كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    لجنة الدمج برئاسة الرهوي تستعرض نتائج أعمال اللجان الفنية القطاعية    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسة الاستعمارية البريطانية في الجنوب اليمني
نشر في الجمهور يوم 13 - 06 - 2009

سجلت بريطانيا عام 1937م بدايتها الفعلية لاستغلال عدن اقتصاديا وسياسيا استغلالا كاملا بعد أن كبلت السلطنات والمشيخات بمعاهدات صداقة وحماية
ربطت بريطانيا المشيخات والسلطنات باتحاد وهمي يحمي سياستها الاستعمراية وطرحت مشروع اتحادين للإمارات الشرقية والغربية يرتبطان بسلطة المندوب السامي
مصرف بترول إيران عام 1952م عقب تأميم الدكتور انشأت بريطانيا معملا لتكرير البترول وبلغت القوة العمالية الفنية 1929 عاملا وموظفا ومن هنا بدأت تنمو البدايات الجينية الأولى للعمال اليمنيين الذين قادوا النضال ضد الاستعمار البريطاني
برزت في الخمسينات جمعيات وتنظيمات وأحزاب ونقابات حركات شعبية قبائلية شكلت حركة سياسية منظمة وعفوية تصدت بضراوة لمجمل المخططات الاستعمارية المزمع تنفيذها في الجنوب اليمني
احتلت الإدارة الاستعمارية البريطانية شبوة عام 1930م واقتطعتها من الشمال بالقوة وشقت طريق الرقب بعد اكتشاف النفط في ثمود وشبوة
عملت بريطانيا على إذكاء الخلافات القبائلية ومنها الصراع الذي احتدم بين قبائل حمير وآل كازم في العوالق السفلى والواحدي في أكتوبر 1953م حول (جمل)، ولكن ذلك الصراع سرعان ما تحول إلى "انتفاضة العوالق" ضد الاستعمار
مارست بريطانيا سياسة التعسف تجاه السكان والشروع في إقامة نظام ضرائبي مخيف يسمى "التخمين" والذي يقوم على تقدير مندوب السلطة لمحصول الحبوب والحب لا يزال في سنابله
انتفاضة العوالق الشعبية طلبت من حاكم البيضاء دعمها وخرجت من قوقعة التمرد القبائلي العفوي لتتخذ طابع الانتفاضة الوطنية التي استنفرت العمال والتجمعات الوطنية لإحباط المخططات الاستعمارية
أعلنت الإدارة الاستعمارية في 11 نوفمبر 1959م عن إقامة اتحاد الإمارات للجنوب العربي الذي مهد له بعمليات قمع وتهديد وسجن والعمل على إخماد الانتفاضات الشعبية مستعملة السلاح الجوي والبري
قيام ثورة سبتمبر في الشمال، أخطر ببريطانيا إلى التعجيل بضم عدن إلى الاتحاد الفيدرالي بالقوة وحاولت أي دولة لهذا الاتحاد في محاولة تسليم السلطة عند خروجها من المنطقة
نضال الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي أفسد على الإدارة الاستعمارية ترتيباتها لعقد مؤتمرات ستورية عامي 1964م و 1965م مما أدى إلى انهيار اتحاد الجنوب العربي انهياراً مريعا قبل فترة من الجلاء
نقل العمل العسكري إلى المستعمر عدن يمثل انعطافاً حاسماً في تاريخ الثورة التحررية المسلحة واكتسب العمل الفدائي في عدن طابعاً أسطوريا في أذهان الجماهير
كان لدى بريطانيا جهاز مخابرات ضخم يتحرك ليلا ونهارا لمتابعة الوطنيين الشرفاء ويضم عملاء من العرب والأحزاب الانتهازية والذين كانوا يقدمون معلومات عالجبهة والفدائيين.
السفير سيف علي مقبل *ن
في 19 يناير 1839م اكتسحت الجحافل الغازية البريطانية تحصينات ومواقع المقاومين اليمنيين المدافعين عن جزيرة صيرة ومدينة عدن بعد مقاومة ضارية أبلي فيها المقاومون اليمنيون على الرغم من عدن تناسب القوى وبلاءً عظيماً وابتداء من هذا التاريخ عمل الاستعماريون البريطانيون على تثبيت أقدامهم واحكام سيطرتهم على المنطقة من الجنوب اليمني، وعلموا على استغلالها استغلالاً واسعاً يخدم اهدافهم ومطامعهم وسياستهم الاستعمارية.
