تحت معاناة انقطاعات التيار الكهربائي، وأزمة خدمات طاحنة، في مقدمتها أزمة المشتقات النفطية، دخل منتصف الأسبوع الماضي قرابة 600 ألف طالب يمني الامتحانات الدراسية الأهم في البلاد (الأساسية، الثانوية) العامة، للعام الدراسي 2013م -2014م. لم يجد غالبية من تحدثنا معهم من طلاب الثانوية العامة أي صعوبات في اسئلة مادتي (القرآن الكريم, والتربية الإسلامية), يمكن الاستياء منها، لكن ذلك لا يعني أن الوضع على ما يرام، حيث يشكو البعض من اسئلة مادة اللغة الانجليزية.. طلاب ثانوية يعيشون الأزمة يقول ناعم العباسي –أحد طلاب الثانوية قسم علمي الذي التقيناه الخميس الماضي في أحد شوارع العاصمة عائداً من مركزه الامتحاني (مدرسة سيف بن ذي يزن) في صنعاء,: "امتحانات القرآن الكريم, والتربية الإسلامية, كانت سهلة بالنسبة لي، لم تختلف نماذج الاسئلة عن العام السابق. أما اسئلة اللغة الانجليزية فقد وجدنا فيها بعض الصعوبات, لأن نموذج الاسئلة اختلف عن نماذج الأعوام السابقة، لم نجد مثلاً سؤالاً حول استخراج اللواحق والبوادئ كما كان في الاعوام السابقة، وهو من الاسئلة البسيطة. ورغم ذلك تمكنت من الاجابة على معظم اسئلة القواعد، لكنني لم اجب على سؤال (صح وخطأ) لأنني لم اجد الإجابة اساساً في القطعة كما هو مطلوب. باختصار اتوقع في كل اجاباتي على اسئلة الانجليزي الحصول على 10 درجات من 15 درجة في كل سؤال". ويوافقه جانباً من الرأي، زميله أحمد الذبحاني: "المشكلة في امتحانات المواد العلمية القادمة، نحن نخاف الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، خصوصا إذا استمرت مشكلة أزمة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء". وتابع الذبحاني، الذي قال إنه أكبر اشقائه: "لعدم توفر مادة الغاز المنزلي اضطريت يوم أمس (الأربعاء) الانتظار في طابور طويل أمام إحدى المحطات لتعبئة اسطوانة الغاز لأكثر من ثلاث ساعات، وفي الأخير عدت إلى المنزل دون الحصول على غاز لنفاد الكمية في المحطة، كذلك انقطاع التيار الكهربائي طوال الليل، أيضاً صباح الخميس ونحن متجهون إلى الامتحان لم نجد بسهولة وسيلة مواصلات تقلنا إلى المركز الامتحاني، هذه الأمور وغيرها تسببت في عدم اجابتي بشكل جيد على اسئلة مادة اللغة الانجليزية يوم الخميس". ويبدو وضع زميلهما الطالب ناعم شمسان التوهمي، أكثر سوءا،: "وجدت صعوبة في اسئلة مادة اللغة الانجليزية وتحديداً في القطعة. وتعرضت للاعتقال من قبل الشرطة يوم أمس (الاربعاء) مدة تزيد عن أربع ساعات في احد اقسام الشرطة بالعاصمة، لأنني كنت اشاهد اشخاص يحرقون الإطارات ويمنعون مرور السيارات على خلفية أزمة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء)، وهذا أثر في مزاجي وإجاباتي على اسئلة امتحان يوم الخميس (اللغة الانجليزية)..". نماذج الأسئلة فكرة ممتازة ويرى هؤلاء وطلاب آخرون لم يجدوا أي صعوبات في اسئلة المواد حتى الآن بما في ذلك اللغة الانجليزية، أن تعدد نماذج اسئلة الامتحان فكرة ممتازة، كونها ساهمت في الحد من حالات الغش التي كانت تحدث في السنوات الماضية من خلال تناقل المعلومات بين الطلاب في قاعات الاختبارات، ويجمعون على أن "تعدد نماذج الاسئلة جعل كل طالب ينشغل بالإجابة على اسئلته، لأنه من الصعب أن يحصل على أي اجابات من زميل آخر له، حيث أن إجمالي عدد الطلاب داخل قاعة الاختبار 24 طالباً، كل 6 طلاب لديهم نموذج من الاسئلة، وبالتالي هذا الأمر جعل قاعات الاختبارات