تواترت الأنباء حول انسحاب مسلحي الحوثي، الثلاثاء، من محيط مبنى وزارة الدفاع بأمانة العاصمة صنعاء، عقب حصار فرضوه على مبنى الوزارة. واستحدث الحوثيون، خلال اليومين الماضيين، نقطة حراسة على البوابة الغربية المخصصة لدخول الوزير محمود الصبيحي بعد أن كان يسيطر عليها جنود من حراسة المجمع. وذكرت مصادر أن الحوثيين منعوا الوزير الصبيحي من دخول مكتبه، وأغلقوا الوزارة في وجه رئيس هيئة الاركان المعين حديثا وعدد من رؤساء الدوائر في الوزارة. وأعقب انسحاب الحوثيين انتشارا كثيفا لقوات الحرس الرئاسي ووحدات من الجيش تواجدها بالمدرعات والأطقم العسكرية في محيط وزارة الدفاع. وقالت مصادر مطلعة إن قوات كبيرة من الحرس الرئاسي ووحدات من الجيش معززة بالمدرعات والأطقم العسكرية تحيط بمقر وزارة الدفاع من جميع الاتجاهات تحسباً لأي طارئ. يأتي ذلك عقب طرد وزير الدفاع اللواء الصبيحي لمسلحي الحوثي من الدائرة المالية ومكتب رئيس هيئة الأركان المعين حديثا. * تأهب أمني ومتاريس حوثية وعقب الأنباء التي تحدثت عن انسحاب الحوثيين من محيط الوزارة نصب مسلحون حوثيون، اليوم الأربعاء، المتاريس قرب وزارة الدفاع، حسبما أفاد موقع «براقش نت» المقرب من المؤتمر. ونقل الموقع عن شهود عيان قوله إن «الحوثيين نصبوا المتاريس على سور صنعاء القديمة المطل على وزارة الدفاع الواقعة في مجمع العرضي العسكري». وعلى صعيد موازٍ لاستعدادات الحوثيين قالت صحيفة «أخبار اليوم» المحلية إن «قوات الاحتياط الاستراتيجي لوزارة الدفاع "الحرس الجمهوري سابقاً" رفعت جاهزيتها القتالية إلى حالة التأهب القصوى مساء أمس بتوجيهات اللواء الركن/ محمود أحمد الصبيحي وزير الدفاع واللواء الركن/ علي بن علي الجايفي قائد قوات الاحتياط الاستراتيجي لوزارة الدفاع بعد أن استمر حصار مجاميع من مليشيا الحوثي المسلحة لوزارة الدفاع ومبناها الكائن بمجمع العرضي لليوم الثالث على التوالي, بالإضافة لإخراج عناصر حوثية مسلحة تتحكم بالمجمع من الداخل». ونقلت الصحيفة عن مصادرها الخاصة القول: «إن كتيبة من قوات الاحتياط الاستراتيجي معززة ب"6″ عربات "بي تي آر" و"6″ أطقم مدرعة قد شُوهدت منتصف الليلة الماضية على أبواب معسكر قوات الاحتياط الاستراتيجي لوزارة الدفاع – معسكر 48 سواد حزيز وهي منطلقة لحماية مبنى مجمع وزارة الدفاع "العرضي" في منطقة باب اليمن وسط العاصمة من مليشيا جماعة الحوثي المسلحة». * الصبيحي يعتزم تحرير الوزارة إلى ذلك أمرَ وزير الدفاع اللواء الركن محمود أحمد الصبيحي يوم أمس وفور وصوله إلى مبنى الوزارة بمجمع العرضي كافة موظفي الوزارة ودوائرها والأركان العامة بالمغادرة إلى منازلهم تفادياً لأي تصادم مسلح مع مليشيا جماعة الحوثي التي تطوِّق الوزارة من الخارج. وتتواجد بمجاميع من عناصرها داخل المبنى والمجمع وتتحكم في وصول الموظفين إلى مكاتبهم بعد أن منعت رئيس هيئة الاركان العامة المعيَّن مؤخراً اللواء