لقد مرت السياسة الاستعمارية البريطانية في المنطقة بعدد من المراحل تتناسب والتطورات الجارية حينذاك في المنطقة، فقد مرت السياسة الاستعمارية البريطانية بثلاث مراحل من السياسة الاستعمارية البريطانية الممتدة من عام 1839م وحتى 1937م والتي تقسمت إلى ثلاث مراحل هي على النحو التالي: 1839- 1882م و 1882- 1918م و 1918- 1937م، اما المرحلة الرابعة والاخيرة من تاريخ السياسة الاستعمارية البريطانية فتبدأ من 1937م وحتى عام 1967م عام الاستقلال الوطني في الجنوب اليمني.
تتميز هذه السياسة البريطانية في هذه المرحلة بمحاولة استغلال المنطقة اقتصادياً وسياسياً والسعي لاقامة كيان سياسي هزيل يربط المنطقة بعجلة الاستعمار ويقف في مواجهة الثورة التحررية المسلحة في الجنوب اليمني والحركة الوطنية اليمنية عموماً.
ويسجل عام 1937م البداية الفعلية للسياسة الاستعمارية البريطانية في الجنوب اليمني والقائمة على استغلال المنطقة اقتصاديا وسياسيا، فقد ربطت المستعمرة عدن وفي هذا العام بوزارة المستعمرات البريطانية في لندن بعد إن ظلت تابعة لبومباي أو الإدارة البريطانية في المستعمرة الهند.. كما شرعت الإدارة الاستعمارية البريطانية بالبدء بالتخطيط وتنفيذ المشاريع الاقتصادية بغرض استغلال المنطقة استغلالاً كاملاً بعد أن استطاعت تكبيل السلطنات والمشيخات المتعددة بمعاهدات الصداقة والحماية والاستشارة ومن ثم فقد كان ضروريا لضمان التنفيذ الفعلي لمجمل مخططات السياسة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية والتمهيد بجملة من الإجراءات والترتيبات التي كانت ضرورية لضمان السيادة المطلقة والتامة لكل ما خططت له الإدارة الاستعمارية البريطانية في المنطقة، وخصوصاً مع تلك التطورات السياسية المستجدة في المستعمرات البريطانية السابقة كاستقلال الهند وباكستان....الخ وتأميم منشآت النفط في إيران وقيام ثورة مصر....الخ فأقيمت المشاريع الاقتصادية المتنوعة مثل مصفاة عدن الصغرى "البريقة" مشاريع القطن في أبين ولحج والتنقيب عن النفط في شبوة وثمود... الخ.
وفي ظل بقاء السلطنات والمشيخات بما يترتب على ذلك من سيادة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية المتخلفة التي أفرزتهما على صعيد الواقع السياسي، ورافق ذلك انتهاج الإدارة الاستعمارية البريطانية لسياستها الجديدة في المنطقة من الجنوب اليمني وما تمثله هذه الاوضاع كعائق لتطبيق هذه السياسة، فقد شرعت الإدارة الاستعمارية البريطانية برسم برنامج سياسي قائم على ربط المشيخات والسلطنات باتحاد وهمي يخدم هذه السياسة ويضمن لها النجاح، فطرحت في مطلع الخمسينات من القرن العشرين مشروع اتحادين للامارات الشرقية والغربية وحاولت تطبيقه على اساس من ربط كل الامارات والمشيخات بسلطة واحدة فاصلة هي المندوب السامي البريطاني.
لقد كانت الاستراتيحية البريطانية الجديدة تعني توحيد الامارات والمشيخات ووضع نظام اقتصادي متطور يضمن لها النمو في نطاق الامبراطورية البريطانية، فبدأ الاهتمام بزارعة محاصيل جديدة كالقطن والخضار والفواكه الاستهلاكية للفئات الجديدة التي أخذت في النمو بانشاء القاعدة العسكرية فنهضت الصناعات التي استوجبها الوضع الجديد كالألبان، المياه الغازية، الزيت، الصابون، والخضار والفواكه.. في البداية في المستعمرة المدينة عدن التي صارت مركزا لهذه المشاريع مع هذه المتغيرات بدأ التركيب الاقتصادي والاجتماعي في عدن يتغير وزحف هذا التغيير إلى المناطق المجاورة وخصوصا مع انتشار زراعة المحاصيل الزراعية الاستهلاكية والتجارية في المحميات.
