النص الكامل وفيديو كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية 33 بالبحرين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة فبراير.. أعادت القوات المسلحة إلى حضن الوطن

قوة الثورات ونجاحها لا يكون إلا بنبل أهدافها وشجاعة صانعيها من أحرار الشعب ومن أولئك الأبطال الذين استشعروا مسئولية وطن من القوات المسلحة والأمن المسارعين إلى حماية ثورة تصوغ مستقبل جديد.
إنهاء حكم الفرد
كان لابد للثورة أن تجد نصفها الآخر من أبطال القوات المسلحة وتجد لأهدافها رجالا من أبنائها قهرتهم سنوات الفساد وضياع الوطن والمواطن ،والتي تسبب فيها قلة آثرت أن تستأثر على كل شيء, ودفعت بالعميد الركن عبد السلام العلياني – قائد اللواء الأول حرس جمهوري سابقاً وعضو اللجنة العسكرية العليا حالياً للانضمام إلى ثورة ترد حقاً مسلوباً طال أمده, والذى كان انضمامه ،كما أوضح إعلانا من كل أحرار اليمن وشعبه بأن عهود الظلام والظلم وحكم الفرد قد ولت ولم يعد له مكان في زمن القرن الواحد والعشرين, وبأن القوة التي استمدوها كانت من الشعب الذي أعطاهم الخير كله مقابل نظام باع كل شيء وترك الثروة تهدر للعابثين في الداخل والخارج.
مستشهداً بميناء عدن والثروة السمكية وصفقات الغاز المشبوهة ،تاركاً الشعب كما قال كالأيتام في مآدب اللئام في إشارة منه إلى أراضي المواطنين المنهوبة والأموال المسلوبة والأطفال اليتامى والجوعى والمشردين الذين تلتقي أسباب أحوالهم في اللا دولة التي غاب عنها القضاء والعدل وأفرزت قضايا شائكة عانى ويعاني منها الوطن كالقضية الجنوبية, والتهامية, والمبعدين إلى غير ذلك من القضايا التي أحدثت شرخاً في نسيج الوطن.
إزاحة الفاسدين
وحقناً لدماء الشعب بشقيه الثائر والمؤيد للنظام السياسي كان قائد اللواء الأول حرس جمهوري سابقاً مسانداً لثورة أهم مبادئها إزاحة الفساد والفاسدين وهو ما ترجمته الثورات التي انطلقت في كل المؤسسات العسكرية والمدنية مبرهنة بذلك أن الثورة لم تكن سياسية أو على نظام بعينه بل كانت ثورة مطلبية وحقوقية، لم تكن من باب التدوير الوظيفي والمحاصصة التي تقاسمتها الأحزاب, لكنها قنبلة موقوتة سكنت شعباً من جور ما أصابه من الويلات خلال العقود الماضية.
بداية المشوار
الذكرى الثالثة لثورة (11) فبراير ألزمت قائد اللواء الأول في الحرس الجمهوري سابقاً أن يُذكر بأنهم لا يزالون في بداية المشوار الذي يتوجب أن تنار طريقه بالرقابة والمحاسبة لا بالسكوت عن الفساد ومكافأة الخارجين عن مصالح الشعب, وأن لا يظلوا يلعنون الماضي ويتباكون عليه، بل بالانطلاق صوب المستقبل الواعد, مضيفاً أنهم لم يقوموا بثورة كي يستلم الحكم حزب أو طائفة تستمر في ممارسة الفساد الذي إن لم يطلّق من أذهانهم ويذهب من قواميسهم إلى غير رجعة فإنهم راجعون بثورات أخرى حتى يعود اليمن السعيد كما كان بسدوده وحضارته وإعادة المجد الذي عُرف به منذ أن كانت تتولى فيه الحكم النساء.