الركن/حسين هادي خيران من الوصول إلى مكتبه قبل يومين وبعد أن تمكَّن وزير الدفاع من إدخاله إلى مكتبه يوم أمس الأول متحدياً مسلحي جماعة الحوثي قامت مجاميع من مليشيا الحوثي يوم أمس بضرب حصار على محيط الوزارة؛ ما دفع بالوزير الصبيحي والذي تمكَّن من الدخول إلى المجمع بإصدار أوامره لموظفي المجمع بالمغادرة إلى منازلهم تفادياً لأي تصادم مسلح مع المليشيات الحوثية. وقالت مصادر: إن «وزير الدفاع عازم على تحرير الوزارة ومحيطها من مسلحي مليشيات الحوثي الذين يتحكمون فيها منذ سقوط العاصمة ومجمع الدفاع يوم 21 سبتمبر الماضي وأن توجيهات الوزير لقوات الاحتياط الاستراتيجي لوزارة الدفاع واستدعاء إحدى كتائبها إلى مبنى الوزارة والمجمع لحمايته يأتي ترجمةً لعزم الوزير وتوجهاته بتحرير الوزارة ودوائرها من سيطرة مسلحي المليشيا الحوثية». * زيارة مشبوهة وتحدثت مصادر أن انسحاب مليشيات الحوثي من محيط مبنى الوزارة جاء بعد زيارة قام بها الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى وزارة الدفاع. وذكر موقع «اليمن الاتحادي» التابع لنجل الرئيس، إن هادي زار أمس مجمع وزارة الدفاع وكان في استقباله وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي. وتحت عنوان: «لا يهاب الموت .. رئيس الجمهورية يرد على ضجيج محاصرة وزارة الدفاع عمليا وبنفسه»، أفاد الموقع الرئاسي بأن هادي طاف بموكبه بالوزارة ولوحظ أن الأوضاع مستقرة ولا صحة لكل ما قيل عن سيطرة مسلحين للوزارة. وربط مراقبون زيارة الرئيس هادي إلى مجمع وزارة الدفاع بزيارته إلى محافظة عمران في 23 يوليو من العام الجاري، عقب سقوطها بيد مسلحي الحوثي. وقال الكاتب الصحفي علي الفقيه إن انسحاب الحوثيين من محيط الوزارة بالتزامن مع زيارة هادي يأتي لفتح الطريق للرئيس ومن ثم معاودة الحصار، كما حدث أثناء زيارة الرئيس إلى محافظة عمران. وأوضح أن خطاب عبدالملك الحوثي الأخير أظهر تغيرا في سياسة جماعة الحوثي تجاه الرئيس هادي. زيارة الرئيس هادي إلى وزارة الدفاع يأتي بالتزامن مع ما نشره موقع صحيفة «الأهالي» الأسبوعية والذي أفاد بأن هادي خضع، الثلاثاء، للعلاج في مستشفى مجمع العرضي التابع لوزارة الدفاع. ونقل الموقع عن مصادر وثيقة قوله إن «الرئيس هادي خضع لمعاينة طبية في مستشفى العرضي، وأجرى فحوصات طبية دورية، تحت حراسة أمنية مشددة». * مشاكل صحية واضطر الرئيس هادي في سبتمبر الماضي لتأجيل زيارة علاجية اعتاد الخضوع لها في أحد مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سبق وتلقى العلاج فيها، وكانت المرة الأخيرة التي أجريت له فيها فحوصات طبية في سبتمبر 2012م. هادي يعاني من مشاكل صحية في القلب، وتضخم الشريان الرئيسي في القلب، وسبق وأجرى عمليات قسطرة في سنوات سابقة. وفي وقت سابق تحدثت مصادر إعلامية عن تدهور الحالة الصحية لهادي، وأنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم.