مع المراجعة ضد التراجع. المراجعات لا تعني التوقف وانما الالتفات الي القصور وانت تسير تعاود لتعود أقوى وأشد هكذا في حركية دائبة لا تتوقف . اخطاءنا لا تقيد خطانا يجب أن تصير باعثا علي التجاوز ودافعا للإنطلاق والإنعتاق . أنا ضد ان نسحب المعركة كاملة الي داخل الاصلاح وان نتحول نحن اعداء انفسنا كذلك. نحن نمر بظرف عصيب اقول نمر. وهو مايتطلب مزيدا من الدافعية و مزيدا من الانفتاح على الواقع لا الانغلاق والانكفاء علي الذات نحتاج الي استنفار كل قوانا وطاقاتنا لمواجهة الإنهيارالمجتمعي العام واستنهاض الروح الوطنية واعادة بناء كل ما انكسر وتهاوى من منظومة القيم والمبادئ المؤسسة للوجود والحامية والضامنة للبقاء. لن نتغير ولن نغير ولن نراجع شيئا مالم تتسع صدورنا للنقد حسب مواقعنا ومسؤلياتنا وادوارنا . ومالم نفكر بصوت عال ومسموع . ولنا من التربية مايعصمنا الشطط والنزق وزلات اللسان والوقوع في السخط واليأس والذهاب نحو اكثر الخيارات بؤسا وسوءا . ولنا من الحب والحرص الصادق والثقة ما بنفي الريبة والظنون السيئة وكل مايبعدنا عن الحق ويمسكنا عن ان نجور في حق انفسنا بأكثر مما جارت علينا الخيانات . أنا مع التغيير وضد التبرير ومع الواقعية في التفكير حال الوقوع مع مواجهة الحقائق وعدم القفز على الأسباب والمسببات ، ضد استثناء الذات من المسائلة والمحاسبة ضد التفكير اللامنطقي واللا عقلاني في التعامل مع الاحداث والخطوب المختلفة ضد أن نبحث لقصورنا عن اغطية وأردية من كل نوع ومن السذاجة أن يغدو الفشل امتيازا ربانيا للذات الممتحنة بصنوف الإبتلاءات . ثمة من يصنع الكارثة بيديه ويسير اليها برجليه ثمة من يختار الهاوية ويسعى نحوها باصرارو بتعام وغباء وتساهل نادر ، ومع كل كارثة لاتعدم البلاهة الأعذار . اعرف أناسا تفننوا في صنع الكوارث بجهالة ملازمة وكلما استوى العته فاجعة رأيتهم يبدون براءة تلاميذ وصلوا للتو لأخذ الدروس والعظات . هذا النوع من التعلم خطر و مكلف ومن قال أننا نتعلم من بلادتنا وقصورنا وعدم اهليتنا وعمانا المديد . نحن نتعلم من كل مافات انتباهتنا ويقظتنا ووعينا وادراكنا من كل مانسيناه او اهملنا التفكير فيه وقصرت حساباتنا عن الاحاطة به واستيعابه . هي الحياة حسبة وموازين وعمل مشروط كدح من اجل الكسب وكفاح ضد الخسران ، لك فيها الخيار والقرار وانت الحر المسؤول سيد نفسك وصانع قدرك ، لا شماعات تعلق عليها خيباتك واجهاضاتك . "قل هو من عند انفسكم" هكذا يحسم المولى عز وجل لحظة الارتباك والتعثر حيث تندفع الذات المصدومة خارجها للبحث عن ملومين في محاولة للتملص والهرب من العبء والمسؤلية . كتب أحد الإعزاء مبديا" رفضه لحديث المؤامرة والخيانة معتبرا أن من يعلم أن هناك مؤامرة ولايستطيع ايقافها وابطالها فهو فاشل. اتفق معك عزيزي لكن هناك جزئية مهمة وهي أن ادراكك للمؤامرة لا يعني دائماً قدرتك على التعامل معها وتجاوزها . مسار الاحداث وطبيعة المؤامرة والمتأمرين مسار مربك ومعقد وكل ساعة يباغتك بحدث وحديث . وتعاملك الفعال مع المؤامرة مرهون بطبيعة المؤامرة وحجمها والأطراف التي وراءها كما انها مرهونه بموقعك و بقدراتك . موقع الاصلاح من التسوية وانحشاره ضمن معادلة الحكم قلص خياراته وقدراته وهامش مناوراته الي حد كبير . وضاعف فشل الأداء وقصوره في مزيد من الانحشار وفقدان التوازن والفعالية ، كما ان الواقع وطبيعة الظرف يلعبان دورا في تعاملك مع المؤامرة. انت تدرك حجم المؤامرة وتدرك مدى الحرب التي واجهها الاصلاح داخليا وخارجيا ومدى الأعباء التي تحملها نتيجة تسوية مجحفة صارت ورطة قسرية وقيدا لتسهيل ضربه وكأنما هي طريق اجباري وحيد ذاهب بك نحو التهلكه ولا تملك الا أن تسلكه . هكذا صيرت التواطئات العملية السياسة مصيدة كبيرة للاحزاب وكل حمل فيها وفق وزنه وحجمه . وفي الاخير انت حزب سياسي في مواجهة مؤامرات تقودها اجهزة ومؤسسات بدعم خارجي كبيروقوى كثيرة بامكانات مهولة الامر ليس بالسهولة التي نتصورها كي نقول نحن لإنسلم بنظرية المؤامرة . قد تتجاوز التحديات امكاناتك وحين يتجمع عليك الخصوم كهدف وحيد فبالتأكيد لن تكون في الموقع الافضل وستبقى مدفوعا وفي حالة دفاع وانسحاب مختنقا حد الإنهاك لكن يبقى السؤال عن مدى اسهامنا لنصل الي هذا المآل ؟ تتآمر الذات ضد نفسها احيانا بأشكال وصور غريبة لاتعدم التسويغ وقليلون من يملكون فضيلة الاعتراف بمسؤليتهم قبل مسائلة الآخرين . يقيني أن المؤامرة كانت اكبر من الإصلاح ولم تكن حربا بل حروبا ضارية . يمكنك ان تتصور بلدا محمولا على رأس حزب ، يريد أن يعبر به الجحيم فاذا جحيمه آت من كل ما كان يحمل و يحاول إنقاذه . كان صراعا قذرا بكل المقاييس استهدف الإصلاح في مسار وطني هو منه في موضع القلب الدامي الطعين. أثخنوه طعنا كي تسقط اليمن . لنرفض التفاؤل الساذج ولنحزن كما يجب . يطهرنا الحزن يحررنا من الأوهام يعيد غرسنا في الوجع الصادق في التربة الأم كي نزهر ونشرق باسمين.