يوم أزهق الله فيه الباطل
ويمثل العميد الركن عبد السلام العلياني ذلك اليوم من 11 فبراير 2011م باليوم الذي أزهق الله فيه الباطل وأظهر فيه الحق، والذي مثل له العدل الإلهي، عبر ثورة شعب انطلقت شرارتها في تعز حاضنة الثورات السبتمبرية والاكتوبرية ورسم فيها الشعب بكلتا يديه لوحة بالغة الألق والتناغم ،ملتحماً بجيشه الحر الأبي في فجرً جديد.. مترحماً على الشهداء الأبرار من صاغوا لليمن مجداً تحقق في الوطن رفعة وخلوداً وإباءً.
مستمرون في الثورة
مختصراً – يشير رئيس المجلس الثوري للدفاع والأمن في ساحة الحرية بمحافظة تعز سابقاً العقيد نجيب محفوظ المنصوري – إلى أسباب انضمامه إلى ثورة الشباب السلمية في فبراير 2011م المتمثلة في الفساد المالي والإداري والاستبداد وقمع الحريات, وصندوق الانتخابات المزور والديمقراطية المزيفة, ونهب الثروات العامة وأراضي الوطن, واختزال السلطة السياسية والحكم ببعض العوائل, وارتهان النظام في عمالته للخارج, وبيع السيادة الوطنية, وجعل الثروة والسلطة دولة بين مراكز القوى والقوى التقليدية والحروب الطائشة, جاعلاً من 11 فبراير يوم الانطلاقة الحقيقية إلى التغيير المنشود والانعتاق والحرية, مؤكداً أنهم لا يزالون مستمرون في الثورة حتى تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة.
روح تبحث عن التغيير
خبر نزل على عضو المجلس الثوري للدفاع والأمن في تعز سابقاً – العقيد في القوات الجوية عبد اللطيف الصديق كالصاعقة، وكان من أسباب نزوله لساحة الحرية الظلم الذي وقع عليه في مجال عمله وتفاجؤه بنزول اسمه في كشف المتقاعدين العام 2010م, وعند مجيء الثورة كان في ليلة ال 11 من فبراير قد سبق الجميع إلى شارع جمال بمدينة تعز ليشارك أول يوم مع شباب الثورة السلمية في ساحة الحرية هناك يحدوه الأمل كسائر شباب اليمن الذين نشدوا التغيير, وكونه شاعراً وعضو اتحاد أدباء اليمن, ونائب رئيس جمعية الشعراء الشعبيين في محافظة تعز فإن معاناته من الظلم خلقت لديه إبداعاً أدبياً مضافاً إلى جانب الفعل الثوري اللذين لازمانه منذ الوهلة الأولى التي نزل فيها إلى ساحة الحرية وكانت خلجات روحة في أول جمعة لثورة فبراير تنشد بمشاعر بثتها نفسه الثائرة والتي تصور أسباب وجوده وغيره من الشعب في تلك الساحات والميادين بقوله:
نفس العصابة حطمت أملنا
نفس العصابة ضيعت وطنّا
بأمرها قاضي العنا سجنا
بأمرها كيف الشقاء ضربنا
المال والثروة لها غنيمة
أما المناصب عندها وليمة
ومن يعارض تلبسه جريمة
ولا انتظر في مقبرة خزيمة
أول جمعة لفبراير العظيم
ولفساد سلطة طالته حتى كادت تقضي على مستقبله عبر إصدار أمر تقاعد هو اقرب إلى الموت لديه خاصة وهو من خريجي عام 1986م من أعرق الجامعات التي تدرس علوم الطيران ويبني على تخصصه وعمله آمالاً طموحة ومستقبلاً يظنه أفضل في قادم الأيام, غير أن الواقع المعتم صدمه لولا انفراج الثورة التي ذهب إليها مسرعاً لتحتضنه في أول جمعة لفبراير العظيم وهو ينشد شعراً:
ارحل بلا وعدً
فقد أزفت مواعيد الرحيل
لا شيء يلزمك البقاء
فالشعب ألزمك الرحيل