كان القطن أهم المحاصيل الزراعية في المحميات حيث كانت تتراوح المساحة المزروعة منه ما بين 35 ألف فدان إلى 70 ألف فدان، وقد بدأت التجارب الاولى على زراعة القطن في منطقة أبين 1947م وأدى نجاح زراعة القطن في منطقة أبين إلى زراعته في منطقة لحج عام 1954م والتوسع في زراعته لاحقا وزادت المساحة المزروعة من 70 إلى 80 ألف فدان عام 1964م- 1965م وزاد الانتاج من 94 بالاً إلى 54 ألف بال على التوالي.
كما عملت الإدارة الاستعمارية البريطانية على اقامة وتطوير الفروع الصناعية الاخرى كالبترول، حيث قامت هذه الإدارة الاستعمارية البريطانية بنقل مصفاة عبدان في إيران إلى البريقة في عدن، وهذا أدى إلى الاقبال على إنشاء وتشييد المباني الحديثة والفنادق والمطاعم من جهة أخرى في المنطقة.
لقد بدأ إنشاء معمل التكرير في عدن عقب تأميم الدكتور مصدق بترول إيران في عام 1952م وبدأ تشغيل المعمل في 26 يوليو 1954م وكانت طاقته وقتذاك 5 ملايين طن من البترول الخام سنويا ثم زيادتها إلى 6.8 مليون طن عام 1961م، وقد تحملت مسؤولية إدارة المصفاة شركة بريتش بتروليم التي بدأت نشاطها في عدن عام 1919م بتموين البواخر بالبترول.
وتعتبر صناعة تكرير البترول الصناعة الأولى حيث كان من أكبر المعامل في المنطقة العربية ويقدر الرأسمال المستثمر فيه حوالي 45 مليون دينار تملكه بأجمعه شركة البترول البريطانية ويعمل فيه أكبر قوة عمالية فنية في المنطقة، ويبلغ عددها 1929 عاملاً وموظفا منهم 127 عاملا و 554 إداريا، ويبلغ عدد الاجانب 200 شخص ومن هنا بدأت تنمو البدايات الخبينية الأولى للعمال اليمنيين والذين قادوا حركة واسعة من النضال ضد المخططات البريطانية في المنطقة.
وكان ولا بد أن يرافق هذه المخططات الاقتصادية مخطط سياسي متناسب والمخطط الاقتصادي يرمي إلى احكام القبضة على المنطقة لتسهيل استغلالها استغلالا تاما، فطرحت الإدارة الاستعمارية البريطانية هذا المشروع على صورة اتحادين يضم المحميات الشرقية والغربية ويرأسهما المندوب السامي البريطاني كحاكم مطلق وقد جاء هذا المشروع في خطاب المندوب السامي السير هيكنبوتام في 8 يناير عام 1954م أمام سلاطين ومشائخ المحميات الغربية، نقتبس منه الفقرات التي توضح حقيقة هذا المخطط بصورة كاملة في المنطقة من الجنوب اليمني: (سيكون في مشروع الدستورين الموضوعين للاتحادين كثير من النقاط المتشابهة، ففي المشروعين مثلا سيصبح الحاكم العام لعدن والمحميات مندوباً سامياً للمحميات وسيكون المجلسان متشابهين أما الشكل العام لادارة الاتحاد والمقترح فهو كما يلي: مندوب سام يتمتع بنفس السلطات التي يتمتع بها الحاكم ومجلس رؤساء يضم إليه رؤساء البلاد الداخلة في الاتحاد ومجلس تنفيذي يتألف من اثنين من اعضاء مجلس الرؤساء وعضوان من المجلس التشريعي والمستشار المالي والمستشار القانوني تحت رئاسة المستشار العام وسيكون للمستشار العام اللقب الجديد للمعتمد البريطاني ومجلس تشريعي يتألف من اعضاء يمثلون البلاد الداخلة في الاتحاد واعضاء يمثلون الإدارة، لا أود إن اشغلكم اليوم بكثير من التفصيلات إلا انه ينبغي إن تعلموا ما هي اختصاصات المندوب السامي والمجالس فبالاختصار سيكون المندوب السامي رئيسا للاتحاد وفي خدمتكم في كل حين، كما هو الآن يقدم المعونة والارشاد ويكون مسؤولاً عن علاقاتكم الخارجية في كل حين، كما هو الآن يقدم المعونة في شؤون أمنكم واتخاذ الإجراءات اللازمة في الطوارئ الخطيرة).
