هل ستخرج الحربُ الكلامية بين كوريا الشمالية وأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان عن السيطرة ؟!. المطمئنُ هو ان جنرالات ترمب الثلاثة، ماتيس وكيلي وماكماستر، المعروفين ب»محور العقلاء» في البيت الأبيض، يعملون على منع خروج الخلاف مع كوريا الشمالية، بشأن برنامجها النووي عن السيطرة. علاوة على لملمة شظايا الأزمات، التي تسبب بها ترمب. في تاريخ العلاقات الأمريكية- الكورية الشمالية، حربٌ ضروسٌ اندلعت سنة 1950- 1953 وسميت «الحربَ المنسية». بلغت الخسائرُ البشريةُ فيها 4 ملايين انسان، ما بين قتيل ومفقود وجريح، والضحايا المدنيون ضعف هذا الرقم. وانتهت الحربُ الكورية باتفاقية «لا غالب ولا مغلوب» !!. وفي تاريخ التوترات الدولية ازمةُ خليج الخنازير-ازمةُ الكاريبي، سنة 1962 بين اميركا والاتحاد السوفياتي، التي انتهت قبل ان تُفضي الى مواجهةٍ نووية ماحقة. تولى فرانكلين روزفلت الرئاسةَ الامريكية سنة 1940، بعد ان اقسم انه سيظل محايدا. وانه لن يرسل ابناءَ اميركا وبناتها الى الموت في الحرب العالمية الثانية!! وقد وفرت الفاشيةُ اليابانيةُ اقوى الذرائع ليدخل روزفلتُ الحربَ متخففا من قَسَمِهِ للشعب الأمريكي، حين باغتت 353 طائرةٌ يابانية، انطلقت من ست حاملات طائرات، الاسطولَ الأمريكي الرابضَ في بيرل هاربر بجزيرة هاواي في 1941.12.7 فدمرته عن بكرة ابيه وقتلت 2400 امريكي. حينذاك سأل الرئيس روزفلت مستشاريه: كم هو الدخل القومي السنوي لليابان؟. فقالوا: انه عُشْرُ دخل اميركا. فقال: اذن بالتاكيد سنهزمهم. في كتابه «التحدي الأمريكي» يقول جان جاك سرفان شرايبر، ان الهجوم الياباني، على الاسطول الأمريكي في بيرل هاربر، كان مرصودا ومعلوما للاستخبارات العسكرية الامريكية، قبل ان يقع، بسبب تمكن الاميركان من فك الشيفرة العسكرية اليابانية. في اليوم التالي للعدوان الياباني على بيرل هاربر، حصل روزفلت على موافقة دخول الحرب العالمية الثانية من الكونغرس. وحصلت شركاتُ المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، على عطاءات بأرقام فلكية !!. اليوم، تتدحرج الازمةُ الكورية الامريكية مجددا، ويهدد زعيمُ بيانغ يونغ اميركا، دون اكتراث بما يمكن ان يجره تهديده على شعبه. هذه التهديدات تثير اليوم أوسع قلق في العالم، ولدى شعوب اميركا واليابان وكوريا الجنوبية والصين ودول الهند الصينية. وفي كل الحسابات، وفي الخلفية، غدر اليابان في بيرل هاربر وضربة الطيران الإسرائيلية المباغتة، للمطارات الحربية المصرية في حزيران1967، فلن تسمح القيادة العسكرية ولا القيادة السياسية الامريكية ولا الكونغرس ولا وول ستريت ولا الاعلام ولا منظمات حقوق الانسان الامريكية، بان تتلقى المدن الامريكية الآهلة بالسكان، الضربةَ والرشقةَ الصاروخية النووية الأولى. لن تسمح مهما كانت النتائج، بتكرار كارثة بيرل هاربر، ناهيك عن توفر القُببِ والدروعِ الحديدية وصواريخ الاعتراض الامريكية، التي تتصدى للصواريخ كافة، المنطلقة نحو المدن الامريكية. كوريا الشمالية ذات النظام الدكتاتوري الشمولي، هي من اعتى انظمة الطغيان ومن افقر البلدان في العالم وأكثرها فسادا. اذ تحتل اخر القائمة على مؤشر مدركات الفساد بتصنيف 174من 176. ولن يحظى هذا النظام بدعم «سوفياتي» ولا بدعم صيني، كما كانت الحال في الحرب الكورية سنة 1950، فلن تغامر او تجسر، اي دولة على تحدي اميركا ودعم عدوها. شركات المجمع الصناعي العسكري الامريكي، ستبيع سلاحا وفيرا، الى اميركا أولا ثم الى اليابان وكوريا الجنوبية بالمليارات . والشيء بالشيء يذكر ويقارن: فالهنود يتمكنون لو أرادوا، من القضاء على الجرذان، في مصارف المياه العادمة تحت مدنهم. لكنهم يضعون كمية من مبيدات القوارض لا تقضي على اكثر من نصف جرذانهم، كي يظل النصف الآخر متحركا فتحول حركته دون تسكير تلك المجاري وانغلاقها، ومنع فيضانها واغراق وإغلاق المدن ونشر الأوبئة. الهنود، كما الآخرين، يشغلون اعداءَهم الجرذان «ببلاش»!! │المصدر - الدستور