من المتوقع أن تشهد مدينة الضالع جنوباليمن صباح غداً الاربعاء مظاهرة دعا اليها طارق الفضلي أبناء المحافظات الجنوبية بلسان ما يسمى ب "الحراك الجنوبي" ووصفها بالغاضبة.. وتوقع مراقبون بأن من يقفون وراء هذه المظاهرة يعتزمون الاحتكاك مع الأجهزة الأمنية وجر السلطات في الضالع إلى مواجهات عنف يعول من خلالها سقوط ضحايا، ليجعلوا منهم "شماعة". وربط مراقبون بين دعوة الفضلي للتظاهر غداً في الضالع وبيان عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثة في محافظة صعدة شمال اليمن الذي اصدره اليوم، وأعلن من خلاله الافراج عن جنود مأسورين لديه من أبناء المحافظات الجنوبية تقديراً لما وصفها بالمواقف (البطولية للشيخ طارق الفضلي) وذهب مراقبون إلى القول بأن هناك تنسيقاً داخلياً وخارجياً لشغل السلطات اليمنية عن المتمردين الحوثيين بفتح جبهات في مناطق أخرى وتحديداً في المحافظات الجنوبية، كما أشاروا إلى التحالف بين تنظيم القاعدة يمثلهم في جنوباليمن طارق الفضلي، والتمرد الحوثي أو الشيعة الإمامية يمثلهم في شمال اليمن عبدالملك الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي. وهي العلاقة التي كان السعودي عتيق العوفي –أحد قيادات القاعدة في جزيرة العرب- قد كشفها قبل شهور عبر حوار أجرته معه قناة "العربية". وفي هذا السياق اعتبر وكيل محافظة الضالع لحسون صالح مصلح دعوة طارق الفضلي أبناء المحافظات الجنوبية للتظاهر غدا في الضالع، محاولة منه لشغل السلطات اليمنية عن المتمردين الحوثيين وعملاً بالعلاقة الاستراتيجية بين القاعدة والحوثيين. وقال لحسون في تصريح ل "الجمهور نت": "لا غرابة أن يقيم طارق الفضلي أو ما يسمى بالحراك الجنوبي تظاهرات ومسيرات في المحافظات الجنوبية، وهم يرون كغيرهم من أبناء الوطن المتمردين الحوثيين يلفظون انفاسهم الاخيرة، ولا غرابة ان يصف المتمرد عبدالملك الحوثي أفعال طارق الفضلي الاجرامية بالبطولية فكلاهما يرتبطان بمشكاة اقليمية معروفة لديها مخططات لزعزعة أمن واستقرار ليس اليمن وحسب وانما الوطن العربي برمته". وأضاف: "ما سيحدث غداً في الضالع هو امتداد للحوثيين وصورة للتحالف الوثيق بين القاعدة والشيعة الامامية (الحوثيين) والتي سبق للفضلي ان اعلنها بشكل لا مراء فيه.. هؤلاء ومن يقف وراءهم في الخارج يحاولون انقاذ التمرد الحوثي الذي باتت نهايته وشيكة، من خلال فتح جبهة في الضالع أو في أبين". وأشار لحسون إلى ما اسماها ب "القواسم المشتركة" بين طارق الفضلي وعبدالملك الحوثي وقال: "اهداف الفضلي والحوثي معلنة ومعروفة لدى عامة الشعب من اقصاه إلى اقصاه.. الحوثة يريدون العودة بالوطن إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر 62م.. إلى العهد الامامي البائد، كما هي اهداف الفضلي العودة بالوطن إلى ما قبل ثورة 14 أكتوبر 63م إلى العهد الاستعماري السلاطيني البغيض وهم فيما يسعون إليه واهمون. لحسون وكيل محافظة الضالع وهو نجل الشهيد صالح مصلح وزير الدفاع السابق في حكومة عدن قبل 86م، دعا في سياق تصريحه ل "الجمهور نت" أبناء محافظة الضالع إلى عدم المشاركة في المظاهرة التي يرتب لها منذ أيام طارق الفضلي.. منوها إلى ان الأجهزة الأمنية في المحافظة ستعمل وفقا للقانون على منع هذه المظاهرة التي لا هدف لاصحابها وهذا التكوين المشبوه والمسمى بمجلس قيادة الثورة، سوى زعزعة أمن الوطن واستقراره.. واستكمال لمؤامراتهم في جر أبناء الضالع إلى المحرقة فيما هم بعيدون عنها كعادتهم. وزاد: "طارق الفضلي لا يمثل إلا الارهاب ونفسه الارهابية، ومشروعه مرفوض جملة وتفصيلا فأبناء المحافظات الجنوبية وحدويون وادوارهم في دحر الامامة في شمال الوطن مشهودة، وما ثورة الرابع عشر من اكتوبر الا امتداداً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر سيرا نحو الحلم الجميل الذي تحقق في الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م باعادة تحقيق الوحدة اليمنية". وفيما قال أن احدا لم يتقدم إلى قيادة المحافظة بطلب ترخيص للمظاهرة وفقا للقانون انتقد لحسون موقف تكتل المشترك المعارض من القضايا الوطنية المصيرية والخارجين عن القانون والدستور، وقال: "للأسف الشديد قيادات أحزاب المشترك في الضالع وبالنظر إلى مواقفهم تجاه اعمال الشغب والدعوات التشطيرية والمتمردين، يشكلون المظلة السياسية التي يشتغل تحتها المتمرد الحوثي والانفصاليون والارهابيون. ودعا في ختام تصريحه ل "الجمهور نت" القيادة السياسية إلى عدم الحوار مع المتمردين الحوثيين، وان على هؤلاء الحوثة تسليم انفسهم وفقا لشروط اللجنة الأمنية الستة المعروفة.