لماذا أية توجيهات رئاسية تمس مصالح المشائخ والنافذين بالدولة تأتي عبر تسريبات خجولة تنشرها مواقع اعلامية مقربة من الرئاسة… بينما اي قرار حكومي يمس مصالح الشعب اليمني ويزيد من معاناته يأتي عبر القنوات الرسمية وبمساندة وزير دفاع مشمر عن ساعدية ومكشر عن أنيابه وفي وقت تعكر عنه افراحه التي ظل ينتظرها منذ عام ؟!.. أعتقد انه لا خير في سلطة تهاب الشيخ والنافذ والمخرب اكثر من احترامها للشعب وتداري المافيا السياسية المتداخلة بالسلطة على حساب المجتمع اليمني بل وتلبي رغبات مراكز النفوذ وتعزز قوتهم وتقوم بالمقابل بممارسة الارهاب السياسي على المواطن البسيط وتقدم على كسر ساعده وتهديده بقوته اليومي . بالأمس فاجأتنا المواقع المقربة من هادي ورئاسته بتسريب خبر مفاده: (توجيهات رئاسية بإلغاء مخصصات مسؤولين سابقين ومشائخ من الوقود واعادة النظر في صرفيات الجهات الحكومية)، وهي محاولة لامتصاص غضب الشارع ليس الا، فالدولة صارت مركبة الشيخ نحو تحقيق رغباته .. ويختلف الامر حين تكون اجراءات الحكومة المجحفة بحق الشعب حيث في اليوم التالي لإقرار تحرير المشتقات النفطية من الدعم الحكومي خرج وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وهو المحايد دائما مؤيدا لجريمة الجرعة القاتلة ومرق عن الحياد المزعوم لمواجهة غضب الشارع، ملوحا بالعصا العسكرية.. ولعل المواطن أدرك ماذا يعني خروج وزير الدفاع ليبرر الجرعة باسم الحكومة.. بانه تهديد للشعب وان كان مصدر هذا التهديد رجل عاجز عن ضبط شلة مخربة. الغريب في جرعة الحكومة انها بدلا من ان تقوم بواجبها في معاقبة المهربين للنفط أقدمت على معاقبة الشعب اليمني بأكمله ومنحت المهربين والفاسدين حصانة من العقاب، فهكذا هي اليمن حين تدار بعقلية عصابة. ويأتي هذا في وقت لن تتجرأ الدولة المساس بموازنة المشائخ والتي تبلغ نحو 13 مليار ريال سنويا ومصلحة شؤون القبائل تعد تمييز طبقي مقيت يستمد مشروعيته من دولة خالفت مبادئ الاسلام وكفرت باهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر . مؤسسة الجيش والأمن هي الأخرى من اكبر قلاع الفساد باليمن وموارد الدولة السيادية (الجمارك والضرائب والنفط) بأيدي العابثين وسفريات الوزراء والمسؤولين وصرفيات هبات خارج اطار القانون وصفقات نفط وغاز مجحفة ووكلاء للمحافظين بالجملة فقط لاستلاب المال العام ولا عمل لهم وسيارات فارههة …الخ ومع هذا همهم الوحيد رفع الدعم عن الوقود فقط من أجل اغتيال مستقبل شعب غلبان. لهادي ووزير دفاعه قواسم مشتركة مع جماعة الحوثي المسلحة في اسقاط المدن واستهداف القوى ولهما مع عفاش لعبة عوجاء.. لكن السلطة القائمة كلما حاول الشعب ان يعبر عن غضبه بدأت بتوظيف مصطلحات قذرة مصنفة الشارع اليمني الى عفاشي وحوثي وانقلابي ومغرر بهم وهلم جرا.. المواقع المقربة من هادي في الايام التي تلت اقرار الجرعة السعرية عمدت الى الحديث عن تنسيق عفاشي حوثي لاسقاط العاصمة بمبرر احتجاجات ضد الجرعة… بمعنى ان من يرفض الجرعة يتم تصنيفه عفاشي وحوثي لكن ماذا عن لقاء وزير الدفاع بنظيره ابو علي الحاكم بهمدان وماذا عن وصول الحوثي بمسلحيه ومحاصرة صنعاء واسقاط عدد من المحافظات.. هذا ليس في قاموسها ولا يحق للشعب ان يعرف ذلك.. أصبحت العاصمة مثل ورقة الطبخ التي عاد بها جحا تاركا اللحم للكلب طالما ان الاخير لا يمتلك الوصفة المدونة في مسودة جحا الغبي.. وهنا قد انزلقت البلاد كلها من ايديهم ويبدون تخوفا غير مبرر على العاصمة.. ولا ندري عاصمة ماذا..؟.. واية عاصمة ياترى بلا محافظات.. الآن لم يعد مهما ان تصبح العاصمة صنعاء مثل مران صعدة.. المهم هو في كيفية التطبع على الواقع المفروض او كيف نثور ضده.. باقي الهواء الذي نتنفسه لا ندري متى تعتزم الحكومة ان تقر عدادات اتوماتيكية على أنوفنا لتطالبنا بفاتورة تنفس شهرية .. أعتقد في ظل تخاذل الاحزاب وخذلانها للشارع سنقبل بالأمر دون تذمر أو سنكتفي باحراق مجموعة اطارات في الشوارع لنلوث الهواء النقي قبل أن نرضخ لإجراء رمسيس اليمن والا فستلاحقنا السلطة بتهم "الحوثية والعفاشية والقاعدة والخيانة والعمالة والانقلاب" رغم انها مندمجة مع هذه الجماعات حد التلاحم.