التقى رئيس الانقلاب المصري عدلي منصور بوفد الكونغرس الأمريكي، وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل، كل على حدة اليوم بمقر الرئاسة شرقي القاهرة. فقد التقى منصور بوفد الكونغرس الأمريكي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية المعنية بشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا ووسطها في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، تيم كاين، الذي يزور مصر حالياً في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. وجاء اللقاء عقب لقائين منفصلين للوفد مع كل من وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، ووزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي. ويعد هذا الوفد الأمريكي، هو "الثاني" من الكونغرس الذي يصل العاصمة المصرية في أقل من 48 ساعة. وقال المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية، إيهاب بدوي، إن السيناتور "كين" هنأ منصور على انجاز الدستور الجديد وإقراره، واصفا إياه بالإنجاز الهام، ومثنيا على ما تضمنه من نصوص تحمي حقوق المرأة والأقليات، ضمن أمور أخرى، ومعتبراً أن نسبة المشاركة في الاستفتاء تعد مؤشرا إيجابيا. وقال بدوي في بيان صادر عن رئاسة الانقلاب إن اللقاء تناول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، التي جاء في مقدمتها مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية التي تجرى برعاية أمريكية. وأعرب السيناتور الأمريكي، بحسب البيان، عن إلتزامهم أكثر من أي وقت مضى بإنجاح هذه المفاوضات. وأكد منصور على الأهمية التي توليها مصر للنجاح في بلورة اِتفاق إطار يضمن التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا الحل النهائي بما يشكل ركيزة أساسية للاستقرار الدائم في المنطقة، منوهاً إلى ضرورة ترجمة هذا الالتزام والتفاؤل إلى جهد ملموس يسفر عن نجاح هذه المفاوضات. كما أعرب عن تأييد مجلس الشيوخ للعلاقة الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الأعضاء وباستثناء حالات فردية معدودة – يأملون في تطويرها ويتطلعون لذلك في مستقبل قريب، ومؤكداً أن الولاياتالمتحدة تدرك أهمية مصر ودورها في المنطقة. وأضاف "كين" أنه يأمل من خلال لقائه بمنصور وعدد من المسئولين المصريين أن ينقل لنظرائه في الولاياتالمتحدة صورة حقيقية عن مدى التقارب الذي يجمع بين البلدين، وما يرتبط بذلك من مصالح وأهداف مشتركة، سواء على المستوى الاقتصادي، حيث أشار إلى أهمية إسهام الولاياتالمتحدة في تنشيط الاقتصاد المصري، أو على صعيد مكافحة الإرهاب، مشيداً بالدور القيادي الذي تلعبه مصر في هذا الصدد على مستوى المنطقة. وبحسب بيان الرئاسة، أعرب منصور عن حرص مصر على علاقاتها بالولاياتالمتحدة، موضحاً أن هذا الحرص يرتبط بشكل مباشر بمدى حرص الولاياتالمتحدة على ذات العلاقة، وما يرتبط بها من مواقف وأهداف ومصالح، مضيفا أن مصر كانت تود أن تتفهم الولاياتالمتحدة مبكراً حقيقة ما جرى في مصر، كما أنها كانت تود أيضاً وهي تحارب حرباً حقيقية ضد الإرهاب في سيناء وباقي أنحاء مصر أن تجد من الدول الصديقة استمرارا لدعمها التقليدي. وعلى الصعيد الاقتصادي، استعرض منصور جهود تحسين المناخ الاقتصادي في مصر، منوهاً إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار يعد أمراً لا غنى عنه لجذب الاستثمارات الأجنبية وإنعاش الاقتصاد المصري، وهو الأمر الذي يتطلب مكافحة الإرهاب واستعادة الاستتباب الأمني في كافة ربوع البلاد. وبشأن لقاء الوفد بوزير الدفاع المصري، قال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان رسمي على صفحته بموقع الفيسبوك إن "اللقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وإنعكاسها على الأمن والإستقرار بالمنطقة ، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك فى ضوء علاقات التعاون العسكرى بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية". من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في بيان له، إن "اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة، وأهمية الحفاظ على هذه العلاقات فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية بما يخدم مصالح البلدين وإستناداً إلى الإحترام المتبادل، وعدداً من القضايا الإقليمية وفى مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء مسار التفاوض الجارى بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، وأخذاً في الاعتبار زيارة السيناتور الأخيرة لكل من تل أبيب ورام الله. وبحسب بيان الخارجية المصرية، فإن فهمي أشار خلال اللقاء إلى حرص مصر على الانفتاح على العالم الخارجي وإضافة شركاء جدد مع الحفاظ على علاقات المشاركة القائمة في إطار المصالح المتبادلة. كما تناول اللقاء ظاهرة الإرهاب فى العالم بصفة عامة وفى منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، وأهمية تضافر جهود البلدين ثنائياً ودولياً لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وما تمثله من تهديد للقيم الديمقراطية ولجهود بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية فى المنطقة والتنمية والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، كما عرض الوزير فهمى تطورات تنفيذ خارطة الطريق، وفق البيان. ونقل البيان، الذي وصل الأناضول نسخة منه عن السيناتور، تأكيده، خلال اللقاء، على الحرص الأمريكي على تطوير العلاقات مع مصر فى مختلف المجالات وبصفة خاصة المجالات الاقتصادية بما يحقق مصالح شعبى البلدين. وتأتي زيارة وفدي الكونغرس بعد أيام من زيارة قام بها وزيرا الدفاع والخارجية المصريين إلى روسيا، والتي اتفقا خلالها مع الجانب الروسي على تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين. والتقى منصور أيضا بمقر الرئاسة، بسعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، وزعيم تيار المستقبل اللبناني. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في بيان صحفي أخر إن منصور استهل اللقاء بالإعراب لضيفه اللبناني عن خالص تعازيه في ضحايا تفجيري بيروت الأخيرين متمنيا أن يكون النجاح في التوصل إلى توافق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة مؤخراً، خطوة على سبيل تحقيق ذلك؛ بما يجنب لبنان مخاطر الانزلاق في الصراعات الإقليمية الدائرة. وأكد منصور، على الموقف المصري الداعم للدولة اللبنانية ممثلةً في مؤسساتها الدستورية، ومعبراً عن دعم مصر للحوار بين كافة الأطراف السياسية اللبنانية. ولفت إلى أن مصر تتابع عن كثب أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي بدأت عملها في لاهاي يوم 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتأمل أن توفق في إرساء العدالة والتوصل إلى نتائج بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وعلى صعيد الأزمة السورية، قال منصور إن "مصر ساندت الثورة السورية منذ بدايتها، وأن مصر نفسها في حالة ثورة منذ ثلاث سنوات، إلا أن هذا الدعم المصري لا ينسحب على ما تحولت إليه بعض مكونات المعارضة والثورة من تطرف وتشدد يُمثلان خطراً على سورياولبنان والمنطقة بأسرها". وقال منصور، بحسب ما نقله بدوي "ومن ثم فإننا نُشجع الحل السياسي في سوريا، ولكن ليس على حساب التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة ولا على حساب وحدة الأراضي السورية".