وباختصار يصير المندوب السامي موجه لكل مجريات الأمور والاحداث في كل المحميات الغربية والشرقية "الجنوب اليمني"، وهو ما كانت تهدف إليه الإدارة الاستعمارية البريطانية في احكام القبضة على كافة انحاء منطقة الجنوب اليمني.
صحيح بأنه جرت تطورات اقتصادية واجتماعية في هذه الفترة هزت بنية المجتمع اليمني في الجنوب اليمني، ولكن لم تغيره ومن ثم فقد حافظت هذه الاوضاع على طبيعة العلاقات القديمة المتخلفة وأفرزت هذه التركيبة المتخلفة حركة وطنية، وان كانت غير متطورة لكنها كانت احدى لبنات الحركة الوطنية اليمنية المتقدمة، والتي برزت فيما بعد كقائد وطليعة لمجمل المتغيرات والتحولات التي برزت في بنية المجتمع اليمني في الجنوب اليمني في الخمسينات من القرن العشرين.
لكن على الرغم من هذه الاوضاع إلا انه برزت حركة سياسية منظمة وعفوية تصدت بضراوة لمجمل المخططات الاستعمارية البريطانية المزمع تنفيذها في منطقة الجنوب اليمني، وكانت هذه التنظيمات إما عبارة عن تجمعات، جمعيات، تنظيمات، أحزاب أو نقابات عمالية وليدة أو عبارة عن حركات شعبية قبائلية عفوية.
وتباينت ادوار هذه التنظيمات والحركات المختلفة كما وكيفا وتركت آثارها "ايجابياتها أو سلبياتها" على كثير من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللاحقة في منطقة الجنوب اليمني.
لن نقف أمام هذه التجمعات السياسية لنتحدث عنها لأن كثير من الكتاب تعرض لها كما أصدرنا نحن ما يزيد عن 18 مؤلفاً علميا واكاديميا، وبالاضافة إلى الدراسات والمقالات المنشورة عنها في المجلات والصحف اليمنية والعربية والاجنبية، وكلها تتحدث عن هذا الموضوع خصوصا والتاريخ اليمني والوحدة اليمنية وتقسيماته الخمسة ولكن هنا سنقف عند حركة شعبية قبائلية ناهضت مخططات الاستعمار البريطانية في الخمسينات من القرن العشرين وسنقف أمامها لاعتبارين هما:
الأول: إلا احد من المؤرخين يتناول هذا الموضوع وان تناوله فمن وجهة نظر مبتسرة أو استعمارية.
الثاني: إن قيام هذه الحركة والانتفاضة الشعبية التي كان متزامنة ومناهضة لمخطط الإدارة الاستعمارية البريطانية، والرامية إلى استغلال منطقة الجنوب اليمني اقتصاديا وسياسيا في الخمسينات من القرن العشرين.
ونحن هنا لا نورد هذه الانتفاضات الشعبية إلا بغرض المثال فقط لا الحصر.
ومن هذه الحركات والانتفاضات الشعبية انتفاضات القبائل والتجمعات السكانية المختلفة في مختلف مناطق الجنوب اليمني وستوقفنا انتفاضة من هذه الانتفاضات التي كان لها صدى كبير وواسع وأثر فعال في وقتها تلك الانتفاضات التي قادتها قبائل العوالق في عامي 1953م- 1954م.
تبدأ جذور ومقدمات هذه الانتفاضات مع بداية عام 1953م حين بدأ تنفيذ برنامج سياسة اتحاد المحميات الغربية والشرقية "الجنوب اليمني".