يا من سرقت الفجر
والأحلام والزمن الجميل
ارحل بلا أسفً
فلا عنباً تركت ولا نخيل
أول ضابط قوات جوية يعلن انضمامه للثورة
أول المنضمين إلى الثورة الشبابية من القوات الجوية لم يكن ليتأخر عن ثورة حاكت أحلام وطموحات شعب فالتزم أن يشاركها النجاح , مساعد قاعدة طيران العند الجوية للشئون السياسية والتوجيه المعنوي رئيس ائتلاف الضباط الأحرار في ساحة التغيير بمحافظة الحديدة سابقاً – مدير مديرية حيفان في محافظة تعز المهندس طيران عقيد جميل المعمري أول ضابط أعلن انضمامه إلى الثورة وانتقل إلى تعز بعد محرقة ساحة الحرية للدفاع عن الثورة هناك, أوضح أن الهدف الرئيسي من انضمامه كان كسر حاجز الخوف لدى ضباط القوات المسلحة وتحفيزهم من أجل الانضمام إلى الثورة وحماية الشباب الثائر المسالم الذي خرج إلى الساحة بصدور عارية , مبيناً أنه شعر باضطهاد الآباء فلم يرد أن يتم اضطهاد الأبناء من قبل النظام المستبد, معتبراً يوم ال 11من فبراير ولادة اليمن الجديد ونقطة التحول من الحكم الاستبدادي العائلي الذي جثم على صدور الوطن مدة 33 عاماً من السلب والنهب والتدمير وقتل الأبرياء واعتقال الشرفاء الذين خرجوا على ذلك النظام بالكلمة أو الفعل.
الفساد السابق في قيادات ألوية القوات الجوية
ملامح الصورة تبدو واضحةً لدى ملاح توجيه المقاتلات في عمليات القوات الجوية نقيب طيار- صادق محمد الأهدل الذي رتل قائلاً:
(11) فبراير يوم عظيم، خاصة لشريحة الشباب الذين قاموا بثورة شبابية ضد الظلم والفساد والطغيان الذي استمر 33 عاماً…. كانت ثورة سلمية خالصة في مختلف محافظات الجمهورية ابتداء بأمانة العاصمة وفي محافظات تعز, الحديدة, صعدة, وغيرها من محافظات الجمهورية, ونحن نشعر بأن هذا اليوم يوم تاريخي لأبناء الشعب اليمني كافة وبالأخص شريحة الشباب الذين تقدموا صفوف مسيرة الثورة الشبابية السلمية, ونعتبره يوماً عظيماً لأنه كان فاتحة ثورة سلمية على غرار بعض الثورات التي تمنطقت بالسلاح ,أما ثورتنا فكانت ساحاتها وميادينها تضم شباباً مسالماً بصدور عارية نشدوا الحرية وطالبوا ببناء دولة مدنية حديثة, كل أهدافهم كانت نابعة من مطالب الشعب اليمني الذي ظل ينشد دولة المواطنة العادلة طوال فترة زمنية طويلة ولم يستطع تحقيقها نتيجة وجود ديمقراطية زائفة ومغلوطة وقلة وعي لم يصل إليه الشعب اليمني ، ليشق خياره الديمقراطي عن طريق صناديق الاقتراع, فما كان السبيل أمام شباب الثورة إلا الخروج إلى ميادين الساحات, مبيناً أن من أسباب انضمامه إلى ثورة الشباب قناعته الخالصة في مساندة شباب الثورة كشعور ألزمه الوفاء به, ونتيجة لما كان جاثماً عليهم في قيادات ألوية القوات الجوية من ظلم وفساد ومحسوبية ووساطات وما تعرضت له المؤسسات العسكرية من نهب وإهمال خلال فترة حكم دامت 33 عاماً أصبح الجيش اليمني فيه لا يمثل إلا أشخاصاً بعينهم, ولم يعد يمثل أبناء الشعب اليمني كاملاً، فكان أن قرروا إعادة تلك المؤسسة العسكرية إلى الوطن عبر أول ثورة نجحوا فيها داخل القوات الجوية قضت على الطغيان وأزاحته بقوة الفعل الثوري.
