كان قرار ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية والاماراتوالبحرين بسحب سفرائها من قطر متوقعا لان هذه الدول، وحسب ما قالته مصادر خليجية ل "راي اليوم" قد طفح كيلها من عدم التزام الدوحة بالسياسات الخليجية المتفق عليها والاجراءات التي تعهدت بها، اي دولة قطر، بوقف تقديم الدعم لحركة الاخوان المسلمين واطلاق العنان لقناة "الجزيرة" لاستضافة بعض قياداتها على شاشاتها للتحريض ضد المشير عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية الحاكمة علاوة على ايواء الدوحة لمعارضين خليجيين ومنحهم جنسيات قطرية. ويبدو ان الكويت التي من المفترض ان تكون الدولة الرابعة التي تسحب سفيرها من الدوحة قد تراجعت في اللحظة الاخيرة لرغبتها في ان تظل تلعب دور الوسيط في الخلافات الخليجية، وربما لان اميرها الشيخ صباح الاحمد يتعافى حاليا من عملية جراحية اجريت له في الولاياتالمتحدةالامريكية. الكويت غضبت ايضا من دولة قطر لان اميرها الشيخ تميم بن حمد تعهد امام العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وبحضور امير الكويت بوقف دعم بلاده لحركة الاخوان، و"لجم" قناة "الجزيرة" عن التعرض لمصر، ولكن يبدو ان السلطات الكويتية قررت البقاء بعيدا واتخاذ موقف حيادي، اسوة بسلطنة عمان. وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، مثلما قال المصدر الخليجي نفسه ل"راي اليوم" عودة الشيخ يوسف القرضاوي الى الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة قبل الماضي وتحديه دولة الامارات والسخرية من محاولاتها اسكاته، وعدم تحملها لانتقاداته لمعارضتها للحكم الاسلامي، ومواصلة هجومه على المشير عيد الفتاح السيسي ودعمه للاخوان. وتوقع المصدر اتخاذ اجراءات "عقابية" اخرى في حق دولة قطر من قبل الدول الثلاث في الايام او الاسابيع المقبلة. وكانت اعلنت السعودية والبحرينوالامارات الاربعاء انها قررت سحب سفرائها لدى قطر بسبب عدم "التزام" الدوحة بمقررات "تم التوافق" عليها سابقا بحسب بيان صدر عن الدول الثلاث. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن البيان ان الدول الثلاث "اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من قطر اعتبارا من اليوم". وتابع البيان ان الدول الثلاث بذلت "جهودا كبيرة" مع قطر للاتفاق على "الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الامني المباشر او عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الاعلام المعادي". ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي في مصر محمد مرسي مع اعلان السلطات السعودية تاييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الاماراتوالكويت دعما ماليا مهما لها. وفي حين حظرت الامارات جماعة الاخوان المسلمين وتخضعها لمحاكمات، تستعد السعودية لتطبيق قرارات اتخذتها قبل فترة لمعاقبة المنتمين لاحزاب وتيارات عدة بينها تلك المحسوبة على الاخوان المسلمين. وهناك ايضا التباينات حيال سورية واتهامات موجهة لقطر بانها تؤوي وتشجع الاخوان المسلمين وتمنحهم قناة الجزيرة منبرا لافكارهم. واكد البيان التوصل الى اتفاق حول هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لكن قطر لم تتخذ اتفاق "الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ". وتابع ان الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول الست في التكتل الخليجي في الرياض امس بذل محاولات كبيرة "لإقناع قطر بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ (...) الا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات". يذكر ان الوجوم كان باديا على وجه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ونظيره القطري خالد العطية خلال اجتماع مطول عقده الوزراء في مقر الامانة العامة امس في حين غادر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد ال خليفة الاجتماع مبكرا. وختم البيان معربا عن الامل في ان تسارع قطر إلى اتخاذ "الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه".