فيما يعد استمرارا لمسلسل الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس قبل سنوات.. وعلى غرار ما يحدث في بعض الدول العربية خلال الفترة الأخيرة من نزاعات شديدة وتقسيمات مفاجئة، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخراً، تقريرا عن مشروع سايكس بيكو الجديد، تظهر فيه تقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة، وتأتي المملكة العربية السعودية، كثاني الدول التي يفترض تقسيمها إلى 5 دويلات، "وهابستان" في الوسط، وأخرى في الغرب تضم مكة والمدينة وجدة، ودويلة في الجنوب، وأخرى في الشرق مع الدمام، إلى جانب دويلة أخرى في الشمال، بما يرجح أن يصبح اليمن بأكمله أو جنوبه على الأقل جزءًا من السعودية، التي تعتمد تجارتها بالكامل تقريبًا على البحر. وذكرت الصحيفة أن السعودية تواجه انقساماتها الداخلية المكبوتة التي بإمكانها أن تظهر على السطح جراء انتقال السلطة إلى الجيل المقبل من الأمراء، منوهة بأن وحدة المملكة مهددة من قبل الخلافات القبلية والانقسام بين السنة والشيعة والتحديات الاقتصادية. كما كشفت دراسة أمريكية خطيرة تم تسريبها من البنتاغون النقاب عن مخطط أمريكي لتقسيم المنطقة العربية، وذلك في إطار مشروع ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، وتشمل الدراسة – التي تشرف عليها 4 وحدات بحث تضم 120 خبيرا استراتيجيا سياسيا وعسكريا معظمهم من الجنسية الأمريكية – أكثر من 69 سيناريو متوقعا لمواجهة شعوب المنطقة على مدار 750 يوما متلاحقة قبل تقسيمها إلى دويلات وولايات بحجم الإمارات وقطر والكويت. وتراهن الدراسة على تحقيق النجاحات المتتالية مع قصر المدة، وتعزو ذلك إلى وجود انقسام إيديولوجي وفكري وعرقي وطائفي وصل إلى حد التجذر بشعوب المنطقة. وقد سبق وكشفت صحيفة «جلاسكو هيرالد» الأسكتلندية في تقرير لأحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط عن خطة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ووزارة الدفاع الأمريكية – البنتاجون – تهدف إلي حصار المنطقة والتهامها، مشيراً إلى أن السعودية ستعاني أكبر قدر من التقسيم، إذ ستقسم إلى عدة دويلات منها (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان، تشمل كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم، وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى (اليمنوالأردن). وأكدت معلومات إعلامية ومطّلعة أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوربيين صاروا أكثر تصميماً على ضرورة تقسيم المملكة العربية السعودية بعد انتهاء دورها وعجزها كما يدّعون عن تنفيذ الإملاءات الأمريكية، وتعاملها الحذر مع التحركات التي تشهدها اليوم بعض البلدان العربية. ومؤخراً أشارت تقارير إخبارية إلى أن واشنطن تسعى لتنفيذ هذا المخطط في إطار تشكيل شرق أوسط جديد، يبدأ بتشكيل أحلاف ومحاور واصطفافات، ومن ثم العبث بديمغرافية بعض الساحات، ونقل للسكان من منطقة إلى أخرى، وهذه التقارير تأتي عقب دعوة الأردن والمغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. وتعتقد هذه التقارير أن واشنطن تنوي التصعيد وتحريض بعض الشيوخ والأمراء الشباب في الدول العربية المطلة على الخليج للانقلاب وإزاحة حكامها، والمجيء بجيل آخر تكون مهمته التالية تقسيم دول الخليج وتفتيتها إلى إمارات ومشيخات وكيانات سياسية ضعيفة متهالكة. وتأتي التحركات الأمريكية بعد سلسلة من الدراسات المتخصصة التي تقدمت بها مراكز أبحاث وشخصيات أمريكية رفيعة تطالب فيها بضرورة تقسيم منطقة الخليج وفي القلب منها السعودية إلى دويلات صغيرة متناحرة، وبحيث تصبح إسرائيل هي أكبر وأقوى الدول في منطقة الشرق الأوسط، إذ تقدم ماكس سينجر مؤسس معهد هدسون منذ سنوات بخطة للمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية تتلخّص في تقسيم السعودية عبر إقامة جمهورية إسلامية شرق البلاد تضمّ حقول البترول فقط، مع الإبقاء على حكومة ملكية في باقي السعودية يحكمها الأمراء الشباب الذين يحظون بدعم أميركي، على أن تكون هذه الحكومة الملكية عرضة للسقوط بعد وقف الدعم عنها. وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع برنارد لويس، وهو أمريكي صهيوني من أصل بريطاني وضع مشروعاً جديداً تستطيع أمريكا من خلاله تعديل حدود اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت عام 1916، والتي كانت عبارة عن تفاهم سري بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية، على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى, والذي نتج عنه الشكل الحالي للدول العربية. ويقضي هذا المشروع بتفكيك البنية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية على أسس دينية ومذهبية، لتتحول بعدها إلى مجموعة من الدويلات لتتناحر فيما بينها حتى تصل إلى التدمير الشامل دون تدخل عسكري من الدول الكبرى, وهو ما حدث بالفعل في العراقوسوريا وليبيا. وحسب العديد من الخبراء هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساعد على خلخلة المملكة من الداخل، وهي تنقسم إلى عدة عوامل، منها: عوامل جغرافية: وتتمثل في المساحة الهائلة للمملكة العربية السعودية والتي تصعب معها حماية حدود الدولة, حيث تبلغ مساحتها أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية، وهو ما يجعل من الصعوبة التحرك من وإلى المدن الرئيسية للمملكة في حالة حدوث حرب أو في حالة دخول مجموعات مسلحة مثلما حدث في سوريا، وعوامل دينية وتاريخية تتمثل في وجود للشيعة في بعض المدن السعودية خاصة في شرق المملكة, ومن السهل تفجير الوضع مثلما حدث في العراق، يضاف إلى ذلك وجود قواعد عسكرية أمريكية في المملكة، حيث تعتبر السعودية من أهم المراكز الأمريكية في منطقة الخليج العربي، ومن الممكن استخدامها بشكل عكسي للمساعدة في تقسيم المملكة من خلال دعم أحد الأطراف المتصارعة ضد طرف آخر وهي 8 مناطق عسكرية، هذا بخلاف القواعد الأمريكية الموجودة في البحرين بالقرب من السعودية، حيث توجد قيادة الأسطول الخامس الأمريكي, ناهيك عن قاعدة العديد والسيلية القطرية، وأخيراً العوامل الخاصة بالعائلة المالكة التي يمكن أن ينفرط عقدها في أي وقت إن لم تحسم بعض الخلافات التي قد تنشأ داخلها.