تعز قلب اليمن النابض
لا تتحرر الشعوب والأوطان ولا تتطور إلا بجهود وتضحيات أبنائها وبإرادة الشعوب… هكذا كانت البداية لحديث – رئيس أركان كتائب الاستقبال بالمنطقة السادسة العقيد الركن دكتور- طلال عبد العزيز محمود الذي يجيد لغتين عالميتان هما الإنجليزية والفرنسية, وبطلاقة الإيمان بثورته التي قال إنها عندما تعلن عن نفسها لا يمكن أن يقف في طريقها أحد ولا يمكن لأي قوة قهرها, مضيفاً أن ثورة 11فبراير 2011 أتت استكمالا لثورتي الشعب المجيدتين 26سبتمبر و14 أكتوبر ضد قوى الظلم والطغيان والاستبداد, غير متناسيٍ أن بداية انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية السلمية كانت من محافظة تعز قلب اليمن النابض التي كانت دوماً وما تزال تقدم الكثير من التضحيات في سبيل الوطن, واصفاً تعز بالقلعة الصماء التي تلد الأحرار الذين بذلوا وما زالوا يبذلون من دمائهم وأرواحهم وفلذات أكبادهم حتى هذه اللحظة.
استعادة كرامة وطن مسلوب
مؤكداً بالقول: لقد كان قيام ثورة 11فبراير 2011م وخروج شباب الوطن والشعب إلى الساحات من أجل إسقاط واقتلاع نظام فاسد من جذوره , وليس استبداله بنظام فاسد آخر أشد وأنكى, وبناء دولة مدنية حديثة, دولة المواطنة المتساوية والنظام والقانون للجميع, فلم يكن خروجنا إلى ساحات الحرية من أجل شيء لأنفسنا, موضحاً أن الثورات تأتي بالشيء الجديد ولا يكون الرجوع بعد قيامها إلى نفس المربع المظلم الذي كان يعيشه صانع الثورة ويرزخ تحت وطأته, وإلا فإنها من وجهة نظره ليست ثورة، بل هبّة نسيم يكون الغرض منها تلطيف الأجواء ودغدغة مشاعر الشعوب في إشارة منه إلى أن خروج أحرار القوات المسلحة والأمن إلى ساحات وميادين الحرية رسالة إلى الأنظمة المستبدة والعالم أجمع بأن المؤسسة الدفاعية والأمنية هي ملك الشعب وليست ملك أشخاص, ولم يكن خروجهم من أجل الوقوف إلى جانب حاكم مستبد, بل من أجل استعادة كرامة وطن مسلوب خرجوا لتغييره إلى أفضل ما كان يصبو إليه أبناء القوات المسلحة والأمن والشعب اليمني من تحويل الوظيفة العامة ومراكز القرار إلى مستحق وطني يكون في متناول كل اليمنيين, وإنهاء احتكار طبقة أو فئة وقبيلة على الانفراد بمؤسسات الدولة وصنع القرار.
رسمت ملامح مستقبلية لليمن السعيد
مواصلا بالقول: إن ثورة ال11من فبراير 2011م, رسمت ملامح جديدة ومستقبلية لليمن السعيد مع ملامح دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية للجميع, ثورة كان الهدف منها الانتصار لهذا الوطن وليس للأحزاب والمصالح الشخصية وبناء الدولة المدنية الحديثة الذي ليس فيه للجنرالات والمشائخ أي سلطة, اتحدوا يا أبناء اليمن وشدوا الهمة فمستقبل اليمن بين أيديكم وقولوا لمن يحاول النيل منها أن اليمن كبير وأكبر من كل المكائد والحيل وأنكم شببتم عن الطوق ولن تسولوا الرجاء على أبواب الطغاة وكبرتم على أن تعيشوا صغاراً تحت خطوطهم الحمراء، بهذا سوف يهابكم الجميع ويعملون لكم ألف حساب, لا تتركوا دماء الشهداء تذهب هباء وهم الذين ضحوا من اجل هذه الثورة, كونوا أوفياء لأحلامهم الوطنية النبيلة, واتركوا أصحاب الشعارات الزائفة التي تتشدق باسم الوطن, وأصحاب الفكر الضيق الذين لاهم لهم سوى الوصول إلى السلطة وتحقيق مآربهم, ويقفون حجر عثرة في طريق إنجاح ثورة 11فبراير التي تعتبر ومضة مضيئة لكل اليمنيين نحو المستقبل, متمنياً في ختام حديثه أن تعاد حقوقهم المسلوبة كضباط أكاديميين حاصلين على أعلى الشهادات.