هادئة وخالية من أي ضجيج". كابوس الكهرباء ومع ذلك فإن عديد الطلاب بدوا مستاءين من الوضع القائم حالياً، وربما كان فيهم من يتمنى تاجيل الامتحانات . طالب الثانوية محمود الصلوي: "كنت مستعداً بشكل جيد لهذه الامتحانات لكن ما شهدته العاصمة (في إشارة إلى أزمة المشتقات النفطية وما شهدته نتيجتها العاصمة صنعاء يوم الأربعاء الماضي من أعمال عنف، فضلاً عن الظلام الدامس الذي اغرق المدن اليمنية وبلغ ذروته أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الأسبوع الماضي، بسبب اعتداء تخريبي نفذه مسلحون على أبراج الكهرباء في محافظة مأرب تسبب في إخراج المنظومة الوطنية بأكملها، أعقبه ثلاثة اعتداءات مزدوجة)، اقلقني كثيراً وانعكس سلباً على إجاباتي, فمنذ اليوم الأول من الامتحانات (الثلاثاء الماضي) وحتى منتصف ليل الخميس تفاقمت مشكلة انقطاعات التيار الكهربائي بشكل كبير، ساعات محدودة لا تتجاوز الثلاث أو الأربع في اليوم الواحد يصل فيها التيار للمنازل، وغالباً في النهار, لذا فوزارة الكهرباء تتحمل المسؤولية, وكان ينبغي تأجيلها". هم يومي لأولياء الأمور صادق الشرعبي، يشارك ابنته يومياً قلق الامتحان، ويظل بانتظارها واقفاً في محيط المدرسة. تعاني ابنة الشرعبي من مرض السكري، ولذلك هو يخشى من اندلاع اي أعمال عنف، تستدعي تدخل واطلاق قوات مكافحة الشغب النار، مع قلق الامتحان قد يؤدي في ادخال ابنته في غيبوبة مفاجئة. وفوق ذلك والحديث للشرعبي "نتيجة ازمة المشتقات النفطية، اواجه إشكالية كبيرة في التنقل مع ابنتي من مقر إقامتنا جنوب العاصمة إلى شارع هائل في شمالها، حيث يقع مركزها الامتحاني، فضلاً عن ما شهده هذا الشارع (هائل) يوم الأربعاء من وقطع الطريق اعقبه يوم الخميس انتشار امني كبير. من جهتها أكدت إحدى الأمهات-ولي أمر، أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، مشكلة مؤرقة للطلاب والطالبات, ونتيجتها لا يستطيع الطلاب الاستعداد للامتحان بالشكل المطلوب، صحيح أن غالبية الطلاب يلجأون إلى استخدام الشموع لكنها لا تفي بالغرض، وهي تطالب هنا بوضع حلول عملية لهذه المشكلة. 583 ألفاً و692 طالباً وطالبة ورغم الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم للحد من ظاهرة الغش في الامتحانات والتجمهرات خارج المراكز الامتحانية، كتعدد نماذج الأسئلة، بواقع 4 نماذج في القاعة الواحدة، أو بمعنى آخر اصدار استمارة ثانوية بثمان شفرات وأربعة نماذج امتحانية، فضلاً عن إمداد المراكز الامتحاينة بأكثر من 120 ألف تربوي ك "مراقبين"، مشرفين محليين ومركزيين، ورؤساء لجان امتحانية، وملاحظين، بالإضافة إلى نشر أكثر من 30 ألف جندي (بينهم شرطة نسائية في مراكز الطالبات)، إلا أن ذلك لم يحول دون ابتكار الطلاب وسائل غش جديدة من خلال التكنولوجيا، تمثل ذلك بضبط إدارة مركز 30 نوفمبر للامتحانات بمحافظة صنعاء، في أول يوم امتحان للثانوية العامة حالة غش هي الأولى من نوعها عبر خدمة «الواتس اب»، إلى جانب ضبط حالتي انتحال شخصية في المركز نفسه، كما أعلن عن ضبط 18 حالة انتحال شخصية في عموم مراكز محافظة صنعاء. ويبلغ عدد المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي 241 ألفاً و861 طالباً وطالبة، يؤدون امتحاناتهم في 1543 مركزاً امتحانياً. فيما يبلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الأساسية 341 ألفاً و831 طالباً وطالبة، يؤدون امتحاناتهم في 3303 مركزاً امتحانياً.