في إطار المخطط الانقلابي تصاعدت وتيرة النشاط لدى أحزاب اللقاء المشترك فشهدت اجتماعات متواصلة على كل الصعد، وصدرت تعميمات حزبية مكرسة لدعم الانقلاب التزمت بها الصحف الموالية لها، كما شهدت نزول قيادات هذه الأحزاب إلى مختلف المحافظات والفروع من أجل الحشد والتعبئة والتمهيد لساعة الصفر. وفي نفس السياق وفي أحد اجتماعات الحشد التي نظمها فرع أحد الأحزاب في أمانة العاصمة قال القيادي للأعضاء: "لن يكون لنا بعد الآن حوار مع السلطة وحزبها"، فعقب عليه أحد الأعضاء: "لقد قلتم لنا هذا الكلام قبل الانتخابات الرئاسية عام 1999م بينما انتخبتم الرئيس.. وقلتم لنا نفس الكلام قبل انتخابات 2006م الرئاسية بينما كنتم تتحاورون مع السلطة وحزبها سراً وعلانية".. رد عليه القيادي بالقول: "ذلك كان بالأمس ولم نكن مستعدين بعد، لكننا اليوم في وضع آخر وحزمنا أمرنا على التغيير ولن نتراجع، وإذا لمستم أي تراجع من قيادة الحزب في اتجاه الحوار فلا تحترموها وهي تستحق القتل من قبلكم". كما شهدت بعض الجوامع والملتقيات محاضرات دينية لعلماء معينين، تركزت حول مشروعية الخروج عن طاعة ولي الأمر، وأهمية الثورة والتغيير للسلطة التي خرجت عن إطار الشريعة الإسلامية وسمحت للأجانب بقتل المسلمين، وهي إشارة لمحاربة الدولة عناصر القاعدة الإرهابية. وبينما ندد العلماء بما أسموه ميول الدولة إلى العلمانية فإنهم هم بأنفسهم يضعون أيديهم في أيادي علمانيين وملحدين من أحزاب أخرى منضوية في إطار اللقاء المشترك، الذين هم يمثلون عصبة. وفي محافظات معينة خاطب قياديون عواطف المواطنين مثل" إنكم مستضعفون ومهمشون، والدولة لا تعمل لكم أي حساب ولا تعيركم أية أهمية، لذا فثورتكم على هذا النظام واجب ديني ووطني وانساني.. يجب ان تثوروا من أجل انسانيتكم وكرامتكم ومن أجل العدالة والمواطنة المتساوية". وفي محافظة جنوبية قال أحد القياديين: "إن السلطة همشتكم وسلبت أراضيكم وقضت عليكم نهائياً"!!. في خضم كل ذلك التحريض والإثارة والتمهيد اتفقت أحزاب اللقاء المشترك المختلفة المشارب والرؤى والتوجهات والأفكار والتي جمع بينها رغم تناقضاتها المتأصلة هدف إسقاط السلطة، اتفقت على قرار استراتيجي نص على الاعتماد على الشارع لممارسة الضغط على السلطة من أجل إجبارها على الرحيل عنها، ومهدت لذلك بجملة من الفعاليات ابتداءً من إثارة الكراهية والبغض والحقد والتهييج، التي اعتبرتها مسوية لأرضية الملعب لما هو قادم، إلى الدعوة إلى الاضرابات والاحتجاجات والاعتصامات والعصيان المدني والتقطعات في الطرق وازهاق الأرواح بحسب الهوية المناطقية ومحاربة السياحة الداخلية وإحراق وتحطيم سيارات المواطنين والمحلات التجارية والمصالح العامة، كان ذلك في عام 2008م الذي شهد بالمقابل التمهيد للحرب السادسة التي شنتها جماعة التمرد الحوثية ضد السلطة، وقد قامت إحدى الصحف المتورطة التي استفادت من تغييب صحيفة "الأيام" لتحقيق الانتشار، بنشر الأخبار المفصلة لكل تلك الأحداث والفعاليات كخدمة خبرية مهنية بحتة، لكنها تندرج في إطار الخطط الممنهجة للانقلابيين من أجل شد انتباه المواطنين، وربطهم بالأحداث والمخططات الجارية.. وفي العدد القادم نتواصل مع تفاصيل أخرى.