عايشنا نظاماً ينتهج الفساد ويمارس الظلم
ذات الأسباب هي من أججت براكين الغضب لدى نائب رئيس المجلس الثوري للدفاع والأمن في تعز سابقاً – العقيد فهد عباس الخليدي كأحد أبناء المؤسسة الأمنية، في الخروج لصناعة ثورة يتم فيها ولادة حلم جديد ومستقبل يتسع للوطن بقوله: عايشنا نظاماً مارس الظلم ونشر الفساد حتى استشرى في مفاصل الدولة وأجهزتها كان في مقدمتها الأجهزة الأمنية والعسكرية, وعانى الفرد اليمني سوء حالات المعيشة نتيجة ثروات تنهب وتوزع في استقطاب ولاءات تضمن للحكام بقاءهم في السلطة, حكموا خلالها بالظلم والحرمان وبيع مصالح الشعب من أراضي وميناء وغاز إلى غير ذلك من المقدرات والثروات, وغياب العدل لفترة طويلة, خرجنا لاستعادة الحرية الكاملة لأبناء الشعب اليمني ليستطيع اختيار من يمثله ويحكمه, ودعماً واستجابة لنداء الثورة وللمبادئ التي دعت إليها, وتطلعاً لبناء دولة حديثه تحمي مصالح الأمة وتوصلها إلى ما يأمله الفرد فيها من تقدم ورقي, واستجابةً لدعوة الضمير الذي يتملكني ويفرض علي نصرة الحق والعدل باعتباري أحد أفراد هذا الشعب, مضيفاً أن 11فبراير يوم ولد فيه وعانق الحرية والعزة والكرامة مرتشفاً منها عبقاً لصناعة غدٍ أفضل, وأنها تشكل امتداداً لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
تفصيل الدستور وتكييف السياسة
متنقلا العقيد فهد عباس الخليدي في سرد أسباب انضمامه إلى ثورة الشباب إلى أن اليمن كان يمر بظروف سياسية عصيبة ناتجة عن التفرد في الحكم الذي تم العض عليه بالنواجذ, والعمل على إقصاء كل منافس وتكييف الديمقراطية وفق أهوائه والعمد إلى تفصيل دستور البلاد ليكون حامياً له ومدداً لحكمه في كل فترة انتهاء ولايات الحكم الدستورية والتمادي إلى البدء بالعمل على توريث الحكم تحت عباءة الجمهورية من خلال تعيين الأقارب في المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية والتحكم بمفاصل الدولة الرئيسية التي حولت جيش الوطن من خلالها إلى جيش للعائلة الحاكمة, مضيفاً انه في المجال الاقتصادي دخلت اليمن فوضى اقتصادية تدحرج فيه الاقتصاد إلى أدنى مستوياته بعد أن بدأ باستخراج النفط والغاز , وتم توزيع الحقول النفطية بين الأسرة الحاكمة والمقربين ومن سار على نهجهم ووالاهم من المتنفذين والمشائخ, وبدلاً من زيادة كميات النفط المستخرجة مقارنه إلى عدد الشركات العاملة في تلك الحقول تناقصت كمية حصة الشعب إلى مستوى لا يصدقه العقل ولا يرتضي به جاهل إذا ما قورن بإنتاج أصغر دولة في الجوار تنتج المليون والنصف برميل يومياً وتبيع الغاز ب3 دولارات, موضحاً حزنه على تلك الاتفاقية التي كانت ستبرم مع شركة توتال وتمنح اليمن 2مليار دولارسنوياً, وعلى الأسطول البحري الذي كان سيبنى لنقل الغاز ليصل عبر الأنابيب إلى كل بيت في العاصمة, فضلاً عن مخلفات المصافي التي لم تستفد منها اليمن لتتحول إلى بترو كيماويات تدر أموالاً لا تتخيلها العقول, والقيام بتأجير ميناء عدن لتظل حبيسة غير قادرة على التطور, والسماح للشركات الأجنبية بالاصطياد من البحار اليمنية وجرف ثرواتها السمكية, متطرقاً إلى الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه التي شهدت تدهوراً مستمراً، وازدياد نسبة البطالة، وانخفاض مستوى المعيشة، وضيق سبل العيش أمام ملايين المواطنين.