ففي هذا الوقت كانت منطقة العوالق من الجنوب اليمني تشهد العديد من التطورات الاقتصادية والسياسية مما مهد موضوعيا لقيام وتنظيم الانتفاضات القبائلية العفوية، التي أعاقت طويلا تنفيذ السياسة الاستعمارية البريطانية واستنفذت منها جهداً ووقتاً ثمينين لاخمادها ولمنع استشرائها وانتشارها إلى المناطق الأخرى الواقعة تحت الاحتلال البريطاني.
كانت الأوضاع في منطقة الانتفاضات في الجنوب اليمني عشية الأحداث تتمثل في التالي، ونحن نوردها لتحديد موضوعية ووطنية هذه الانتفاضات الشعبية:
الأول: استمرار الخلافات القبائلية بين القبائل القاطنة للمنطقة واذكاء وتسعير هذه الخلافات، والإبقاء عليها من قبل الإدارة الاستعمارية البريطانية خادمة لمصالحها ومطامعها في المنطقة من الجنوب اليمني.
ففي لحظات تفجير الانتفاضة الشعبية كان الخلاف قائما على أشده بين قبائل حمير وآل باكازم في تلك المنطقة من الجنوب اليمني المسماة بسلطنة العوالق السفلى والواحدي في أكتوبر 1953م حيث دار صراع قبائلي حول جمل ولم تقم الإدارة الاستعمارية البريطانية إلا بتعزيز قواتها واعادة توزيعها على النقاط الاستراتيجية هذا في الوقت الذي كان العوز والفقر يدقع ببعض القبائل الأخرى للاغارة على بعض الانحاء لنهب الابقار والاستيلاء على المواد الغذائية وخصوصا في مراكز السلطات المختصة.
الثاني: التغلغل الاستعماري البريطاني والبدء في استغلال المنطقة من الجنوب اليمني وتنفيذ المشاريع الاستعمارية البريطانية المرسومة حيث بدأت بالتحرك فصائل من الجيش البريطاني "محمية عدن" إلى طريق "الرقب" للبدء في تنفيذ شق طريق مرور السيارات الذاهبة إلى العوالق العليا، حبان وحضرموت.
وهو مشروع له أهميته الاقتصادية والسياسية للادارة الاستعمارية البريطانية، ويكفل لها استغلال النفط في ثمود وشبوة التي وصلت إليها في 21 ديسمبر 1953م بعثة تنقيب عن البترول تابعة لشركة شل كمبني للبحث والتنقيب في شرق شبوة بالصعيد في منطقة العوالق من الجنوب اليمني.. وكان محتما استخدامها لهذا الطريق هذا في الوقت الذي كان رؤساء ومشائخ السلطنات يجهلون تماما مهمة هذه البعثة هذا في الوقت الذي شرعت الشركة بفتح مكاتب تسجيل العمال في سيئون وترددت فيه انباء عن اكتشاف النفط في ثمود وشبوة.
ومما تجدر الإشارة إلى ان الإدارة الاستعمارية البريطانية قامت باحتلال شبوة في عام 1930م واقتطعتها من الشمال "المملكة المتوكلية اليمنية" بالقوة بعد اكتشافها أهمية المنطقة من الجنوب اليمني واحتواءها على النفط، ولأهمية المنطقة من الجنوب اليمني والمشاريع المقامة عليها، قام المعتمد البريطاني لمحمية عدن الغربية المستر ترفسكي بالنزول إلى هناك بنفسه في نوفمبر 1953م للاشراف على سير عمل وشق وتعبيد طريق الرقب.
