تدور أعنف المعارك بين قبائل الجوف تساندهم قوات من الجيش وبين مسلحي مليشيا جماعة الحوثي في مديرية الغيل ومناطق الصفراء وبراقش وحصن آل صالح من محافظة الجوف, حيث ما زالت المعارك مستمرة منذ ظهر أمس الجمعة وحتى قبيل فجر اليوم. وتؤكد مصادر محلية سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء المواجهات المستمرة والمعارك الطاحنة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأشارت المصادر إلى أن قبائل دهم وهمدان والشولان وكافة قبائل الجوف ومأرب المجاورة تخوض مواجهاتها أمام مليشيا جماعة الحوثي للدفاع عن قراهم ومناطقهم ويؤكدون بأن الجوف ستكون مقبرة الحوثيين، بحسب يومية «أخبار اليوم». ولفتت المصادر إلى أن المعارك التي اندلعت ظهر أمس جاءت بعد يوم شهد اشتباكات متقطعة وتراشق بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة وأن قبائل الجوف نصبت كميناً لمسلحي الحوثي الخميس أوقعت منهم عشرات القتلى والجرحى على أبواب حصن آل صالح. وأوضحت أن رجال القبائل من أبناء الجوف تركوا مجموعة مسلحة من مليشيا الحوثي تتسلل سيراً على الأقدام إلى محيط حصن آل صالح الذي يحاول الحوثيون السيطرة عليه مجدداً بعد أن طهّره رجال القبائل وأن قبائل الجوف قد نصبت كميناً لهم على أبواب الحصن ومحيطه من جهة كما قام رجال القبائل بعملية التفاف ودارت معركة في محيط حصن آل صالح قتل فيها وجرح العشرات من الحوثيين الذين انكسروا بعد ذلك. وأضافت المصادر إن وحدات محدودة من القوات المسلحة تشارك أبناء الجوف في القتال دفاعاً عن مناطقهم وقراهم وأن مليشيا الحوثي تتخذ من منطقة براقش الأثرية التاريخية مؤخرة لعملياتها في مهاجمة أبناء الجوف, كما أن مليشيا الحوثي تجمع حشودها إلى تلك المنطقة. وفي السياق أفاد مصدر محلي ل «الخبر» بأن معارك الأمس التي دارت بالقرب من موقع حصن آل صالح أسفرت عن مقتل 30 حوثياً، مؤكداً أن قتلى الحوثيين توزعوا مابين حرف سفيان وبرط وصعده، فيما لم يتسنى التأكد من صحة عدد القتلى من مصادر حوثية. وكان الحوثيون قد نفذوا هجمات على موقع الحصن في محاولة لاسترجاعه من الجيش واللجان الشعبية، إلا أنه تم كسرهم وإجبارهم على الانسحاب. من جانبه حمّل الشيخ الحسن أبكر رئيس ملتقى أبناء الجوف ورئيس شورى الإصلاح بالمحافظة جميع الأطراف الوطنية مسؤولية مواجهة الحوثي وإيقاف جرائمه ضد أبناء الوطن . ونفى في تصريح صحفي أن يكون قد حمل طرف بعينه مسؤولية خذلان أهل دماج وكتاف كما تناقلته بعض وسائل الإعلام . وقال أبكر إن «الدولة ممثلةً برئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني وجميع الأحزاب السياسية بما فيها حزب الإصلاح يتحملون المسؤولية الوطنية لإيقاف التمدد الحوثي المدعوم من إيران»، حسب وصفه. وأشار إلى أن الحوثي يتلقى هزائم فادحة وقتلاه بالعشرات في بعض المناطق الحدودية خارج محافظة الجوف وأن رجال القبائل وبدعم من الجيش والامن لن يسمحوا للحوثي التمدد على أراضيهم وأن الجوف ليست عمران. وفي تصريح أخر للشيخ أبكر نشرته يومية «أخبار اليوم» قال فيه: «أقول لكل الذين يتآمرون على الجوف و الذين يسعون للإطاحة بالجوف بعد أن أطاحوا بعمران سواء الذين يتأمرون علينا في البلاد بالداخل وهم يعرفون من هم وأنا أعنيهم, لافتاً إلى أن المتآمرين على الجوف على رأسهم رئيس الجمهورية وعلى رأسهم وزير الدفاع، وعليهم ألا يفكروا انهم سيعملون في اليمن مثل ما عمل المالكي بالعراق, موضحاً أن المالكي تجاهل الناس وتجاهل مطالب العشائر، وما نريد أن يعرفه رئيس الجمهورية؛ أن أي تجاهل منه سيجعل الشعب يرميه إلى مزبلة التاريخ كما رمى بالرئيس السابق». وأضاف: «أي جهة إقليمية تحاول أن تحاربنا على أساس أننا شعب متمسك بعقيدته وبرؤيته وبأصوله الإسلامية, فإننا سنضطر أن ندخل حتى القاعدة، نحن حاربنا القاعدة ونحارب القاعدة ولكننا سنضطر آسفين إلى أن ندخل القاعدة إلى بلادنا وبدل ما نعادي القاعدة سنصادقها وندخلها إلى أن يرفعوا أيديهم عنا». وأردف الشيخ الحسن أبكر: «أحس أن هناك تآمراً، فالدولة لم تشارك معنا إلا مشاركة خجولة وهم الآن يتآمرون و أرسلوا الوساطات التي يقودها قائد الشرطة العسكرية مع حسين الضمين مع الوسطاء السابقين ولم يحركوا ساكناً وهم يتحينون الفرصة ليسيطر الحوثي على الجوف و يدعمون الحوثي مادياً ومعنوياً ولم يقوموا بواجبهم في حماية المواطن». ونوه رئيس ملتقى أبناء الجوف ومأرب قائلاً: «إن الغريب في الأمر ان رئيس الوساطة قائد الشرطة العسكرية عوض بن فريد يقول: الصفراء حق الحوثي وانتم سرقتموها منه.. إلى هذا الحد يصل منطق الدولة وهو يعرف ان الصفراء حق الدولة ومن المفروض تأخذها.. (يقول ان نحن هجمنا عليه وأخذناها عليه)، هناك تأمر كبير وخطير علينا». ومضى الشيخ الحسن أبكر قائلاً: «الجهات التي تتآمر علينا؛ وزير الدفاع والدولة وحكومة الوفاق، وموقفهم سلبي وعدم الوقوف أمام الحوثي الذي بدأ يسقط المحافظة تلو الأخرى يعني أن هذا سيجني عليهم». وأكد أنهم في الجوف سيُجمّعون كل قبائل اليمن لقتال الحوثي وقال: «إننا سنُجمِّع كل قبائل اليمن ونحذر رئيس الجمهورية و وزير الدفاع وكل المتآمرين داخلياً وخارجياً في بلادنا وخارج البلاد من مغبة ذلك ومن التمادي في زحف الحوثي أو التغاضي عن أعماله بما يقوم به من سفك للدماء ونهب الممتلكات وهتك الأعراض ونحذرهم أن الجوف ستتحول إلى جوف قاعدة، الجوف سيتحول إلى قاعدة وكل العالم سيتحول إلى قاعدة.. نحن نحارب القاعدة وحاربنا ولم يحاربوا القاعدة مثل ما حاربناها نحن ولم يقفوا أمام القاعدة مثل ما وقفنا أمامها، لكننا الآن نتجرع مواقف حربنا ضد للقاعدة، ولن تسقط الجوف إن شاء الله». واستدرك: «عندنا ما يكفي لمواجهة ترسانة الحوثي وسنقاتل، انظروا إلى حماس عندها ولو محاصرة ما يكفيها وأصبحت اليوم ترمي قلب إسرائيل وتفرض الشروط على إسرائيل وهي محاصرة أما نحن الحمد لله عندنا سلاح و سنهاجم الحوثيين ونأخذ السلاح من أيديهم وإن يقتلوا منا ما قتلوا سنجابههم وسنقاتلهم إن شاء الله، و يكفي شعب العراق وشعب العراق عبرة لنا».