تدمير القوات العسكرية
يبقى الظلم والفساد العامل المشترك لمن خرج ينشد ثورة للقضاء عليهما ،أحدهم مدير مكتب قائد لواء أنصار الثورة النقيب راجح أحمد الحرفي الذي فض قلبه حروفاً صاغها في أسباب تأييده للثورة الشبابية السلمية بأن الظلم الذي كان يجده مع زملائه من نظام وحكومة فاسدة في كافة المجالات والاتجاهات لا سيما وأن أهمها تلك التي كان ينتسب إليها المؤسسة العسكرية ويعمل فيها ويضحي أكثر من أولئك الحاصلين على الامتيازات ويحصل هو على أقل الحقوق, مضيفاً أن سياسة إقحام الجيش في حروب استنزافية دمرت معداته واستشهد فيها الكثير من مقاتليه, وفقدان هيبة الدولة, بالإضافة إلى حنقه من تلك الأوامر التي كانت توجه للمقاتلين بالانسحاب من المواقع بعد السيطرة عليها كان يرى في ذلك تدميراً ممنهجاً للقوات العسكرية عن طريق تعيين القادة غير الأكفاء في مناصب قيادية وفي أوقات حرجة ,أما عن الجانب المدني فإن الفساد كما يقول كان ظاهراً في كل مؤسسات الدولة وان خيراتها من الموارد والثروة كانت تذهب إلى صالح أشخاص معروفين لا يخفون على أحد.
عيد وطني
مؤكداً أن يوم 11 فبراير 2011م كان يوماً تصحيحياً لمسار ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر وترسيخ دعائم وحدة 22 مايو المباركة, الذي ترك الشعب فيه السلاح وخرج حتى الرجل العسكري بدونه إلى خيمة للتعبير عن رأيه منتهجاً مبدأ الحوار وكسر حاجز الصمت برفض الظلم والمناداة بالحرية والعدالة والمساواة, ولمبلغ هذا اليوم في عينيه وقلبه وما مثله من ثورة عصفت بظلم طال أمده وكشف ستار الحرية يؤمن بأن هذا اليوم عيد وطني مجيد اتفق فيه اليمنيون واجتمعوا في ساحات الاعتصام بكافة مكوناتهم السياسية والمذهبية على كلمة واحدة وهدف واحد وهو الوطن, مذكراً بأن الثورة من واجب الجميع العمل على استكمال أهدافها وتطبيقها على الواقع وفاءً لدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل ثورة أرادت للمجتمع حياة كريمة مختتماً بدعائه إلى الله أن يحفظ اليمن وأهله ويرحم الشهداء وينصر الثورة حتى النهاية.
ثورة لتحقيق المواطنة المتساوية
يوضح العقيد مهندس طيران أحمد فؤاد أحمد نعمان والمنسق العام للمجلس الثوري للدفاع والأمن سابقاً أسباب انضمامه لثورة (11) فبراير بتعز بالفساد والظلم الذى كان مستشرياً والامتيازات الانتقائية الخطيرة التي كانت في إطار الجيش وكانت بعيدة كل البعد عن مفاهيم المواطنة المتساوية ،مضيفا بأن ثورة ال(11) من فبراير جاءت للقضاء على كل ما هو سيئ في هذا الوطن وأن الشعب اليمني قد شب عن الطوق ،وأنه بعد اختتام مؤتمر الحوار ومخرجاته لم يعد هناك عذر لعدم الثبات كصف واحد لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.