الثالث: ممارسة سياسة التعسف تجاه السكان والشروع في اقامة نظام ضرائبي قاس دفع بالسكان إلى التذمر والسخط الشديدين، حيث فرض على منطقة العوالق من الجنوب اليمني ولأول مرة نظام ضرائبي مخيف يسمى "التخمين" وهو نظام يقوم على تقدير مندوب السلطة لمحصول الحبوب والحب الذي لا يزال في سنابله وتفرض الضريبة بمقتضى هذا التقدير، وكان هذا النوع من النظم الضرائبية جائرا للغاية، مما دفع السكان إلى الضبح والتمرد علما ان المنطقة في الجنوب اليمني لم تعرف نظاما ضرائبيا قبلا.. ناهيك عن التخمين ولم تلجأ هذه القبائل في البداية إلى العنف بل تقدمت بعدة مذكرات للادارة السلاطينية والاستعمارية البريطانية تطالب بالغاء هذا النظام ولكن دون جدوى مما دفع بعض القبائل وخصوصا قبائل أهل محمد وأهل علي وهي التي تؤلف قبائل معن في مشيخة العوالق العليا من الجنوب اليمني إلى الرفض الكامل لنظام التخمين، وتلتها العديد من القبائل الاخرى مما أفزع الإدارة الاستعمارية البريطانية فحركت قواتها العسكرية وحرس الحكومة والليوي لمواجهة هذه القبائل مبتدئة بذلك سلسلة أحداث دامية وانتفاضات عديدة لم تخمد إلا بصعوبة.
لقد تميزت هذه الانتفاضة الشعبية بسمتين أساسيتين ميزتها عن بقية الانتفاضات القبائلية السابقة أو المتزامنة معها وهي:
الأولى: إن أسباب وخلفيات الانتفاضة الشعبية أتت كنتاج لمجمل المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي كانت تشهدها المنطقة من الجنوب اليمني بحيث شكلت منعطفا هاما في تاريخ تطور المنطقة في الجنوب اليمني، ولم تأت كرد فعل عفوي لاجراء أو قرار منفرد ولكن أتت مع بداية تنفيذ السياسة الاستعمارية البريطانية الجديدة الرامية إلى استغلال المنطقة من الجنوب اليمني استغلالا كاملا رغم ان الانتفاضة الشعبية كانت عفوية دون توجيه سياسي محدد بل قامت على ارضية الدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنيتين.
الثانية: إن الانتفاضة الشعبية حملت سمة ايجابية هي عبارة عن ومضة وعي في اتجاه تطور الانتفاضة الشعبية العفوي، فعندما عملت على ايجاد خلفية لدعمها ولاستمرارها تمثلت في الاتصال بحاكم البيضاء محمد الشامي وطلب تقديم الدعم للانتفاضة الشعبية، حيث خرجت الانتفاضة الشعبية عن قوقعة التمرد القبائلي العفوي المعتاد لتتخذ طابع الانتفاضة الوطنية والتي وان كانت عفوية إلا انها اعطت نتائج تأثيراً بالغين مما كان يفكر ويتوقعه القائمون بها.
كما لم يقتصر اطار الانتفاضة الشعبية في جانب التأثير السياسي على النطاق الوطني اليمني بل تعدى صدى الانتفاضة الشعبية إلى النطاق القومي حيث التقى العامل الامامي أحد ابرز قادة القبائل المنتفضة بوفد الجامعة العربية في البيضاء في فبراير 1954م وشرح له طبيعة التطورات الجارية في المنطقة من الجنوب اليمني وطالبه الدعم للمنتفضين وبالتالي فسار للانتفاضة الشعبية اطار اعلامي مسموع يمنيا وعربياً.
بدأت الانتفاضة الشعبية في نوفمبر 1953م واستمرت حتى عام 1955م وساهمت في الانتفاضة الشعبية قبائل الدماني وربيز درات خلال عامين متواصلين معارك متصلة لم تستطع الإدارة الاستعمارية البريطانية القضاء عليها إلا بصعوبة بالغة، لكن بالمقابل لم تتمكن الإدارة الاستعمارية البريطانية من تمرير مخططها المرسوم القائم على تشكيل اتحاد المحميات الغربية والشرقية، فقد نهض العمال والتجمعات الوطنية ووقفت مع بقية التجمعات السكانية في المنطقة من الجنوب اليمني في مواجهة هذه المخططات وأحبطتها عبر مقاطعة الانتخابات، الاضرابات، الانتفاضات المسلحة....الخ، وبالتالي لأول مرة كانت تقف في مواجهة الإدارة الاستعمارية البريطانية قوى سياسية منظمة وتحمل الطابع الموالي المعادي للوجود الاستعماري البريطاني في المنطقة من الجنوب اليمني، وكان هذا مؤشرا خطيرا في سجل الإدارة الاستعمارية البريطانية وخصوصا مع بروز قوى اجتماعية جديدة البرجوازية الصغيرة ومواكبة ذلك ببروز وتشكيل الأحزاب والتنظيمات ذات الامتدادات القومية وتزايد نشاط الماركسيين في المنطقة من الجنوب اليمني.
