اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العربي عبدالباري عطوان جولة الامير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي التي زار خلالها جميع الدول الخليجية باستثناء قطر قبل العيد بيومين كانت الاخطر في اطار التصعيد ضد دولة قطر . وقال في مقال له في "رأي اليوم " التي يرأس تحريرها ان هذه الزيارة ربما جاءت لابلاغ عواصم الدول الخليجية الثلاث وقادتها بهذه الاجراءات. وأفاد ان الايام المقبلة قد تشهد تصعيدا كبيرا، ضد قطر من جاراتها الثلاث التي سحبت السفراء، وربما تكون البحرين بدأت عملية التحرش تمهيدا لاجراءات جديدة اكثر قسوة. وقال عطوان الى أن العلاقات القطريةالبحرينية دائما في حال من التوتر، وان الترموميتر الذي يقيس هذه العلاقات، سخونة، او برودة هي المملكة العربية السعودية، والاخيرة اميل دائما الى البحرين المالكية ضد قطر الوهابية مع استثناءات محدودة للغاية، مشيرا: عندما فازت قطر ببطولة كاس الخليج لكرة القدم قبل ثماني سنوات، فوجيء الحاضرون في الملعب بوجود الملك حمد بن عيس آل خليفة يقف الى جانب امير قطر السابق ويتلقى معه التهاني الامر الذي آثار استغراب الكثيرين. واضاف ان العلاقات السعودية البحرينية كانت تمر ببعض التوتر على ارضية حقل السعفة النفطي المشترك، فالبحرين كانت تريد زيادة الانتاج الى مئتي الف برميل تتقاسمها البلدان، بينما السعودية تصر على مئة الف برميل فقط، الامر الذي اغضب البحرين التي كانت بحاجة لدخل اكبر وتعديل الاتفاق بين البلدين بما يحقق لها ذلك، منوها الى ان الخلاف السعودي البحريني لم يعمر طويلا، فالمملكة قررت التجاوب مع الشقيقة البحرين وزيادة الانتاج، فعادت العلاقات البحرينيةالقطرية الى التوتر مجددا، وثبت ان شهر عسل التقارب كان قصيرا جدا. وتطرق عطوان الى اتهام مملكة البحرين الجار القطري بتجنيس بعض شخصيات المعارضة سحبت الحكومة جنسيتهم بتهمة "الارهاب" بينما التزمت قطر الصمت وهو امر نادر، لان قطر مولعة بالمشاكل والصدامات، مضيفا بأن الاتهامات ليست جديدة على اي حال، فهناك قطاع عريض من الشعب البحريني من ابناء الطائفة الشيعية يشعر بالظلم وهضم الحقوق، وهي مسألة نسبية في نظر البعض، ومن الطبيعي ان تتلقف قطر بعض هؤلاء في اطار الصراع التاريخي بين آل خليفة وآل الثاني. وأردف: اعتقدنا مخطئين ان اللجوء الى محكمة العدل الدولية للنظر في الخلاف الحدودي بين البلدين حول جزر حوار وفشت الديبل يمكن ان ينهي هذا الملف وكل المشاكل المترتبة عليه، ولكن من سوء حظ البحرين انها حصلت على جزر حوار التي تبعد بضعة كيلومترات عن قطر، وهي صخور جرداء، بينما حصلت قطر على جزر فشت الديبل التي تضم ثاني اكبر احتياطات للغاز في المنطقة، وقال الدكتور عون الخصاونة القاضي الاردني الذي كان في هيئة القضاء بالمحكمة، ان البحرين خرجت نظريا فائزة، لكن قطر حصلت عمليا على ثروات هائلة، واستمر الشعور البحريني بالظلم. وتابع: نحن عارضنا ونعارض اي سحب للجنسيات من المواطنين ايا كانت الدولة التي تقدم على هذه الخطوة لان هذا يتنافى مع قيم حقوق الانسان، فالجنسية حق مكتسب للمواطن وليست منّه من الحاكم، لكن المشكلة اكبر من سحب جنسيات وتتعلق بالامن والاستقرار، ولكن هذا الامن لا يبرر سحب الجنسيات وتحويل مواطنين محترمين الى فئة "البدون". وأفاد بأن قطر مقدمة على ايام صعبة لانها في نظر خصومها لم تلتزم بتطبيق وثيقة الرياض، وما علينا الا الانتظار.