مشكلة تيارات الاسلام السياسي انها مسكونة بعقدة " أزمة الوجود " و هذا هو الهاجس الذي يتحكم في كل مراحل التفاوضات لديهم فهم لا يبنون خطط تفاوضية بناء على دراسة منهجية دقيقية عن مصالح تحالف المنافسين او الخصوم بحيث تمنحهم هذه الدراسات خارطة واضحة عن المسار الذي ستؤول اليه التفاوضات و بالتالي يمكن وضع كل الاحتمالات مسبقاً و تحديد نقاط القوة و نقاط الضعف بحيث يمكن اسناد اي نقاط ضعف و حماية كل نقاط القوة. قد توفر مثل هذي الخطط اساليب التعامل مع الاهداف التكتيكية و الاعداف الاستراتيجية و تمنحك قدرة على تفكيك تحالفات الخصوم و اضعاف نقاط قوته. اما سيطرة هاجس الحفاظ على الوجود يؤخر خطواتهم كثيراً و يحصرهم في زاوية حركات اصلاح اجتماعي و ليست حركات سياسية. هاجس الوجود يفرض وجوده نتيجة ازدواجية حركات الاسلام السياسي بين البعد التنظيمي الحركي و بين البعد السياسي كأحزاب و هذا ما يعرفه جدا خصوم الحركات عنها لذا يلعبون على مخاوفها بهذا الاتجاه فيتحول الحفاظ على الوجود نصر ذاتي للحركات لكنه قد يكون هزيمة وطنية و سياسية و ديمقراطيةو بالتالي يسهل ابتزاز هذه الحركات و محاصرتها او دفعها الى خيارات المواجهة ايضا بدوافع الحفاظ على الوجودو هذا منطق غريزي اكثر من كونه منطق سياسي