كل هذا أدى إلى افشال مشروع هكينبوتام لكن لم يتوقف مخطط الإدارة الاستعمارية البريطانية وسياستها في المنطقة من الجنوب اليمني فعادت من جديد في 11 فبراير 1959م لتعلن عن اقامة اتحاد الامارات للجنوب العربي الذي مهد له بعمليات قمع وتهديد وسن قانون الطوارئ والزج بكثير من المواطنين في السجون بموجب هذا القانون، وسن قانون الصحافة والعمل على اخماد الانتفاضات الشعبية القبائلية المتفرقة في الامارات مستعملة السلاح الجوي والبري.
ابتدأ الاتحاد الفيدرالي بست امارات ثم انضمت إليه بقية الامارات الواقعة فيما يسمى بالمحمية الغربية الواحدة بعد الاخرى، ثم أخذ يمتد إلى ما يسمى بمحميات عدن الشرقية مبتدئاً بضم السلطنة الواحدية إلى الاتحاد ثم تلتها البقية.
ومشروع هذا الاتحاد لا يختلف عن اتحاد عام 1954م بفارق بسبب هو أن هذا الاتحاد صاحب تطورات واسعة وأحداث شعبية عارمة مع مطلع الستينات من القرن العشرين برزت خلالها البداية الحقيقية لانهاء الوجود الاستعماري البريطاني برمته في المنطقة من الجنوب اليمني، فقد شهدت عدن مظاهرات 24 سبتمبر الصاخبة في عام 1962م واضرابات ومظاهرات تناهض قانون منع الاضراب ومع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشطر الشمالي سابقاً بدأت الإدارة الاستعمارية البريطانية تشعر بقرب نهايتها في المنطقة من الجنوب اليمني، فعجلت بضم عدن إلى الاتحاد الفيدرالي بالقوة وحاولت إن توجد دولة لهذا الاتحاد وعملت على احداث بعض الترقيعات والترميمات في هذا الاتحاد في محاولة لتسليمه السلطة في البلاد عند خروجها من المنطقة.
لكن بقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل Nlf في البداية وشاركتها قيادة الثورة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل flosy والتنظيم الشعبي للقوى الثورية فيما بعد افشلت كل هذه المشاريع وعزلت كل القوى المتعاملة مع الإدارة الاستعمارية البريطانية وأفسدت عليها كل الترتيبات التي قامت بها لعقد مؤتمرات دستورية في عام 1964م و 1965م مما أدى في الاخير إلى انهيار الاتحاد الفيدرالي –اتحاد الجنوب العربي انهيارا مريعاً، وسقوطه سقوطا مريعا ومدويا قبل فترة من جلاء المحتلين البريطانيين انفسهم من المنطقة في الجنوب اليمني جلاء نهائيا في الثلاثين من نوفمبر 1967م وانتزاع الاستقلال السياسي بعد نضال مسلح دام اربعة اعوام من الثورة التحررية المسلحة قادته الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي وتكلل بالنصر في هذا التاريخ، وكانت هذه النهاية الحتمية للوجود الاستعماري البريطاني وللسياسة الاستعمارية في منطقة الجنوب اليمني والتي بدأت في 19 يناير 1839م.
ولقد كان الانعطاف الحاسم في تاريخ الثورة التحررية المسلحة هو نقل العمل العسكري إلى المستعمرة عدن مما أعاد الثقة إلى الجماهير الشعبية بأنها تملك فعلا طاقات هائلة مغمورة طوال سنوات عديدة، بحيث اكتسب العمل الفدائي في عدن طابعاً أسطورياً في أذهان الجماهير الشعبية مما جعل تأثير الجبهة القومية على الجماهير الشعبية فعالا وقوياً ولقد دفعت الجبهة القومية للتفكير بنقل العمل العسكري إلى عدن ضرورات موضوعية.. وكما جاء في التقرير العام للجبهة القومية إلى المؤتمر الأول التالي:
أولاً: لأن عدن مهمة جداً بالنسبة للمستعمرين والأحزاب السياسية وقيام نضال مسلح فيها يعني توجيه ضربة قوية للاستعمار والأحزاب وعدن هي المحك الاصيل فعلا أمام الجبهة القومية وقدرتها على ربط النضال المسلح في الجبال جنبا إلى جنب النضال الفدائي في عدن.
