اتصل بي صديق وزميل أكاديمي غال أثناء عرض برنامج الاتجاه المعاكس البارحة ليسألني رأيي المبدئي في أداء الأستاذ خالد الآنسي- وهو من محبيه- فأعربت له عن إعجابي به ، ثم اتصل بي آخر كذلك وكنا متفقين على الحكم على الأداء، أما زميلي الأول فكان هناك اختلاف جزئي بيننا حول ذلك الانطباع، أكده الزميل بعد نهاية البرنامج، وازددت إصراراً على انطباعي، فسألته: سبحان الله كيف يتم الحكم على الظواهر والأفراد والجماعات ؟ وكيف نقوّم بعضنا بطريقتين مختلفتين؟ رغم زعمي أن الأمر لا يقبل في جملته إلا الرأي الذي أزعم تبنيه بكل ضبط موضوعي، لدى كل منصف. ثم طالعت بعض الآراء وخاصة المتعاطفة أو المنتمية إلى تيار الحوثية فوجدتهم يستهجنون أداء الآنسي ، ويشيدون بأداء زميله البخيتي، فعدت إلى نفسي مستغربا مترحما على الموضوعية مدعيا أن حبي للأستاذ الآنسي لايحول بيني وبين نقده لو كان ثمة مجال يتسأهل ذلك ، لكني عدت أكثر فتذكرت الخلاف حول حقيقة الواحد الأحد، والمقدسات الإسلامية القائمة على أبلغ حجة وأنصع بيان عقلي قبل النقل ، ومع ذلك كابر فيها من كابر، ومارى فيها الكثير، فكيف بأداء لشخص في أجواء مشحونة باللدد والجهالة والنفاق والبؤس والعنصرية والتحيز الأعمى؟! لكني أ‘ختتم فأقول هل لمؤسساتنا التربوية والاجتماعية ولا سيما المدرسة والإعلام أن تقوم بدور كل في موقعه للتربية على هذه القيمة النادرة (الموضوعية) ؟ أم أن ذلك يبدو أمرا متعذراً كذلك في بلاد الإيمان والحكمة؟!