فوعدت الحوثي بأن صعدة له.. والقاعدة وعدتها ببعض المحافظات الجنوبية.. ووعدت الحراك بأن تكون الضالع من نصيبهم.. وأن تكون حضرموت دولة مستقلة.. وأن تقوم وحدة فيدرالية.. وتقوم إمارات إسلامية.. ودولة مدنية رمزها "الجنبية والآلي".. وفي إطار هذا المشروع تمت رحلات مكوكية إلى الخارج التزم من خلالها أحد الأطراف بقدرته على إزاحة الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة وإقامة دولة مدنية بزعامته، وهو القبيلي الأمي المتعصب الذي لا يعرف حتى معنى المدنية، والذي لم يسهم حتى ببناء مدرسة أساسية في قريته أو يتبنى طالباً متفوقاً من تلك القرية لمواصلة دراسته العليا في الخارج.. هذا القبيلي سيبني دولة مدنية على طول الأرض وعرضها!!. وتمت لقاءات واتصالات مكثفة بين علماء دين.. ومشائخ.. وعسكريين من الجيش والأمن ومتقاعدين.. شملت أيضا شخصيات اعتبارية وسياسية وثقافية وصحفيين ومعلمين ورجال أعمال.. وسخرت لهم مبالغ طائلة من أجل التجنيد والاستمالة والإغراء.. ووافقت دولة عربية شقيقة واحدة على الأقل بتقديم ما نقص وما يحتاج إليه نجاح المشروع من دعم مالي وإعلامي وسياسي ومعنوي وتسليحي وبشكل سافر. ولعبت أسماء معينة من معارضة الخارج التي ترتبط بدوائر استخباراتية وسياسية على تسخير ارتباطاتها وعلاقاتها لمصلحة المشروع وإعطائه الأولوية في كل اتصالاتها. وقبلت القاعدة والحوثي والحراك على تجميد كل أنشطتهم وإعطاء الأولوية لإنجاح المخطط الانقلابي.. وفي العدد القادم نتواصل.