ثانياً: رفع معنوية المقاتلين في الجبال واشعارهم بطريقة عملية بأن رفاقهم في النضال من شباب الجبهة القومية في عدن يقومون بواجبهم النضالي المقدس وبنفس الدور الذي يقومون به.
ثالثاً: خلق وزن وثقل جديد للجبهة القومية بين جماهير الشعب من ناحية وعلى الصعيد العربي والدولي من ناحية أخرى.
رابعاً: إن بدء النضال المسلح في عدن سوف يظهر افلاس الأحزاب السياسية الانهزامية ويخرس افواهها لما تروجه من إشاعات وأباطيل.
غير إن عدن ليست بمدينة مفتوحة فهي مقر القاعدة البريطانية وقيادة الشرق الاوسط المشتركة كما انها موقع لنشاط العديد من الشركات الاجنبية ووكالات الانباء والبعثات الاجنبية واي عمل ليس بمنتهى السهولة والبساطة فيها وقد أدركت الجبهة القومية هذه الصعوبات ونوهت إليها في التقرير المشار إليه بالقول: الحقيقة إن أية نظرة ملمة قليلا بالنواحي الفنية والعسكرية لحرب العصابات، سوف يدرك بعمق وسهولة صعوبة العمل الفدائي والاخطار التي تحدق به وان ذلك مرجعه إلى الأسباب التالية:
أولاً: إن عدن مدينة صغيرة جدا لا توجد فيها الأرض المناسبة لحرب العصابات فحرب العصابات كما ندرك تعتمد بالدرجة الاولى على الارض التي يستند إليها الفدائيون كمناطق وثوب ومناطق اختفاء والاراضي الصالحة دائما هي التي توجد فيها الغابات الكثيفة والترع المائية والمناطق الصحراوية الصعبة المسالك والمستنقعات....الخ ومن الواضح ان عدن خالية تماما من أية أراضٍ من هذا النوع إلى جانب كثافة السكان.
ثانياً: وليست استراتيجية الأرض الصعبة هي كل شيء فلا بد لنا أيضا من استعراض ضخامة العدو المادية والعسكرية في هذه المدينة الصغيرة حتى تكتمل الصورة في أذهاننا فنحن ندرك إن القاعدة الاستعمارية الضخمة الموجودة في عدن تعززها قوة عسكرية لا تقل عن 45 ألف جندي بريطاني، إن هذه القوة الضخمة قادرة على التحرك السريع لخنق مضايق الطرق واحتلال الشوارع والمناطق في حالة الشعور بأن هناك عملاً جاداً يهدد الوجود الاستعماري.. إن هذه القوات الاستعمارية الضخمة تستخدم دائما لحماية المؤسسات الاستعمارية الضخمة العسكرية منها والاقتصادية والسياسية بالدرجة الاولى ولحماية عملائها بالدرجة الثانية والذين يشكلون جميعا الهدف الأساسي للعمليات الفدائية.
ثالثاً: وجود جهاز مخابرات ضخم يتحرك ليلا ونهارا لمتابعة الوطنيين الشرفاء وهو منتشر في كل انحاء المدينة في الشوارع والازقة والمقاهي وبين ركاب الباصات، وإذا ادركنا إن جهاز المخابرات هذا من المواطنين العرب فاننا نحس حينئذ بالخطورة العملية التي يشكلها فعلا هذا الجهاز على العمل العسكري في عدن.
رابعاً: وجود أحزاب عميلة وانتهازية يمكن أن تخدم السلطات الاستعمارية بصورة كبيرة بطرق مباشرة وغير مباشرة في الادلاء بالمعلومات عن الجبهة والفدائيين أو انها تحس إن بعض الاشخاص لهم علاقة بالجبهة.
مؤرخ أكاديمي له 18 مؤلفاً وأكاديميا وأحد مناضلي حرب التحرير وأحد جرحى الاستقلال الوطني واحد مناضلي الوحدة اليمنية الأوائل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.